فأقام والد الطفل دعوى جديدة ضد وزير الصحة ورئيس التأمين الصحى، لامتناعهما عن تنفيذ الحكم طالبا الاستمرار فى تنفيذ الحكم وتحريك الدعوى الجنائية ضدهما من قبل النائب العام.
"اليوم السابع" حاول الاقتراب من المشهد أكثر لرصد المشهد عن قرب، وإجراء حوار مفتوح مع والد الطفل وليد ووالدته وجده.
فى البداية طالب "غيث محمد غيث" والد الطفل "وليد" صاحب المرض النادر "ميكويوليكسر ايدوزس" الرئيس عبد الفتاح السيسى، بالتدخل وإصدار أوامره لوزير الصحة بعلاج نجله على نفقة الدولة، خاصة بعد امتناع وزير الصحة عن تنفيذ حكم محكمة القضاء الإدارى، بدعوى أنه ليس له صفة فى علاج الطفل، بحجة أن التأمين الصحى له شخصيته الاعتبارية المستقلة.
والد الطفل يشرح طبيعة مرض ابنه
وأضاف غيث، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن مرض نجله يسبب تضخمًا فى الكبد والطحال وانحناء فى العمود الفقرى، ويؤدى إلى فقدان السمع وضعف للنظر وعتامة بالقرنية وتيبس بالمفاصل وعدم القدرة على الحركة وقصور بعضلة القلب، لافتًا أنه ذهب بنجله لجميع مستشفيات مصر وحينما ذهب لمديرية الصحة بدمنهور لم يهتم أحد بنجله، ولم يقوموا حتى بالكشف عليه، مما اضطره لرفع قضية طالب فيها وزير الصحة بعلاج نجله على نفقة الدولة.
وأضاف الأب: "نجلى يحتاج حقنة كل أسبوع؛ قيمة الحقنة الواحدة الآن 15 ألف جنيه طبقًا لوزن الطفل، أى نجلى يحتاج قرابة المليون جنيه سنوياً قيمة العلاج فقط، وهذا المبلغ لا يقدر عليه أحد من هذه القرية، خاصة وأنا عامل باليومية أجرتى 30 جنيهًا يوميًا، وليس لى أى مصدر رزق آخر، فأرجو من وزير الصحة أن يرحم ضعفى ويوافق على علاج نجلى على نفقة الدولة".
مأساة الأم وابنها الوحيد
وبدموع الخوف والحسرة والألم على نجلها الوحيد بدأت "خضرة محمد محمد"، والدة الطفل "وليد" حديثها لـ"اليوم السابع"، قائلة: "وليد ابنى طلعت بيه من الدنيا بعد سنتين جرى على الخلفة، وربنا كرمنى بيه وحتى الآن لم يرزقنى الله إلا بوليد، وهو دنيتى وكل حاجة عندى لو حصل له حاجة أنا هموت وراه".
وأوضحت والدة وليد، أنها تبكى أناء الليل وأطراف النهار حزنًا على نجلها، وهى ترى أمام عينيها بطنه وهى تكبر أمام عينيها وجسمه يضمر من تأثير المرض، مطالبة وزير الصحة بالموافقة على علاج نجلها رحمة بأسرتها، والنظر بعين الرحمة لهما ولزوجة الفقير الذى لا يملك من حطام الدنيا شيئًا سوى أجرته اليومية.
وأشار محمد غيث جد الطفل وليد، إلى أنه مصرى وله حق على الدولة فى علاج وليد على نفقتها الخاصة.
وأوضح، أنه سافر بحفيده إلى القاهرة أكثر من 70 مرة بحثاً عن علاج له، كما ذهب إلى معهد الكبد بمدينة شبين الكوم بمحافظة المنوفية، وأعرب جد الطفل أن أمنيته الوحيدة من الدنيا أن يشفى حفيده الوحيد، مشدداً على أنه لا يملك من الدنيا شيئًا، وابنه غيث والد الطفل المريض "وليد" هو الوحيد الذى يعمل فى المنزل باليومية ومتكفل بمصاريف زوجته ونجله ووالده، مشيراً أن تكاليف العلاج باهظة جدًا لا يقدر عليها أحد فى مصر، مطالباً وزير الصحة أن يأمر بعلاج حفيده على نفقة الدولة.
قرار المحكمة
وكانت المحكمة قد قررت منذ عدة أشهر برئاسة المستشار الدكتور محمد عبد الوهاب خفاجى نائب رئيس مجلس الدولة، منح وزير الصحة ورئيس التأمين الصحى، أجلا مدته ثلاث ساعات فقط، حتى الساعة الواحدة ظهرا لبيان أسباب امتناعهما عن تنفيذ الحكم، وقدم الحاضر عن الوزير خلالها بأن الوزير ليس له صفة فى علاج الطفل، بحجة أن التأمين الصحى له شخصيته الاعتبارية المستقلة، ولم يحضر التأمين الصحى رغم إعلانه إعلانًا قانونيًا صحيحًا.
وبعد انقضاء الثلاث ساعات قررت إصدار الحكم الساعة السادسة مساء فى جلسة مسائية.
وحكمت المحكمة برئاسة المستشار الدكتور محمد عبد الوهاب خفاجى نائب رئيس مجلس الدولة، وعضوية المستشارين محمد حراز ووائل المغاورى نائبى رئيس مجلس الدولة، بإلغاء قرار رئيس هيئة التأمين الصحى السلبى بالامتناع عن تنفيذ الحكم الصادر من هذه المحكمة فى الدعوى رقم 1028 لسنة 15 قضائية بجلسة 15 ديسمبر 2014، وما يترتب على ذلك من آثار؛ أهمها استمرار إلزامه ووزير الصحة باعتبار أن الهيئة تحت إشرافه قانونًا، وهو القائم على مرفق الصحة بصرف الدواء المقرر أو بديلة بواقع (0.5 ملليجرام لكل كيلو جرام من وزن الطفل) أسبوعيًا، ولمدى الحياة أو حتى تمام شفائه، بحسب أن الامتناع عن تنفيذ الأحكام القضائية وتعريض حياة الطفل للخطر والهلاك خرقًا دستوريًا وجرمًا جنائيًا وآثمًا تأديبيًا لهما.
وأمرت المحكمة بتنفيذ الحكم بمسودته دون إعلان، وألزمتهما مصروفات الطلب العاجل.
محرر اليوم السابع داخل منزل الطفل
الطفل "وليد"
وليد مع أسرته بالمنزل
جد الطفل وليد أثناء حواره لـ"اليوم السابع"
