سئمَ البعض من فكرة «مخططات التقسيم»، واعتقد البعض الآخر أن تلك المخططات أُجهضت، ولكن الحقيقة ما تم إجهاضه هى حرب الجيل الرابع التى تَسمى للتقسيم، أما المخططات فهى لا تزال قائمةً، ولا تزال خرائطها تُنشر فى صحف عالمية شهيرة وخاصةً فى هذه الآونة.
ومن منظورنا نحن العرب نرى أن هذه المخططات تهدف لتقسيم الدول العربية لدويلات صغيرة لتتحقق الهيمنة لإسرائيل فى منطقة الشرق الأوسط.. وهى كذالك.
ولكننى أريد أن أتحدث فى هذا المقال من وجهة نظرهم «هُـمُ، وبطريقة تفكيرهم «هُـمُ»، ليعلموا أن اللعبة لن تُحققَ الهدف الذى يتمنونهُ، وبفرض حُسن النية من بعضهم (فهم كُثر) غير أن طبيعة سير الخيارات التى ينتهجونها تصل لنا سوء نية مؤكدة انتُهجت خلف ستار ظاهرهُ الإصلاح وباطنهُ الدمار ليظل هُمُ المهيمنيين الأكبر على العالم، مُعلنين للعالم بأنهم ينتهجون الطريق الصعب من أجل هدف سامى فى النهاية ستتحقق منه مصلحة الشرق الأوسط برمته.
يمتلكون «هُـمُ» مراكزاً للدراسات البحثية التى ينفقُ عليها مبالغ طائلة لتعمل هى وتُحللَ وتأتى بالمعلومات المُنتقاة التى يتحركون من خلالها، وأخيراً أتت هذه المراكز بخلاصات دراساتها حول الشرق الأوسط وهذه الدراسات كانت متمثلة فى أن المواطن العربى لا يتمتع بالديمقراطية الكافية ولا ينعم بالحرية المطلوبة ولديه تردٍ فى مستوى معيشته، وصدقَ «هُـمُ» هذه الدراسات وربما حلت المكافآت على الدارسين نتيجة لمجهوداتهم وتقديم المعلومة بهذه الصورة المُيسرة، ونسوا أن هذه المعلومات هى معلومات عامة فمن البديهى أن المجتمعات العربية حديثة العهد بالديمقراطية لذا لن يكتمل لها نصاب الديمقراطية الآن والأمر يحتاج لطريق طويل بعض الشىء، وبخصوص التردى فى مستوى المعيشة لدى المواطن العربى فـ «هُـمُ» يستطيعون تحويل عجلة الاقتصاد نحونا لتتحقق المنفعة المشتركة، ولكن لن يحدث هذا والمنفعة لديهم فى أولوياتها هى أُحادية الجانب.
وبعد هذه الدراسات المهمة أتى الدور السياسى ليضع لنا السم فى العسل، فـ «هُـمُ» يريدون لنا الديمقراطية والحرية والظرف المعيشى الرغيد ويأتى هذا كله من خلال «مخططات التقسيم» من خلال مراكز أخرى قسمت وفقاً للعرق واللون والدين.
وأتعجب هنا وأسألهم «هُـمُ» إن كان التقسيم لدينا كما تزعمون سيمنحنا (الديمقراطية والحرية والظروف المعيشية المُرفهة) ، فلماذا لا تبدؤن بهذا التقسم عندكم؟ لتُعطوا لنا الدليل العلمى على أن التقسيم هو الحل السحرى لمشاكل الدول !
أنتم بمخططات التقسيم التى تتبنونها لن تحققوا العيش الرغيد للمنطقة، ولكن سيُحاسبكم التاريخ عليها لأنكم أطغيتم الشرعية على دولة الاحتلال الإسرائيلى من خلال إضعاف من حولها، لذا أنتم تُساعدون الاحتلال، والدول التى تساعد أخرى فى احتلال أراضى الشرفاء هى دول ضعيفة ولن تصنع حضارة والسقوط لديها سيبدأ من هذه الدول التى ساعدتها على الاعتداء .
انصفوا وأنصفوا فلا تزال الفرصة أمامكم، لتُغيروا مجرى الأحداث، ويأتى الصباح وقد عشق العرب سياستكم من المحيط للخليج، وتتحولون من فارض للدمار إلى مُقدمٍ للسلام والرخاء، كُفوا مخططاتكم فحساب التاريخ قاسٍ ولن تُبنى حضارتكم على الإرهاب أو التنكيل بمقدرات الشعوب، وأنتم بهذا النهج تبدؤن طريق سقوطكم للهاوية.
محمد صبرى درويش يكتب: لماذا وضعوا لنا مخططات التقسيم؟
الإثنين، 11 مايو 2015 06:07 م
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة