مارينا فارس تكتب: عند منتصف المسافة

الجمعة، 15 مايو 2015 03:27 ص
مارينا فارس تكتب: عند منتصف المسافة فتاة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عند منتصف المسافة تبدو كل الأشياء باهتة لكن لا شىء يوجع فيها للمنتهى ولا أغنيات يدوم صداها..أفكارى التى تشبه البومة البنية الأنيقة، تؤثر دائما الوقوف عند منتصف المسافة. تخبرنى أن أبقى عند منتصف الأشياء، لكنها سرعان ما تعود لتلوم خوفى على احتراق أحلامى التى لا تمتلك جراءة الحديث عن نفسها، لكنها تجيد أكلى أنا وأكل حتى عظامى.

يقول جبران: "أنا لا أتجاهل، أنا فقط أحاول أن تبقى روحى بعيدة لكى لا تتعلق بشىء تحبه اليوم ويزول غدًا".. وحين أقرر ثائرة ألا أجعل شيئا يهزمنى، أجدنى أسلم راياتى ومفتاح مدينتى لأشياء صغيرة كالقهوة والموسيقى، حينها يمكن لصفحات كتاب أن تسرق أفكارى، وفنجان قهوة وموسيقى تتلاعب بكل حواسى.

ماذا انتفع إذا صرت بندول يمضى حياته ذهابا وإيابا.. يتأرجح بين طرفى الحياة، الطرفان المتشابهان إلى حد الجنون..إنه ملل المسافات المتساوية !!

حروفى المسافرة تزريها النسمات الساحرة الباردة، وتتلاعب بها العيون التى اعتادت أن تنير وتكون موطنا للفراشات.. وأنا ماذا أملك غير أن أغوص فى تلك الحياة، يوما أركض وراء فراشتها، ويوما أقرأ أوجاعها لأنصت لها، يوما تشتكى، ويوما يتردد صدى ضحكاتها بلا سكون..ذلك النابض الدم فى الشرايين المتعبة، حاكم ظالم فخور بظلمه دائما.. يظل يلقى بك فى بحور هربت منها موانيها.. يصنع لك الهموم من اللا شىء..يرسم لك أحلاما من فراشة هاربة..

شتاؤه لا يمطر وصيفه لا يدفئ..والنتيجة أن تظل صريع أحلامك، الضحية الوحيدة.. ضحية ذلك النابض الشقى، الذى يرى الصمت ويسمع الألوان ويحكى بغير حروف..قلبى الذى علمنى كيف تزرع الأحلام، ولكنه لم يخبرنى كيف تقطف ثمارها، فيتركنى أصارع هواجسى وظنونى. وأظل أركض ولا أعلم أين ستحط أجنحة أحلامى المهاجرة.








مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة