فيصل سليمان أبو مزْيد يكتب: حتى تعرف أين أنت!!

الثلاثاء، 19 مايو 2015 12:01 ص
فيصل سليمان أبو مزْيد يكتب: حتى تعرف أين أنت!! تمثال النهضة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لابد أن يكون لكل مواطن فى المجتمع حس وطنى يظهر فى سلوكه اليومى، ويبرز فى المواقف التى يعرف فيها الرجال بالأفعال لا بالأقوال، حين يشعر بالخوف علی وطنه كخوفه علی أهل بيته من أى اضطرابات أو سلبيات قد تؤثر علی سلامة المجتمع.

وهذا الشعور الوطنى الذى ينمو مع المواطن منذ صغره، ويورث للأبناء من الأجداد والآباء لا يباع ولا يشتری، ومن لا يملكه فهو خاسر لا يستحق أن يعيش علی تراب هذا الوطن الغالى.

فخوفك وقلقك علی وطنك من أى ضائقة أو فتنة يعتبر من الحس الوطنى الذى تحمله لها، ولكنك لا تنتظر منه مكافئة أو تتأمل أن تجنى من ورائه منفعة، ومن مظاهر هذا الشعور النبيل تجاه الوطن أن يحرص ألا يكون وطنه عرضة للنقد والسخرية من الآخرين، بسبب سلوكيات لا أخلاقية تصدر من أشخاص يسيئون للمجتمع بقصد أو بغير قصد.

فلا يحاول أن ينشر ويذيع كل مصيبة أو حادثة تقع فى وطنه، لكى تنتقل للفضائيات والمحطات العالمية، ويكون لها مردود سلبى علی الوطن والمواطنين.

فكما تغلق باب بيتك لكى لا يسمع الجيران مشاكل أسرتك، وتحيط خلافاتك الأسرية أو فضائحك الأخلاقية بتكتم وسرية حفاظاً علی ذاتك لتظهر بصورة بهية، كان الوطن أولی بتلك السلوكيات ممن يعيشون علی أرضه ويأكلون من خيره.

ولعل حديثى موجه للإعلاميين والقنوات التلفزيونية خاصة، والتى لها دور كبير إيجابى فى إظهار المحاسن التى فى وطننا، أو سلبى بإظهار المفاسد فى مجتمعاتنا.

ولعل حادثة الحمار التى دارت أحداثها فى مطار القاهرة، خير مثال لما أتحدث عنه. فلو كنا علی درجة من الوعى والحس الوطنى لما جعلنا تلك الحادثة محط اهتمامنا وملاحظاتنا، وأفردنا لها صفحات وبرامج للحديث عن الحمار وكيفية دخوله إلی آخر القصة، لأننا نشوه فى وطننا أكثر من أن نحافظ علی مكانته !

كان من الواجب أن نغلب المصلحة العامة للوطن عن أى منافع شخصية قد يجنيها الإعلامى فى حديثه عن ذلك الموضوع. فهذا مثال من عشرات المواقف التى تحدث فى مصر، والأجدر بنا أن نتجاهلها ولا نصب عليها اهتمامنا، فبؤس الرجل الذى يحدث بكل ما يسمع.

ولا بد علی كل فرد صالح فى المجتمع أن يترفع عن كل نقيصة وصغيرة لا تستحق الاهتمام، وألا يجعل تلك الصغائر تجذبه وتلفت انتباهه .

مصر أكبر منا كلنا، وتستحق أن نحافظ عليها كما نحافظ علی أولادنا، وأن نعتنى بها كما نعتنى بأعمالنا بل وأكثر من ذلك.
لأننا بها نرفع الهامات عالياً ونعيش بعزة وكرامة، وبدونها وجوهنا فى التراب مهانة ونعيش بذلة وتفاهة، فاختر أخى المواطن أين تضع وطنك مصر.
حتى تعرف أين أنت !!






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة