جمال أسعد

العرب بين كامب ديفيد الأولى والثانية

الثلاثاء، 19 مايو 2015 10:05 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
العلاقة بين الدول علاقة مصالح، فلا علاقات من أجل سواد عيون الدول ولا علاقة دائمة ولا مصالحة دائمة، ولكنها المصالح دائماً. وما الظاهرة الاستعمارية غير فرض سيطرة القوى على الضعيف، لتحقيق مصالحة تحت مسميات وبرفع شعارات لا تسمن ولا تغنى من جوع، فالأربعاء والخميس الماضيان كان قد تم اجتماع قمة بين الرئيس الأمريكى وبين ملوك وأمراء دول مجلس التعاون الخليجى الذين لم يحضر منهم سوى أمير الكويت وقطر فقط، وكان ذلك فى كامب ديفيد بعد توقيع الاتفاق الإطارى بين إيران ودول الخمسة زائد واحد، بخصوص إشكالية التخصيب النووى الإيرانى بعد التمدد الإيرانى المشهود، دون تصريحات، فى المنطقة خاصة فى العراق وسوريا ولبنان واليمن، ناهيك عن الاختراق الاقتصادى والسياسى للقارة الأفريقية كلها.

إضافة إلى إثارة النعرات الطائفية الشيعية فى كل دول الخليج خاصة شيعة السعودية، الشىء الذى جعل دول المجلس الخليجى تستشعر الخطر القادم من إيران على المنطقة، لذا قد وجدنا أمريكا فى موقف لا تحسد عليه، وذلك لأهمية العلاقة الأمريكية الخليجية للمصالح الاستراتيجية الأمريكية فى المنطقة لوجود أهم المواقع العسكرية الأمريكية فى الخليج، إضافة إلى أن سوق السلاح الخليجى هو المتنفس الأهم لتجارة السلاح الأمريكية، هذا فى الوقت الذى تفتح فيه أمريكا الباب على مصراعيه لإيران، خاصة بعد رفع العقوبات الاقتصادية عنها وبعد تدشين التواجد والتمدد الإيرانى نتيجة لغرق واستغراق أفغانستان وباكستان فى مشاكلهما إضافة للسحق الأمريكى للعراق الذى تصول وتجول فيه إيران الآن وبمباركة أمريكية، لذا كانت كامب ديفيد الثانية لا تختلف عن كامب ديفيد الأولى ففى كلاهما لا تسعى أمريكا لغير مصلحتها، ففى الأولى كانت مصلحتها هى الحفاظ، وحتى الآن، على الكيان الصهيونى الذى هو امتداد فعلى للتواجد الأمريكى فى المنطقة ومنذ ستة وثلاثين عام وحتى الآن مازالت وعود كامب ديفيد الأولى كبخار ماء ظهر قليلاً ثم اضمحل، فلا حل للمشكلة ولا توجد دولة فلسطينية بل تمدد صهيونى وإبادة للفلسطينيين.

أما فى كامب ديفيد الثانية فلم نجد غير كلمات وتصريحات وشعارات سياسية تخلو من المضمون، وتحمل فى داخل جيناتها عوامل فنائها قبل أن تولد، ولا نبالغ إذا قلنا إن فكرة كامب ديفيد الثانية بين أمريكا ودول الخليج تهدف ضمن ما تهدف إلى تكريس التفكك العربى ببناء محاور عربية مختلفة المصالح ومتعددة الاتجاهات، خاصة بعد التفكير الجدى فيما يسمى بتكوين القوى العسكرية المشتركة، هذا إلى جانب التأكيد والسعى الأمريكى على إثارة النعرة بين السنة والشيعة امتداداً لما قامت به فى العراق. فهل تسعى أمريكا لحماية المصالح الخليجية أم لحماية مصالحها الخاصة؟! وهل يمكن أن تدخل أمريكا حرب فى مواجهة إيران لسواد عيون العرب؟! وفى ظل كل هذا أين الموقف الأمريكى من القضية الفلسطينية؟! وما تفسير الموقف الأمريكى الذى يساند إيران ضد داعش فى العراق والذى يختلف مع إيران لصالح داعش فى سوريا؟! فليعلم العرب أجمعين أنه لا يحك جلدك مثل ظفرك، فلا حل لمشاكلنا ولا سبيل لتقدمنا وتحرر قرارنا غير توحدنا جميعا، وتنمية قدراتنا فى جميع المجالات، حتى يعرف العدو قدرتنا على المواجهة، فنرغمه على أن يعيد حساباته، وأن يعى جيدا قدرة العرب ويضيع الدول العربية فى مصاف الدول العالمية صاحبة السيادة والقرار الحر.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة