من المعلوم لجميع المتخصصين فى شئون التوظيف فى كافة الدول المتقدمة والنامية أن مشكلات البطالة بكافة أنواعها لا توجد الحلول لها بين يوم وليلة وخاصة فى بلادنا العربية التى استشرت وانتشرت فيها الأوبئة الإدارية لعقود وعقود.. فقد وصل بنا الجهل الوظيفى إلى سيطرة المحسوبية والرشوة وعدم الكفاءة إلى درجة توزيع الموظفين وفقا للعدد المطلوب فى الجهات الرسمية وتكملة الأعداد على طريقة الكم لا الكيف كأننا نوزع منتجات مختلفة لسد الحاجة وإسكات الأصوات وإنفاق الأموال بلا طائل ولا مردود..! وكانت النتيجة تلك الكارثة الكبرى بعد أن رأينا على سبيل المثال لا الحصر الطبيب يعمل فى التعليم وخريج الآداب مأمورا للضرائب والمهندس فى الإدارة العامة.
ولكى نبدأ من جديد فى التعيين وفقا للمعايير المنضبطة كما يفعل العالم من حولنا لابد من اتباع خطوات سريعة وعملية تتلخص فى الآتى :
أولا : مراعاة توفر الشروط المناسبة فى المرشحين للوظيفة مع مراعاة مبدأ المساواة والبعد عن المحسوبية والفساد بكل أنواعه .
ثانيا : البعد تماما عن التسرع والهرولة لسد النقص فى وظيفة معينة بموظفين غير أكفاء.
ثالثا:هناك دول كبرى فى العالم قضت عشرات السنين لخفض نسب البطالة بها مثل أمريكا التى خفضت نسبة البطالة بها إلى حوالى 5% بعد عشر سنوات --- وألمانيا التى استغرقت أكثر من ذلك.. وغيرهما من الدول .
رابعا: وكما هو معروف حاليا عن مشكلات الركود الاقتصادى وتشابك اقتصاديات الدول نتيجة للعولمة وأهمية الإسراع فى التدريب على كافة المستويات فإن هناك دولا كبريطانيا لديها أكثر من 22 مليون عاطل ولكنهم جميعا لا يصلحون لشغل عدد كبير من الوظائف بسبب جهلهم وفقدهم لعنصر التدريب الأساسى للعمل فى هذه الوظائف.. فعلينا الاهتمام الجاد والإسراع فى التركيز على التدريب للعمل الحكومى أو القطاع الخاص وفقا لأحدث المعايير الدولية.
ولا ننسى أننا فى سباق مع زمن الإلكترونيات والثورة التكنولوجية الجارفة التى جعلت من العديد من المصالح الحكومية والمؤسسات الخاصة تستخدم الآلات والميكنة بدلا من العناصر البشرية --- كما ننصح المواطن الذكى بالبحث عن وظيفة فى القطاع الخاص وعدم الاعتماد على مبدأ قد يم منتهية صلاحيته منذ زمن بعيد كان يقول (إن فاتك الميرى اتمرمغ فى ترابه ! ) حيث لدينا فى مصرنا الحبيبة الآن أكثر من 7 ملايين موظف يعمل منهم مليون والباقى يتمرغ فى ترابه.
نبيل شبكة يكتب: للوصول إلى الموظف العصرى.. التحديث هو الحل
الخميس، 14 مايو 2015 12:04 ص