إذا استيقظت ذات صباح شتائى مُفعم بالأمل، كل ما عليك فعله هو أن تحضر كوب من مشروبك المفضل و تدير مؤشر الراديو فيدور معه الزمن وتفتح أذنك وشبابيك روحك للنغمات، تحديداً فى تمام التاسعة صباحاً يتهادى إلى مسامعك صوت فيروز. ذلك الصوت الذى يأتى من حيث تنمو الأحلام، يلفك صوتها فى غيمة حريرية تنزعك من همومك، فيصيبك الشغف مثلى وتدمن أغانيها وتكون فى حالة بحث مستمر عن كنوز صوتها.
أنا أحب الموسيقى وأحترم كل الفن الراقى. لكن فيروز والرحبانية ظاهرة كونية يمكن ألا تكرر مرة أخرى ونحن محظوظون لأننا زرنا ذلك الكوكب فى زمانهم.. هل هناك أجمل من صوت فيروز ترتديه كلمات الرحبانية ولا أجمل من الحانهم تلون صوت فيروز!.. اكتشفت فيروز منذ ستة أعوام، كنت أقف على أعتاب الحياة وقد ودعت قصص الأطفال وكتب التلوين ورأسى ممتلئ بالأسئلة والأحلام. كعادتى ما أن اكتشف وجود فنان تروق لى أعماله. موسيقى شاعر أو كاتب، حتى أبحث عن سيرته الذاتية وأقرأ تفاصيلها فى إمعان وأبحث عن أعماله وأستمر فى البحث والقراءة حتى أصل إلى كل أعماله تقريباً، وأنهل من فنه واستعير منه بعض النجمات لأعلقها فى سماء غرفتى. وأسمح له أن يترك بصمات فى عقلى وأفكارى، حتى يقل اهتمامى بأعماله تدريجياً. لكن فيروز شىء مختلف، كلما اكتشفت جزراً ازدادت رغبتى فى الأبحار. مرت تلك الأعوام وأنا لازلت أركض وراء بالونات فيروز الملونة، أنصت بكل حواسى إلى ذلك الملاك الذى يشدو بالأحلام. أشعر بفرحة طفل وجد قطعة حلوى إضافية حين أعثر على أغنية لم أسمعها من قبل. أكون بذلك قد وجدت سببا جديدا للسعادة، فأشعر كما شعر كولومبوس عندما وطأت قدمه أمريكا لأول مرة.
أصبحت أمتلك 500 سبب للسعادة، أصبح لدى فى حاسبى الشخصى مجلد اسمه فيروز يضم أشياء قادرة على انتزاعى من مللى والإلقاء بى فى عالم السعداء، يضم 500 أغنية لفيروز. لكل واحدة ذكرى يوم سمعتها لأول مرة، تلك سمعتها فى الراديو صباحاً تلك داهمتنى من مكان ما وانا أسير فى الشارع فتباطأت فى السير حتى اتابعها. تلك سمعتها مع أصدقائى وتلك أخبرنى بوجودها شخص ما. و لكل واحدة نفس الطقوس المعتادة، أبحث عنها لأسمعها عشرات المرات ثم اضيفها إلى أسباب السعادة.. لا أخفيكم سراً أننى صرت أخشى أن أعثر على كل الكنوز فأخسر متعة الاكتشاف.
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة