لا يختلف الأصوليون الدينيون، باختلاف دياناتهم بخاصة فى الديانات الإبراهيمية، فى عدائهم للفنون والموسيقى، بوصفها عملًا شيطانيًا، وملهاة عن ذكر الله، والانشغال عن الرب وعبادته.
تكشف معركة "الدعوة السلفية" وعدائها للفنون، بخاصة الموسيقى، والتى نشبت مع تصريحات المتحدث الرسمى للدعوة عبد المنعم الشحات، عن وعى التيارات الأصولية، وترتيب أولوياتهم الاجتماعية والفكرية، كما تكشف عن نسق "الأبنية الثقافية" بتعبير على مبروك، المتحكم فى قطاعات "عريضة" من المجتمع، إذ يتفق الأصوليون مسلمون ومسيحيون على عداء الموسيقى والفنون.
كراهية الموسيقى والفنون يسميها الكاتب الفرنسى أوليفييه روا بـ"الجهل المقدس"، الذى يجب أن يتوافر فى الجماعة الدينية، وعلى قيادات الجماعة نشر ذلك الجهل بين أتباعها عبر تصوير الثقافة والفنون كـ"نوع من الوثنية التى تبعد عن الله.. وهى لا تضيف شيئًا جديدًا إلى الدين وبالتالى فلا نفع فيها، وإما تشكّل حجر عثرة أمام أداء الفرائض الدينية. وبالتالى فهى تضييع وقت. وفى كلتا الحالتين هى مدانة.. فالجهل بـ}ـالفنون{ يصبح غاية الغايات "التى" تحمينا من التلوث بموزار وبيتهوفين ورافائيلو ومايكل أنجلو وفان جوخ وأفكار أفلاطون وأرسطو وكانط وكل الفكر الحديث".
وفى سبيل الوقاية من "التلوث" وحفاظًا على نقاء المصدر الدينى، المصدر المقدس، ترى الدعوة السلفية الوظيفة الشيطانية للفنون، تحت زعم التلاعب بالنفوس، وشبهة المفاسد، وغيرها. وهى عبارات كما يلوكها الشحات، رددها من قبل نائب رئيس الدعوة ياسر برهامي، رافعين لافتة نحرم ما حرمه الشرع، ومقتصرين الشرع وفهم خطابه ونصوصه على أنفسهم، رافضين إية اجتهادات أخرى تخالف رؤيتهم وتفسيرهم الحرفى للنصوص.
وفى الأرثوذكسية، لا يرى البابا المتنيح شنودة الثالث، أية غضاضة على ما يسميه بـ"الأغانى الروحية"، لكنه يرفض الأغانى "الأخرى"، قائلًا: لسائله بالنص "الأغانى الروحية ما فيهاش غلط، لكن تقصد حاجة تاني"، مشيرًا إلى أن الأغانى العاطفية إذا جذبت إلى غير الله فهى خطأ، وإذا كانت الأغانى تؤثر فيك جسديا فهى أيضًا خطأ، موضحًا أن الذين يسيرون حسب الجسد يهلكون.
كمت سبق أن اتهم الأنبا بيشوى، منذ سنوات، طائفة البروتستاتنت خلال لقائه مع الإعلامى عمرو أديب "عملوا مخطط أنهم يسحبوا الشباب بالحفلات والأغانى والموسيقى، ليرتفع عددهم إلى الضعف"، الاتهام ذاته تسوقه أغلب التيارات المحافظة، مسيحية كانت أو إسلامية، وتتهم من تراهم أعداءها بتجنيد الشباب أو نشر التبشير فى أوساطهم عبر الموسيقى باعتبار الأخيرة عملًا شيطانيًا، أو عملًا غير دينى فى أحسن الأحوال، وينشر أصحاب الخطابات "المنغلقة" مخاوفهم على الهوية النقية الخالصة، أو الدين الخالص من "الآخر" الشيطاني، وبشعورهم أن هذه الهوية فى خطر فى الحقبة المعاصرة، فإن الأصوليين يقومون بتحصينها من خلال استرجاعات انتقائية من المذاهب والمعتقدات والممارسات من ماض مقدس؛ لتكون بمثابة حصن ضد زحف الغرباء الذين يهدد ويسحب المؤمنين إلى أوساط ثقافية توفيقية أو لا دينية، أو إلحادية.
عدد الردود 0
بواسطة:
مينا جورج
عزيزى كاتب المقال
عدد الردود 0
بواسطة:
مينا جورج
اريد ان اضيف توضيح على تعليقى السابق رقم 1
عدد الردود 0
بواسطة:
المصريه
الموسيقى فى الكنيسة الكاثوليكيه
عدد الردود 0
بواسطة:
سالى
وحياتك بلاش فتى !!!!!
عدد الردود 0
بواسطة:
هلال ندا
كعادتكم
عدد الردود 0
بواسطة:
Heba
المسيحيه ديانه الحب النقى
عدد الردود 0
بواسطة:
george
خلط الاوراق