تحية طيبة وبعد..
تعلم سيادتك، أعزك الله، أن المقدمات المتشابهة تؤدى حتما إلى نتائج متشابهة، ودعنى أنقل لسيادتك الصورة من الشارع إذا كانت التقارير الأمنية تصل إليك وبها قدر من «التزويق» الذى يخفى الحقيقة، ودعنى أقل لك- لوجه الله- إن كثيرا من رجال الداخلية فى تعاملهم مع المواطنين المسالمين فى الشوارع وأقسام الشرطة عادوا أسوأ مما كان عليه الوضع أيام مبارك، فاحذر، إنهم، يا سيادة الرئيس، يفسدون دولتك.
من فضلك يا سيادة الرئيس، دع التقارير جانبا وادخل على «جوجل» واكتب: «جرائم الداخلية فى عهد السيسى»، واقرأ، وحاسب، واغضب، وخذ قراراتك.
«جوجل» سيادتك أصدق أنباء من التقارير الأمنية، لأنه سيخبرك عن ضابط الإسكندرية الذى كان يسير عكس الاتجاه بسيارته وحين اعترض سائق تاكسى «كلبشه» فى السيارة، وسيخبرك عن ضابط الشرطة الذى فقأ عين مهندس، وعن أمناء الشرطة الذين اغتصبوا، وعن مئات من ضباط الشرطة الذين افتروا، وعن سخط الشارع من معاناته مع باشوات الداخلية الجدد، فى عهد رئيس نزل الشعب إلى الميادين للإتيان به، فعاد فصيل من الداخلية لينتقم من هذا الشعب متخيلا أنه «محمى» من الرئيس.
إن كل اعتداء من أى رجل شرطة على أى مواطن شريف فى عهدك، ستحاسب عنه أمام الله يا سيادة الرئيس، وسيظل فى تاريخ حكمك، مهما قدمت من إنجازات، فهل تستطيع تحمل تبعاتهم أمام الله والتاريخ، سيادتك؟

العزب فى لقاء الكتاب والمثقفين مع السيسى
فى 20 ديسمبر الماضى التقيت بسيادتك ضمن مجموعة من مثقفى مصر فى اجتماع مغلق استمر أكثر من 5 خمس ساعات، وأثناء خروجنا للاستراحة وقفت أنا وسيادتك أمام باب الخروج، فتراجعت أنا لأفسح الطريق لك لتمر، لكن سيادتك بمنتهى «الذوق» أصررت أن تجعلنى أمر قبلك، هكذا تتعامل سيادتك، فكيف يتعامل نقيب شرطة فى قسم السيدة زينب؟!
دعنى أحكى لسيادتك واقعة بسيطة بتبعاتها، لتقيس عليها سيادتك كيف يتعامل بعض رجال الشرطة مع المواطنين.
فى تمام الساعة الثانية والربع من صباح يوم الاثنين 11 مايو الجارى كنت أستعد لركوب سيارتى بالقرب من ميدان السيدة زينب، ففوجئت بحوالى 7 أو 8 أشخاص بملابس مدنية يلتفون حولى فتخيلت أننى أقع ضحية لحادثة سرقة أو سطو، حتى طلب منى أحدهم، تبين أنه ضابط فيما بعد، إبراز أوراقى فسألته عن مهنته فقال لى إنه «مباحث السيدة زينب»، فاطمأننت لأننى فى أيدى شرطة بلادى المكلفة بحمايتى وطلبت منه بمنتهى الأدب الجم الذى يخاطب به الضباط من هذه «العينة» أن أرى «الكارنيه» الخاص به، لكن سيادة النقيب أخذته العزة بـ«القسم» وبمجرد أن رأى أننى تجرأت وطلبت منه تعريف نفسه، جن جنونه، واعتدى على دون أى مقدمات، بالضرب والسب والقذف، فى وصلة تأديب من سيادته لمدة 10 دقائق لمواطن تجرأ وطلب منه طلبا قانونيا بديهيا، وهو يتفاخر بأنه «مباحث» ويمكنه أن يفعل ما يحلو له، وهددنى بتلفيق قضية مخدرات، وبأنه سيترك بلطجية المنطقة (تذكر سيادتك داخلية مبارك) يتعاملون معى ويعلموننى الأدب لأننى تجرأت وطلبت منه «الكارنيه المقدس».
كل هذا، سيادة الرئيس، يمكن اعتباره حالة فردية من ضابط لديه مشكلات نفسية بصحبة 7 بلطجية ربما يحملون كارنيهات «أمناء شرطة»، لكن المذهل فى الأمر هو أن وزارة الداخلية بكامل قياداتها تسترت على الضابط، ورغم أننى زرت الوزارة مرتين وقابلت عددا من القيادات بها وأجريت اتصالات مع عدد منهم، وأخبرتهم برقم السيارة «الشرطة - ب 17- 1825» وموعد الواقعة رفضوا تماما الإفصاح عن اسم الضابط لحمايته.
يا سيادة الرئيس، أعمل صحفيا، ولدى نقابة قوية وقفت بجوارى وتمكنت من الجلوس مع قيادات الداخلية، ولم أصل إلى أى شىء، ولم يعد لى حقى، وهناك مماطلة فى التحقيق مع الضابط، وتستر كامل على اسمه، فما بالك بواحد من أهالينا أنا وأنت ممن يعيشون على «باب الله» ويجدون صعوبة فى إيصال أصواتهم؟ هؤلاء تسهل إهانتهم وتلفيق ما تتخيله وما لا تتخيله من التهم، والحجة الدائمة والتبرير الجاهز، الشرطة تحارب الإرهاب ولابد أن نقف بجوارها، مما جعل الضباط يتخيلون أنهم فوق المحاسبة، فحاسبهم ياسيادة الرئيس، ابتر العضو الفاسد حتى يصح الجسد.
نعيش أجواء بلطجة الداخلية فى الفترة ما قبل 25 يناير 2011، فهل ستنتظر سيادتك وننتظر معك 25 يناير جديدة؟

النقيب أحمد نعمان الذى تسترت الداخلية عليه
أسلحة الشرطة المسددة لصدور المواطنين المسالمين، هى فوهات مدافع موجهة ضد مصر والحكومة والرئاسة والرئيس، والشارع يضبط نفسه طويلا، لكنه يغضب، فلا تسمح لأمثال هؤلاء أن يهدموا دولتك التى تحدثت معنا عنها فى الاجتماع المغلق، وعن تصوراتك لمصر اللى «قد الدنيا»، هل ترى أن داخلية كهذه ستسمح لمصر بأن تكون «قد الدنيا»؟!.. فعلا؟!!
وزارة الداخلية تسترت على اسم الضابط المعتدى كما فعلت فى واقعة «شيماء الصباغ» لكننى تمكنت من التوصل لاسمه من خلال مصادرى الصحفية، وهو النقيب «أحمد نعمان عبدالعزيز» معاون مباحث بقسم السيدة زينب، ويكتب على صفحته بـ«الفيس بوك» أن اسم الدلع له «دودى».. «دودى» يا سيادة الرئيس.
على الداخلية أن تحارب إرهاب الإخوان، وأن تحمى المواطنين، لا أن تخلق من المواطنين أعداء لها بتعاملها الوحشى فتكسب عدوا جديدا، وإذا كان عدو عدوى صديقى فإن سياسة الداخلية الحالية هى كسب الملايين من المتعاطفين مع الإخوان ضد الشرطة وضد الدولة، وهو ما لا نريده أن يحدث يا سيادة الرئيس، وإذا كانت الداخلية تتحرج من مصطلح «تطهير الداخلية» فعلى الأقل يكفى إعادة التأهيل النفسى داخل مصحات لمرضى الضباط، حتى يخرجوا بشرا أسوياء يمكنهم أن يتعاملوا مع المواطنين.
المواطن البسيط يصبر معك يا سيادة الرئيس على إرهاب الإخوان وارتفاع الأسعار والظروف الاقتصادية، لأن «آدى الله وآدى حكمته»، لكنه لن يصبر على أن تهين دولتك كرامته، لأن هذه الإهانة ليست «قضاء وقدر».

موضوعات متعلقة:
بالفيديو.. صفحة "الداخلية" تعلن ضبط المتهمين أصحاب فيديو "خناقة إسكندرية"