ونفى الأهالى تعرض أبنائهم للاختطاف، مطالبين الجميع بالتزام الهدوء حتى يعود أبناؤهم حفاظًا على سلامتهم.
اتصالات مكثفة للإفراج عن المحتجزين
وأوضح بعض الأهالى المقربين من أسر المحتجزين أن هناك اتصالات مكثفة تجرى بجماعة فجر ليبيا للإفراج عن أبنائهم، بعد التوصل للسائق، الذى أخفى جوازاتهم، فى محاولة منه للضغط عليهم لدفع مبالغ مالية قدرها 500 دولار عن كل واحد مقابل تسليمهم جوازات السفر، سواء عن طريق الجهاز الأمنى الممثل فى الخارجية أو عن طريق مشايخ العرب، لافتين إلى أن أسر المحتجزين تلقوا وعودا بالإفراج عنهم.
فيما أكد البعض أنه حتى الآن لم يتم تحرير محاضر رسمية بتغيبهم، مؤكدين أن المشكلة لدى كتيبة فجر ليبيا أنها اشترطت الاطلاع على جوازات سفر المحتجزين، وإلا سيتم استمرار احتجازهم.
"كارثة العور" تطارد الأهالى وتمنعهم من السفر
وأعادت الواقعة الأذهان إلى مأساة المصريين فى ليبيا واحتجاز الجماعات المسلحة لهم وقتل بعضهم مثلما حدث لـ 21 من أبناء قرية العور بالمنيا، وهو ما يوضح مدى إصرار الشباب على السفر حتى إلى المناطق الملتهبة، وغير المستقرة سعيًا وراء لقمة العيش وطلبا لحياة أفضل، رغم المخاطر الجمة، التى تشوب مثل هذه السفريات.
مأساة قرية العور كانت الشبح، الذى يطارد أبناء المنيا ويدفع الأسر لمنع أبنائهم من السفر خاصة بعد مقتل 21 من أبناء المحافظة على يد تنظيم داعش الإرهابى، إلا أنه وبعد مرور قليل من الوقت، لم يجد أبناء المنيا، وخاصة فى القرى القريبة من الصحراء والمدقات، التى توصل إلى ليبيا، بٌدًا من الهجرة غير الشرعية رغم التحذيرات المتتالية.
الهجرة الجماعية عبر المدقات
ويقول جابر عبد المجيد، أحد أهالى العرب المقيمين غرب المنيا، إن الصحراء الغربية هى الطريق الأول للسفر عبر الحدود الليبية، حيث يتم التهريب الجماعى عبر الحدود المصرية الليبية، ويسمى سلكاوى بسبب قص الأسلاك الشائكة بين البلدين وتسلل الأفراد منها عن طريق سماسرة يقومون بنقل الأشخاص الراغبين بسيارات دفع رباعى غرس من خلال مدقات وممرات فى الصحراء الغربية تمتد مئات الكيلومترات داخل حضن الجبل مقابل الحصول على مبالغ مالية كبيرة من خلال عصابات التهريب.
فيما قال الشيخ عطا لله، أحد مشايخ القبائل العربية، إن تهريب الشباب داخل تلك الممرات فى الصحراء تعرف باسم رحلات الموت، حيث انقطعت أخبار الكثير من الشباب بذويهم ولم يعرف مصيرهم حتى اآلن، مضيفا أن تلك الرحلات ليست فقط للمصريين، بل لجأ لها كثير من الجنسيات الأخرى المقيمة فى مصر.
ويضيف طه العربى، سائق، أن تلك العمالة التى تتسلل إلى الأراضى الليبية تقع تحت وطأة القوة المسلحة، التى تنتشر على الحدود من تنقذه العناية الإلهية ويفر من جحيم الصحراء يجد ما يشبه القراصنة، الذين يفرضون عليهم إتاوات للمرور.