الأندية الألمانية تفشل فى الحفاظ على سمعة بطل العالم فى المسابقات الأوروبية.. الإسبان كلمة السر فى إقصاء الألمان من كل البطولات.. وحرير الألقاب لا يكفى وحده

رغم أن الألمان هم أبطال العالم فى كرة القدم، لكن الأندية الألمانية فشلت فى الحفاظ على سمعة الكرة الألمانية فى هذا الموسم، إذ أخفقت الفرق الستة المشاركة فى البطولات الأوروبية فى إحراز أى لقب، ولذلك أسباب مختلفة.

وشارف الموسم الكروى لهذا العام على الانتهاء، ويبدو أن الحظ فى هذا الموسم لم يحالف أيا من الفرق الألمانية، فمن بين 6 فرق ألمانية شاركت فى المسابقات الأوروبية، لم يفلح أحد هذه الأندية فى الحصول على اللقب أو حتى الوصول للدور النهائى.

والأندية الألمانية التى شاركت فى المسابقات الأوروبية فى هذا الموسم هى أندية عريقة، وسبق لها أن فازت ببطولات أوروبية، فقد شارك بايرن ميونخ، وبروسيا دروتموند، وباير ليفركوزن، وشالكه، فى بطولة دورى أبطال أوروبا (شامبيونزليج)، بينما شارك فولفسبورج، وبوروسيا مونشنجلادباخ، فى مسابقة الدورى الأوروبي(يوربا ليج).

بداية موفقة ونهاية مخزية

حاولت جميع الأندية الألمانية المشاركة فى البطولات الأوروبية الحفاظ على سمعة الكرة الألمانية، خاصة بعد فوز ألمانيا بلقب بطل العالم للمرة الرابعة فى البرازيل 2014.

ونجحت كل الأندية فى تخطى دور المجموعات بجدارة، وكان الدورى الألمانى هو الوحيد الذى شاركت جميع أنديته الأربعة - المشاركة فى دورى الأبطال - فى الأدوار الإقصائية للنسخة الحالية من المسابقة.

لكن الحضور الألمانى القوى فى المسابقات الأوروبية لم يستمر طويلا، إذ خرج كل من دورتموند وشالكه وباير ليفركوزن فى دور ثمن النهائى لمسابقة دورى أبطال أوروبا، ولم يصمد فريق بايرن ميونيخ (حامل لقب الدورى الألمانى) حتى النهائى، إذ غادر هو الآخر المسابقة فى دور نصف النهائى.

وفى مسابقة الدورى الأوروبى أيضا لم يكن حال الفرق الألمانية أفضل بكثير، إذ ودع مونشنجلادباخ هذه المسابقة فى دور ثمن النهائى، ولحق به فريق فولفسبورج فى الدور ربع النهائى، لتفشل بذلك الفرق الألمانية حتى الآن فى الحصول على لقب هذه المسابقة بحلتها الجديدة.

إقصاء الألمان على يد الإسبان

والملفت فى هذا الموسم هو أن أغلب الأندية الألمانية تم إقصاؤها على يد أندية إسبانية، ولم يستطع شالكه - وللموسم الثانى على التوالى - من حلّ عقدة النادى الملكى، وخرج من المسابقة فى هذا الموسم بعد فوز ريال مدريد بستة أهداف مقابل هدفين لشالكه.

فريق باير ليفركوزن هو الآخر أُقصى على يد أتلتيكو مدريد بركلات ترجيح بنتيجة (2-3)، أما فريق بايرن ميونيخ فخرج على يد برشلونة بنتيجة (5/3)، بينما غادر دورتموند البطولة بعد خسارته أمام يوفينتوس الإيطالى.

وحتى فى مسابقة الدورى الأوروبى خرج مونشنجلادباخ على يد إشبيلية الإسبانى، وحرم نابولى الإيطالى فولفسبورج من المنافسة على لقب الدورى الأوروبى.

هذه النتائج المخيبة للآمال للأندية الألمانية فى المسابقات الأوروبية لهذا الموسم، تدفع للتساؤل عن الأسباب الكامنة خلف ذلك.

حرير الألقاب وحده لا يكفى

لا مجال للقول إن الفرق الألمانية لا تمتلك خبرة كافية للمشاركة فى البطولات الخارجية، فنتائجها فى المسابقات الأوروبية سابقا خير دليل على ذلك، إذ نجحت العديد من الأندية فى حصد ألقاب أوروبية.. بايرن ميونخ مثلا حصل 5 مرات على لقب دورى أبطال أوروبا (فى الأعوام 74 و75 و76 و2001 و2013).

دورتموند أيضا حصل على اللقب نفسه عام 1997، وفى العام ذاته فاز شالكه بلقب مسابقة كأس الاتحاد الأوروبى، فيما فاز بايرليفركوزن فى كأس الاتحاد الأوروبى عام 1988، أما مونشنجلادباخ، فحصل على لقب كأس الاتحاد الأوروبى فى عامى (1975،1979).

ولكن يبدو أن النوم على حرير الألقاب والتغنى بالأمجاد لا يكفى لمواصلة التألق الأوروبى، حيث يرى الكثير من الخبراء الرياضيين أن الأندية الألمانية تعانى من ضعف مادى كبير، إذ لا يسمح لها بالاستفادة من عائدات التذاكر أو من تحقيق عائدات كبيرة من البث التليفزيونى، ما يجعل ميزانيتها ضعيفة وغير قادرة على جذب نجوم وأسماء لامعة تعزز بها فرقها وتواجه بها أندية أوروبية عريقة.

أسباب تعيق الألمان من التقدم أوروبيا

ربما يكون ضعف الميزانية مقارنة بأندية أوروبية عريقة هو أحد أسباب غياب التألق الألمانى فى المسابقات الأوروبية، إلا أن بعض الخبراء الرياضيين يرون الأمر بطريقة أخرى، فمثلا بايرن ميونيخ لديه ميزانية ضخمة وقادر على جذب أسماء لامعة، لكنه لم يتألق فى هذا الموسم أيضا.

وفى النهاية مهما تعددت الأسباب التى حرمت الفرق الألمانية من الحفاظ على سمعة الكرة الألمانية والتألق أوروبيا فى هذا الموسم، لكن ذلك لن يكون عائقا أمام طموحات الأندية فى إثبات ذاتها، وتحقيق المزيد من الألقاب الأوروبية فى المواسم المقبلة.