هذه النواة الحكائية تكئة لرصد متغيرات الواقع الاجتماعى والفكرى لمدينة "تطوان" ذات الأصول الأنـدلـسية المـوريسكية، منذ سبعينيات القرن الشعرين إلى العشرية الأولى من القـرن الحالي. المـدينة التى احتضنـت التعــدد الإثـنى والحـضارى واللغـوى والعمرانى فى صيغة متسامحة حدّ استيعاب الإسـبان الذين استقـروا بها بعد انحـسار الاستعـمار الأجنـبـي، المـديـنة التى لم تَـسْلم فى واقـعـها الراهـن من نـزعـات الإقـصـاء والتعصب والعنف.
وتقول وجدان حامد سكرتير تحرير السلسلة إن الكاتبة عبرت بلغتها الثرية والقوية الرصينة، وجملها المتناغمة عن تلك الأحداث المتشابكة، وعلاقات البطلة بشخصيات متعددة: شمس الضحى وزوجها، وحكايتها بعد وفاة والد مهدية، والبشير عم عزيز، وميجل ابن ماريا الذى يأتى لمهدية بأخبار عزيز فتسافر إلى أسبانيا تاركة وراءها "أبا زكريا"، حاملة معها ابنتها "تودد" تحفزها نشوة اللقاء الذى لم يتم؛ باحثة لابنتها عن واقع مغاير فتقول: "مهدية الطفلة كانت تزور خيالى وتقتحِـم خواطري، كلّما فكَّرتُ فى غد "تودُّد". لم تكن تطرأ على بـالى لـتعـيدنى إلى طـفـولتى التى عـشـتُها بـوعى وشكّ، بل لتذكِّرنى بأَّننى سأضُعها أنثى.. وتذكِّرنى بأنّنى أملك بعيداً عن ذلك المجتمع الذى فررتُ منه واجبَ حماية أنوثة طفلتي، لتنمو كاملة الحقوق".
موضوعات متعلقة..
"خافية قمر" للروائى الراحل محمد ناجى.. رحلة فى البحث داخل الإنسان
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة