يثير البيان التوضيحى الذى أصدره عصام الأمير رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون فور انقطاع التيار والبث عن التليفزيون المصرى العديد من التساؤلات ، خصوصا أن الأزمة لم يكن قد مر على وقوعها ساعة كاملة والمفارقة أنه أكد بشكل يقينى أن الأزمة تعود إلى تذبذب التيار الكهربائى من شركة الكهرباء ، نافيا وجود أى شبهة جنائية .
ورغم التصريح المتسرع من الأمير ، والبيان الثانى الذى أعلن فيه أنه يقدم استقالته لرئيس الجمهورية حال ثبوت الإهمال، إلا أن هناك بعض الشواهد التى تشير إلى أن الكارثة التى حدثت فى ماسبيرو ، يقف وراءها مجهولون، وهو ما ستثبته التحقيقات والنيابة العامة .
فالسبب الأول الذى يشير إلى وجود أصابع خفية وراء هذا العمل، هو أنها المرة الأولى التى تحدث فى تاريخ التليفزيون المصرى، فلم يسبق أن انقطع البث عن قنوات التليفزيون ومحطات الإذاعة أرضيا وفضائيا لمدة 40 دقيقة أو أكثر، حيث تكرر الأمر من قبل ، وانقطع البث فضائيا فقط، ومرة أخرى انقطع البث الإذاعى فجرا، ولم يشعر به المواطنون إلا أن هذه المرة تختلف عن أى قطع حدث للبث من قبل .
أما الثانى فهو اختيار يوم السبت تحديدا ،والمعروف أن يومى الجمعة والسبت، إجازة رسمية لعدد كبير من العاملين بالتليفزيون وتحديدا الإداريين ، وهو ما يتيح الفرصة أمام عمليات التخريب المتعمدة بالأماكن الحيوية فى المبنى ، ورغم تواجد أفراد الأمن ، وتقسيمهم لشيفتات ، إلا أن القطاع يتحمل جزءا من المسئولية فى كارثة السبت الأسود .
أما السبب الثالث الذى يرجح فكرة وجود شبهة جنائية للحادث هو ، ما حدث لأبراج الكهرباء التى تمد مدينة الإنتاج الإعلامى، حيث تعرض برجين لتفجير أدى إلى انقطاع البث عن مدينة الإنتاج الإعلامى بأكلمها ، واستمرت الأزمة لأكثر من يوم ، وهو ما يعطى إيحاء بأنها رسالة من الإرهابيين أن بإمكانهم الوصول للقنوات الفضائية وكذلك التليفزيون الرسمى للدولة .
ومازال العاملون بالتليفزيون يعانون من تواجد عدد كبير من العناصر الإخوانية والخلايا النائمة، التى تؤثر على مجرى العمل ، وشاشة قنوات التليفزيون والمحطات الإذاعية، حيث تسببت تلك العناصر الإخوانية، فى أكثر من كارثة من بينها عرض أفلام عن المعزول محمد مرسى بعد ثورة 30 يوينو، كذلك إتاحة معدى التليفزيون الفرصة للمتعاطفين مع الإخوان المسلمين فى الظهور وبث السموم للمواطن المصرى ، بحجة ضرورة وجود الرأى والرأى الآخر .
كما أن ما يثار حول عدم جاهزية المولدات لا يندرج تحت بند الإهمال ولكنها جريمة، كما وصفها العاملون بالتليفزيون المصرى عقب الكارثة مباشرة، وتساءلوا أين تذهب ميزانية الهندسة الإذاعية الذى يعد أكبر قطاع داخل اتحاد الإذاعة والتليفزيون .
تسرع عصام الأمير رئيس الاتحاد فى إصدار بيان توضيحى ، يتناقض فى مضمونه مع البيان الثانى والذى أصدره فى منتصف ليل السبت الأسود ، وأعلن فيه أن استقالته أمام مكتب رئيس الجمهورية ، يقبلها إذا ثبت حدوث الإهمال ، فكيف يؤكد فى بيانه الأول ، أن الأزمة سببها تذبذب التيار الكهربائى ، ليعود ويرهن بقاءه فى ماسبيرو بثبوت إهمال فى التليفزيون، لدرجة أن بعض العاملين بالتليفزيون وصفوا تصريحه بـ "المراوغة" .