مدير الكلية الحربية فى حوار مع "شريف عامر": رفض الطالب الذى لا يحمل نوعًا من التدين السمح.. نصنع "مقاتل" وليس "قاتل" وندرس السياسة دون ممارستها.. والقوات المسلحة ليست مكانا لتحقيق الثراء والمجد الشخصى

قال اللواء أركان حرب عصمت مراد، مدير الكلية الحربية، إن الطالب فى بداية التحاقه بالكلية لا يعلم عن العسكرية شيئا، لكنه يتمنى أن يصبح ضابطا أو ينال الشهادة، موضحا أن الطالب عندما يحلق شعره يشعر بأنه تنازل عن جزء كبير من مدنيته وأصبح فردا عسكريا.

الكلية الحربية ليست مكانا لتحقيق الثراء

وعبر مراد خلال حواره مع الإعلامى شريف عامر، ببرنامج "يحدث فى مصر" على فضائية "mbc"، عن سعادته أثناء استقبال الطلاب الجدد، موضحا أنه من باب الأمانة تكون الكلية الحربية أمينة مع طلابها وتذكرهم بأن هذا المكان ليس لتحقيق آماله الشخصية، مضيفاً: "بنقوله كنت بتحلم وأنت صغير تكون ضابط، لكن اعرف أن الموضوع ده إنك هتعطى فقط، وهتاخد مرتب يكفيلك احتياجاتك الأساسية، لكن مش مكان للثراء وتحقيق مجد شخصى".

"النصر أو الشهادة"

وأوضح مدير الكلية الحربية، أن الطالب يقسم داخل الكلية بأن ينضبط ويحقق كل المهام بشرف، ويكون أمامه شيئان فقط هما النصر ثم الشهادة، موضحا أن اللواء أركان حرب خالد مصطفى، أحد مصابى العملية الإرهابية بكرم القواديس، الذى تعرض لإصابة بحنجرته وفقدان كل الحبال الصوتية بسبب شظية، أتى إلى الكلية الحربية قبل الحادث بثلاثة أيام لإلقاء محاضرة على الطلاب، وقال لهم: "أوعوا تخافوا من الشهادة، وأنتم مشروع شهيد بس فى الحق".

وأوضح اللواء أركان حرب عصمت مراد، مدير الكلية الحربية، أنه يبحث فى كشف الهيئة عن الطالب الذى يستطيع حمل اسم مصر، ولا يبحث عن ابن من هو، سواء كان فلاحًا أو طبيبًا أو مهندسًا أو ابن ضابط بالقوات المسلحة، موضحًا أن جد أحد شهداء الكلية الحربية بحادث كفر الشيخ، قال فى كلمة لطلاب الكلية أثناء تواجده معهم، "ما تخافوش ولو عندى ألف ابن هدخلهم الكلية الحربية".

وأضاف اللواء "مراد" أن الطالب الذى لا يوجد لديه نوع من الاستقرار الدينى البسيط السمح يتم رفض قبوله بالكلية، لاسيما أن الإنسان عندما يتحدث فى حواره يعطى لمن أمامه الانطباع الذى يدور فى ذهنه، موضحًا أن بعض الطلبة يعملون على خداع مختبريهم داخل الكلية، لكنه يتم كشفهم نظرًا لخبرتهم فى "تشريح" شخصية الطالب أثناء الاختبار.

قبول جميع الطلاب من شمال وجنوب سيناء

وأوضح مدير الكلية الحربية، أن الكلية تقبل جميع الطلاب الناجحين من شمال وجنوب سيناء، ولا فرق بين أبناء الوطن جميعًا، لاسيما أنهم يعرفون الظروف الصعبة التى يعيشها أبناء سيناء، سواء كانت تعليمية أو طبية، قائلاً: "واجب علينا من باب المساواة أن نقبلهم، لأن إحنا محتاجين اللى دافع عن سيناء أو اللى يكون من أبنائها".

وقال أن زيارات الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى الكلية الحربية باستمرار، بسبب حبه للمكان الذى تعلم فيه أساس الوطنية، والذى حافظ على هويته الوطنية الخالصة النقية التى وجدها داخل الكلية، فضلا عن أن هذا المكان وجد بداخله عدلا بين مسلمين ومسيحيين، ولهذا أٌطلق عليها "مصنع الرجال".

وأشار اللواء عصمت مراد، إلى أن طالب الكلية الحربية لابد أن يتفهم جيدا السياسة، ومسئولية الكلية توضيح وشرح السياسة للطلاب دون ممارستها، لأنه لن يصح أن يصبح قائدا دون إدراك ما يدور حوله من التطورات السياسية، مشددا على ضرورة أن يتفهم أيضا قدرات القوات المسلحة والدولة المصرية، موضحا أن القوات المسلحة ليست وظيفة، إنما هى حياة قصيرة جدا تنتهى بإحدى النهايات المتمثلة فى الشهادة أو الإصابة، مشيرا إلى أن هناك فرقا واضحا بين المقاتل والقاتل، قائلاً: "ونحن هنا نصنع مقاتلا".

الطالب يتخرج من أجل القوات المسلحة المصرية

وأضاف مراد، أنه قبل الانتخابات الرئاسية 2012 التى كانت بين المرشحين أحمد شفيق ومحمد مرسى، أن الطلاب حينذاك سألوه عن من سيقوم بحضور حفل التخرج، فرد عليهم: "إما أن يكون محمد مرسى أو أحمد شفيق أو المشير طنطاوى علشان هو أقدم واحد فى هذه الاحتفالات".

وتابع مدير الكلية الحربية مخاطبا الطلاب: "أنت ما يهمكش فى الكلية الحربية مين فى التلاتة اللى هيحضر، لكن أنت متخرج علشان القوات المسلحة المصرية"، موضحا أن طالب الكلية الحربية يملك من الذكاء لتمييز الكلام الذى يطرح عليه سواء كان هذا الكلام "فض مجالس أو تنويم لمشاعره".