وقال السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمى باِسم رئاسة الجمهورية، إن مدير عام اليونسكو استهلت اللقاء بالإعراب عن سعادتها بزيارة مصر، مؤكدة على دورها الرائد فى العالم العربى والإسلامى، فضلاً عن ثقافتها متعددة الروافد وتراثها الحضارى الثرى، كما أعربت عن تقديرها للجهود الدؤوبة التى تبذلها القيادة المصرية فى مختلف المجالات على الصعيدين الداخلى والدولى. ونوهت "بوكوفا" إلى استعداد المنظمة لتطوير تعاونها ودعمها لمصر فى مختلف المجالات استناداً لتاريخ التعاون الوثيق بين مصر والمنظمة منذ حقبة الستينيات، حيث ساهمت المنظمة بفاعلية فى إنقاذ الآثار المصرية بمنطقة النوبة جنوب مصر. واستعرضت "بوكوفا" جهود منظمة اليونسكو فى العديد من المجالات ومن بينها التنمية البشرية وتدريب الكوادر، فضلاً عن عدد من المجالات المستحدثة والتى تحظى باهتمام الجانب المصرى مثل المياه وتكنولوجيا المعلومات.
وأضاف المتحدث الرسمى أن الرئيس رحب بزيارة "بوكوفا" لمصر، والتى تأتى فى إطار مشاركتها فى المؤتمر الذى تنظمه الحكومة حول التصدى لظاهرة تهريب الآثار فى الشرق الأوسط ومحاولة إيجاد حلول لمعالجتها. كما وجه الشكر لها على جهود منظمة اليونسكو ومساهمتها المُقدرة فى ترميم مقتنيات متحف الفن الإسلامى بعد الحادث الإرهابى الذى تعرض له فى يناير2014.
وأشار الرئيس إلى الأهمية المضاعفة التى يكتسبها عمل المنظمة فى المرحلة الراهنة، ولاسيما بالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط التى تواجه العديد من التحديات. وقد توافقت الرؤى خلال اللقاء على أهمية الأبعاد الثقافية والفكرية ودورها الأساسى فى جهود مكافحة الإرهاب، بحيث تتم بشكل شامل لا يقتصر فقط على الجوانب العسكرية والأمنية، مع التأكيد على الدور الذى يمكن أن تقوم به منظمة اليونسكو فى هذا الشأن.
وقد أشادت "بوكوفا" بدور الأزهر الشريف تحت قيادة فضيلة الإمام الأكبر، منوهة إلى أن الأزهر يعد منارة للإسلام الوسطى المعتدل، ومنوهة إلى دعوة الرئيس لتجديد الخطاب الدينى وتصويبه لتنقيته من أى مفاهيم مغلوطة عن الإسلام.
وأشاد الرئيس بالدور الذى تضطلع به المنظمة وبجهودها المبذولة لمكافحة الفقر ونشر التعليم الجيد، منوها إلى أهمية توعية الشباب لحمايتهم من أية أفكار متطرفة أو عنيفة، لا سيما فى ظل الاستغلال السيئ لبعض وسائل التواصل الإلكترونى الحديثة، وهو الأمر الذى يستوجب تضافر جهود المجتمع الدولى للحيلولة دون حدوثه.
وعلى الصعيد الإقليمى، أكد الرئيس على أهمية إنشاء مركز إقليمى لإفريقيا يتبع منظمة اليونسكو من أجل تدريب الكوادر الأفريقية على مختلف الأعمال المتحفية، والحفاظ على الممتلكات الثقافية وتخزينها وترميمها بالشكل العلمى الجيد.
كما أعرب الرئيس عن تطلعنا لإنشاء مركز دولى للبحوث والدراسات الأثرية والمتحفية بالمتحف القومى للحضارة المصرية تحت رعاية اليونسكو.
ومن جانب آخر، أكد الرئيس على أهمية التعاون مع اليونسكو للاستفادة من البرامج المقدمة من المنظمة فى مجال دعم قدرات الشباب وتوعيتهم، وكذا بحث سبل تعزيز التعاون فى مجال التدريب الفنى وتطوير مناهج التعليم الفنى طبقاً لاحتياجات سوق العمل، ووضع استراتيجيات مختلفة تتعلق بجودة منظومة التعليم الفنى والتدريب. وقد رحبت بوكوفا بهذه المقترحات ووعدت بالعمل على تنفيذها فى إطار التعاون الوثيق الذى طالما اتسمت به العلاقة بين مصر واليونسكو.
وأوضح السفير علاء يوسف أن الرئيس أعرب عن أسفه لتزايد أعمال التدمير المتعمد من قبل الجماعات الإرهابية للتراث الثقافي، وكذلك الاتجار غير المشروع فى الممتلكات الثقافية، الأمر الذى يمثل ضرراً بالغاً بالتراث الثقافى للإنسانية بأكملها. كما أكد الرئيس على أهمية مساعدة الدول الأعضاء فى المطالبة بتراثها الثقافى المسروق باعتباره حقاً أصيلاً لا يسقط بالتقادم.
وفى ختام اللقاء، وجهت "بوكوفا" الدعوة للرئيس للمشاركة فى المؤتمر العام للمنظمة الذى سيعقد فى شهر نوفمبر المقبل، والذى سيشهد احتفال المنظمة بمرور سبعين عاماً على إنشائها، وطلبت مدير عام اليونسكو تفضل الرئيس بإلقاء كلمة مهمة أمام الدول الأعضاء بهذه المناسبة.
موضوعات متعلقة..
- "اليونسكو" توجه الدعوة للسيسى لإلقاء كلمة بمؤتمرها العام فى نوفمبر
- مديرة عام "اليونسكو" تؤكد للسيسى تعاون المنظمة ودعمها لمصر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة