هيئة أبوظبى للسياحة والثقافة تكشف عن "شعراء أم النار"

الخميس، 14 مايو 2015 06:00 ص
هيئة أبوظبى للسياحة والثقافة تكشف عن "شعراء أم النار" غلاف الكتاب
كتب شريف إبراهيم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أصدرت دار الكتب فى هيئة أبوظبى للسياحة والثقافة بالتزامن مع معرض أبوظبى الدولى للكتاب ، كتاب "شعراء أم النار" للكاتب أحمد فرحات وتقديم الشاعر عبد العزيز الجاسم وتعليق الكاتب عبد الله عبد الرحمن.

وفى تقديمه للكتاب يقول عبد العزيز جاسم رئيس القسم الثقافى فى صحيفة الاتحاد الإماراتية :"تعرضت منطقة الخليج العربى عموما للإهمال والنسيان لمدة طويلة، وبقيت تعانى نسياناً منظماً وتجاهلاً مزدوجاً غربياً وعربياً، مما أسفر بأن المنطقة بدت كما لو أنها أُخرجت من التاريخ ويأتى كتاب "شعراء أم النار" بمثابة بشرى سارة واكتشاف حقيقي، فهو يسلط الضوء على تجارب خمسة شعراء فينيقيين تعود أصولهم إلى حضارة أم النار الظبيانية، فى عصر التمدد الثقافى لحضارة فينيقيا الزاهرة، التى تعد الجزيرة العربية موطنها الأصلي؛ ليسد فجوة فاغرة من الغياب والنسيان المجهول فى تاريخنا، وتبعث كثيراً من الأسئلة الغائبة والحائرة والمنسية، وتفتح من جديد مسامات سجل التزاوج الحضارى لبلادنا مع الحضارات الأخرى".

يتناول الكتاب الشعراء الهيلينستيين مركبى الهوية، الذين امتزجت دماءهم وثقافاتهم الوجدانية والروحية بتراث حضارات الشرق، وذلك بفعل الهجرات من جنوب الجزيرة العربية إلى ساحلها فى الشمال لتنطلق منه فى ما بعد إلى معظم جزر البحر المتوسط وسواحله المديدة.

يرى أحمد فرحات أنه طبقا للمؤرخ اليونانى هيرودوت فإن الفنيقيين شعب بحرى جرئ قدم من منطقة شبه جزيرة العرب "منطقة الخليج العربى اليوم" إلى الساحل الشرقى للبحر المتوسط، وذلك فى منتصف الألف الثالث قبل الميلاد. ويشير إلى أن هذا الكلام تؤيده الآثار الموجودة حتى اليوم فى الإمارات ولاسيما فى جزيرة أم النار القريبة من مدينة أبوظبي، وفى سلطنة عُمان التى تحمل بعض أسماء المدن فيها اليوم أسماء مدن على الساحل السورى واللبناني، مثل: صور وصيدا وأرواد وطرطوس.

يتوقف فرحات عند الشعراء الاغريق من المرحلة الهيلينستية الذين بثوا فى أشعارهم حنينا غائرا وعميقا إلى أرض أجدادهم الفينيقيين، الذين كما أكد هيرودوت وغيره من المؤرخين والدارسين وفدوا من أنحاء الجزيرة العربية، ولاسيما الساحل الشرقى للخليج العربي، والذى كان يضم جزيرة أم النار المعروفة بوصفها محطة تجارية لـ"ماجان" بحسب ما تذكر النصوص السومر ـ أكادية.

وأم النار اكتشفتها عام 1959 بعثة آثار دنماركية قالت فى تقريرها أن هذه الجزيرة "تمثل منجماً لحضارة عريقة سكنها أناس مهرة اشتغلوا فى الصيد وصهر النحاس وزاولوا التجارة امتداداً الى وادى الرافدين، ثم امتدت لاحقا هجراتهم وقوافل أجيالهم التجارية الى سواحل البحر المتوسط" وكشفت آثار أم النار عن مقبرة تضم 50 مدفنا بنيت بحجارة خاصة فوق سطح الأرض بعضها دائري، وفى قلب المدافن عثرت البعثة الدنماركية على مجوهرات وعقود ودبابيس ذهبية ونحاسية مما يدل على غنى وتقدم حياة قوم أم النار.

من الشعراء الذين يتوقف عندهم فرحات الشاعر الفينيقى ـ اليونانى ـ العربى "ملياغروس" أو "ملياغر" كما يعبر الفرنسيون، وهو شاعر فينيقى عربى أيضا، ولد سنة 140ق.م فى مدينة غادارا التى ذكرتها الأناجيل بأرض الجدريين نسبة إلى مدينة أخرى هى جيراسا أو جرش حالياً، وتسمى غادارا بأم قيس وهى تشكل صلة وصل بين الأردن وفلسطين وسورية.

يفخر الشاعر ملياغر الذى يعد رائد المدرسة السورية فى الشعر الهلينستى بأصول آبائه وأجداده الذين جاءوا من جنوب شبه الجزيرة وتحديدا من جزيرة أم النار التى تقع على بعد 20 كم من مدينة أبوظبي، ويلقى ملياغر التحية الشعرية "وما أوثقها وأدمغها من تحية" على وطن أجداده وأهله الأصلى فى أم النار "أرض الورد الرملى النادر" و"الحنين الأقوى من أى قلب".

يقول ملياغر فى قصيدة عن أم النار "أجدادى العظام جاءوا من هناك من أم النار من أرض الورد الرملى النادر، والأيائل التى تتحكم بالريح من شرفات عيونها، ومن مشتبك قرونها التى تهدئ زمجرة الزوابع. من هناك جاءوا من أرض النحاس الأحمر، من حرير أول مغزل لربات الجمال الثلاث: إيفروزين، أغلاييه وتالي، من بر إلى بر عبروا، ومن بحر إلى بحر، فوقهم طيور صديقة ترشدهم إلى حيث يسرون؟ أين يستريحون؟ متى يتعجلون ويتخففون".

وثمة شاعر آخر يتوقف عنده أحمد فرحات وهو أنتيباتروس الذى يفخر بسلالته الفينيقية المتحدرة من أم النار، من خلال قصيدة تبدو أشبه بوصية زرعها فيه جده، الذى تمنى عليه أن يتطلع إلى السماء لأن السماء وحدها هى التى تجمع بين وطنه القديم أم النار ووطنه الجديد مدينة صيدون أو صيدا اللبنانية حاليا.

أيضا هناك الشاعر تيفريكاتوس "زارع النار الأبدية فى أعلى قمم جبال جزيرة كريت "قمة بسيلوريتيس" وذلك "تيمنا بالنار الأولى التى كان زرعها أجداده فى أم النار الظبيانية" على حد تعبير البروفيسور يوسى آرو، أحد كبار المستعربين الفنلنديين الذين اهتموا باللغات القديمة ومنها اللغة الفينيقية وما تفرع عنها لاحقا من لغات.

وللشاعرات الفينيقيات ممن استغرقهن الحنين الطاغى إلى أصلهن الأولى فى أم النار الشاعرة إيرينا التى لها قصيدة بعنوان "سيدة أم النار:سيدة فينيقيا" وتقول فيها "أنا من رودس جزيرة الأحلام، ينبوع اللطف والدعة، أرض التزين بالتأنى والصبر، أحبها حتى آخر الحب، وأعشقها حتى آخر العشق لكننى فى المقابل أحب "أم النار" أكثر، أعشقها أكثر، فقط لأنها أرضى الأولى، مقعد روحى وقد انبجست فى أفق الزمان الهائل ولولاها لما كنت أنا ابنة رودس الآن".

يمكن الحصول على الكتاب من مركز البيع فى دار الكتب بأبوظبي، فى منطقة معسكر آل نهيان، أو فى المكتبات الكبرى فى الدولة، كما يمكن شراء الكتاب من الموقع الإلكترونى.


موضوعات متعلقة..


بيع لوحة فنية للبريطانى "تيرنر" بملبغ 47 مليون دولار بمزاد عالمى








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة