فى منزل الكاتب الكبير مصطفى أمين، بالزمالك، نزف الشاعر الرقيق كامل الشناوى رائعته الشهيرة "لا تكذبى"، كتبها بأعصابه ودمه ودموعه وإحساسه، وما أن سمعتها النجمة نجاة الصغيرة حتى طلبت من الشاعر الكبير غناءها ووافق كامل دون تردد.
فى ذلك الوقت كان موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب بدأ فى تلحين القصيدة ومن شدة صدق الصورة التى رسمها كامل الشناوى أطلق عليها موسيقار الأجيال اسم "إنى ضبطكما معا"، ودندن عبد الوهاب الأغنية على العود، ومن بعده تغنى بها العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ ونجاة الصغيرة.
وفى إحدى السهرات ببرنامج "ليالى الشرق" طلبت نجاة الصغيرة أن تحاور الشاعر العاشق الكبير، وبمجرد أن قالت له ممكن أسألك سؤال، فرد عليها بالطبع فأنا أحبك إذا تكلمت أو تغنيت أو سألتى، فسألته نجاة :"أنت بتحب تسمع لا تكذبى بصوت مين" وجاوبها الشاعر :"أحبها بصوت عبد الوهاب الموسيقار الذى خلق لحنها، وخصوصا وهو يدندن بها على العود" فصمتت نجاة، فقال لها كامل :"أعتقد أن رأيك من رأيى"، والمفارقة أن هناك الكثيرون يؤكدون أن كامل الشناوى كتب "لا تكذبى" فى نجاة الصغيرة.
وسألت نجاة العاشق الكبير عن الحب الصادق والكاذب، فقال لها ليس هناك شىء اسمه حب صادق وحب كاذب ولا أؤمن بهذا القول، لأن الانفعال دائما صادق، لكن هناك حب عمره طويل وهو الذى تسيطر فيه العاطفة على العقل فيستمر مع الإنسان، وحب قصير يسيطر فيه العقل على العاطفة وعندما ينتهى فيه الانفعال يذوب الحب".
كامل الشناوى الشاعر والفنان والعاشق الأكبر الذى أطلق على نجاة الصغيرة لقب "الضوء المسموع"، كتب موجها رسالة لحبيبته ذات مرة قائلا :"أنا لا أحتمل فكرة أنى أحببت المرأة الخطأ، وعشقت المرأة الخطأ، وأعطيت المرأة الخطأ، وإن سامحنى الحب والعشق والعطاء كيف أبرىء نفسى أمام الكلمة، إلا الكلمة أتورط أنا ولا تتورط هى، أخطىء أنا وتصيب هى، تعففى أرجوكِ لأكسب رهانى على كلمتى لا رهانى عليكِ، أشعر أننى لم أولد إلا لأكون طعما لنيران غدرك المقدسة، أو رمادا تحمله رياحك العاتية المجنونة، وداعا يا صديقتى ذات يوم وعدوتى كل يوم!!".
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد البستانى
نزف الشاعر.....تعبيرراقى وجميل