مع كامل الاحترام لقائل الكلمة فما حرك القلم ودفع النفس للتعبير هو تلك الجملة البسيطة وكأن المتحدث يريد أن يطمئن قلبه ونفسه بأنه لن يلق بنفسه فى مراهنة سياسية فى أوقات بها كثير من الأوراق المختلطة أو المبعثرة والتى ربما لا تحقق حلمه كما يرى ويرسم خطواته ولكن مما دعانى أن أنفعل لها أو عليها هو إحساسى غير العادى من قائليها وما دعانى لتفسيرهم هل هم يريدون اتضاح الرؤية ليلقوا بأنفسهم نحو الاتجاه الأكثر شعبية أم الاتجاه السائد أو مع التيار أو ضده أو المسيطر كما كانوا يرون فى الماضى فيدلون بدلوهم فيه أم أنهم يريدون أن يميلون مع من يميل ويصبون فى دلو النظام؟
فالكلمة تحيطها رؤى كثيرة ولكن ما يدعو للاطمئنان وما يجب أن نرسله لمن لم تتضح لديه الرؤية بعد فيبدو أنه لم يشعر بعد بأن هناك دولة وشعب اتفقا على سير دولة تسعى نحو طريق ديمقراطى وتريد أن تعالج الماضى الذى لم يجر عليه خير كثير فتسعى نحو التقدم والرقى وتوفير حياة أفضل لمواطنيها ولأنهم لم يعيشوا التجربة بعد فما جره الماضى عليهم من وعود وأحلام تجنح للخيال تجعلهم لا يثقون كثيرا فى كلام يقال ولأنهم قد عاشوا ثورة ورأوا تغييرا ملموسا فوجب عليهم أن تكون لديهم الثقة الكاملة فى انتهاج الوطن للسلامة الفكرية والمجتمعية وسيادة القانون والإعلاء من الدستور وتوفير الحياة الآمنة المستقرة للمواطن وحماية الوطن.
وأن النظم فى حد ذاتها ما جعلت إلا لخدمة الأوطان ومن عليها ومن يرى فيها غير ذلك فهو واهم غير ملم بحقائق الأمور حتى لو حرقت تلك النظم عما جعلت له أصلا فانحرافها عن مسارها وبالا عليها وليس على الأوطان رغم ما جرته من ويلات فى الماضى ولكننا موقنون أن المسار القادم هو أن تسير سيرا مستقيما لكى تصل لحلم الوطن المأمول وأن الماضى وتجاوزاته لن يعود بصورته التى شاخت وعفا عليها الزمن وإن كان هذا الماضى ليس كله بالسىء ولا بالحسن ولكنها الحياة تقدم الوجهين معا.
فيا من عرفتم ولمستم ذلك التغيير فعضوا عليه بالنواجذ واجعلوا حلمكم مع وطن وليس مع نظم فالنظم مهما كانت ترحل ولا يبقى إلا الوطن والشخوص تتغير ولكن تبقى رمزيتها وما قدمت من إيجابيات لخدمة هذا الوطن فإن أحسنت فقد أثرت وأثرى طيبها ومسعاها وإن لم تكن فهى تفضى إلى ما قدمت وأن الشعوب تحاكم وتقاضى وصفحات التاريخ المصرى خير شاهد مملؤة برجال شرفوا تلك الصفحات وكتبوا أسماءهم بحروف من نور.
فهل يتعظ المتعظون ويعى الدرس كل محب لوطن ومن يجب عليه أن يشارك هذا الوطن مسيرته نحو الخروج من دائرة ضيقة حرجة وظرف قهرى ومعاناة شديدة ليعبر لبر الأمان ويصل لما نصبو إليه جميعا.
وإن الصورة اتضحت منذ تفتقت الثورة عن رؤياها فى حلم شعب جنح لديمقراطية واسعة شاملة وخرج من دائرة الحزبية الفردية الضيقة التى لاتسمح إلا بالرؤية الواحدة حماية لنظام تأسد وقوقع الجميع تحت رؤياه ليبحث عن مظلة جديدة تسودها الحرية فى التعبير وفق معايير المجتمع وقوانينه وآدابه لنصل لحلم التعددية السياسية التى تسعى لرقى المجتمع وحرية أفراده فى اختيار ميولهم السياسية كذلك وفق قوانين المجتمع ودستوره منافسة من اجل خدمة الوطن لا من اجل الذات والصراع على الكراسى ولكن لتقديم الأفضل من الخدمات الجماهيرية والبلاء الحسن فليس مهم أين انت ومع من وفى أى حزب تكون ولكن المهم كلنا مع وطن ونعمل من أجله ولحمايته وحماية حميع أفراده واحترام أفكارهم وتعبيرهم وتقيم العون والمساعدة لهم تختلف المسميات ويتفق الانتماء لوطن بين الجميع منهجا وإرادة وتوضيح الرؤى السياسية لهم للوصول بالمجتمع لنضج سياسى يريد خدمة ويرسى دعائم تقدم المجتمع والمشاركة فيه وبذل أقصى ما يستطيع الفرد من أجل تقدمه لا من أجل تحصيل مصلحة ذاتية أو جنى كراسى ووظائف ولكن الانتماء والنماء السياسى يحتاج لجهود مضنية يجب ان تسود المجتمع وتفهيمه بأن العمل الخدمى والجماهيرى والتطوعى يقدم الخير ويسعى لبناء المجتمعات فهل وضحت الرؤيا ام هناك توجس فى النفس يراودها.
فمن يعمل مع وطن لايحتاج لجهد كبير فالبحث عن خدمته ولايرهقه ولايشغله مع من يبدأ أو يشارك فحلم الوطن مع كل المخلصين واهل الانتماء والنماء يسعون سعيا مشكورا ويعرف بعضهم بعضا مهما حاول كثير من الناس أن يتصنع أو يتقمص دور غير دوره فسيظل صاحب الكلمة والرأى والسعى واضح وضوح الشمس فى عمدها ونحن نخدم وطن ونقر بذلك والأجر لايضيع ولا يشغلنا إلا تحقيق نتائج أكثر إيجابا لتدلل علينا بلا غموض.
ورقة وقلم
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة