• بداية.. منتدى الإعلام العربى فى دورته الحالية يأتى وسط متغيرات إعلامية وسياسية خاصة فى المنطقة العربية. فهل انحازت جلسات المنتدى للسياسة على حساب الإعلام هذه الدورة؟
أنت إعلامى وحتمًا تدرك مدى ارتباط الإعلام بكل ما حوله كونه القطاع الأكثر تأثرًا وتأثيرًا فيما يحيط به، فقطاع الإعلام يعتبر بمثابة المرآة التى تعكس ما يشغل المجتمع من قضايا وموضوعات وطموحات، لذلك تجد المنتدى هذا العام وثيق الصلة بالواقع المحيط بنا، ولا يمكن أن يقف فى منأى عن التطورات والتحولات السياسية التى تمر بها المنطقة ولا سيما أن هذه التداعيات ظهرت بوضوح على صفحات الإعلام وشاشاته وعبر أثيره.
• ما الجديد الذى سيقدمه المنتدى فى دورته الحالية؟
جديد المنتدى هذا العام يأتى على أكثر من صعيد، بهدف تقديم دورة متميزة فى تاريخ المنتدى، سواء على مستوى المضمون أو الشكل أو القالب التنظيمى أو المحاور المطروحة للنقاش والتى نؤكد دائمًا على ارتباطها بأهم التطورات المحيطة عربيًا وعالميًا، أو من خلال استحداث محاور جديدة مدعومة بإضافات تخدم ما نقدمه من فكر متطور ضمن أطر نقاشية فعالة، وضمن هذه الرؤية سيكون واضحًا لحضور الدورة الرابعة عشرة للمنتدى، والتى من المقرر أن تنطلق بعد أيام، مجموعة من الإضافات المهمة استحدثناها وهى جلسات الـ"20 دقيقة"، التى نستضيف من خلالها مجموعة من الخبراء والمتخصصين والشخصيات البارزة والمؤثرة والتى تحمل فكرًا متطورًا فى كثير من المجالات، ومن بينها ما هو متعلّق بالإعلام الرقمى وما هو مرتبط بوسائل التواصل الاجتماعى، علاوة على العديد من الموضوعات الأخرى، هذا بالطبع إلى جانب الجلسات الحوارية الرئيسية التى ينظمها المنتدى أيضًا للمرة الأولى وهو أسلوب نسعى من ورائه إلى توسيع مساحة الحوار لأنه شكل تنظيمى جديد يمنحنا القدرة على تناول عدد أكبر من الموضوعات، هذا بالطبع إلى جانب الجلسات العامة الموسّعة التى تستضيف ثلاثة أو أربعة ضيوف.

1- صورة جماعية لمجلس الجائزة مع الأمانة العامة
ومن أبرز الإضافات المميزة للمنتدى هذا العام "الممشى الإعلامى" الذى سيشاركنا من خلاله مجموعة من أكبر المؤسسات الإعلامية فى العالم، لتقديم سلسلة من ورشات العمل المتخصصة وستتناول طيفًا كبيرًا من الموضوعات المطروحة حاليًا على الساحة، ومن بين تلك المؤسسات "أسوشييتد برس" و"وكالة الصحافة الفرنسية" و "رويترز" و"فيس بوك" و"سكاى نيوز عربية" و"جوجل"، وجميعها ستشارك رؤاها وأفكارها وتجاربها مع جمهور المشاركين فى المنتدى. وفى هذه الدورة قمنا كذلك بتضمين "الفيلم الوثائقى" الذى بات يعتبر من بين الوسائل المؤثرة فى نقل الحقائق للناس، وستضم هذه الإضافة عرض مقتطفات من فيلم وثائقى بعنوان «سبايا الخِلافة» وهو من إنتاج قناة «بى بى سى العربية»، حول محاولة الصحفية الشابة نارين شمو تتبع مكان فتيات مختطفات "السبايا" فى العراق ومفاوضات إطلاق سراحهن، وتتحدث نارين شمو خلال الجلسة حول هذه التجربة المحفوفة بالمخاطر، كما سيعرض المنتدى مقتطفات من الفيلم «بلال» والذى يتناول جانبًا من حياة الصحابى الجليل بلال بن رباح، مؤذن الرسول صلى الله عليه وسلم. بالإضافة إلى العديد من التفاصيل والفعاليات المصاحبة الأخرى.
• ما تقييمكم لأوضاع الإعلام العربى حاليًا وهل حقق رسالته المطلوبة منه؟ أم أنه يحتاج إلى إعادة نظر؟
الاتجاهات الإعلامية الجديدة التى تسود المنطقة والعالم وأثر الصراعات السياسية فرضت نفسها بقوة على واقع الإعلام العربى وهو ما أثر بوضوح على قيم الموضوعية والحياد والتوازن فى الأداء الإعلامى، وكيفية تعاطى الإعلام مع الظواهر السلبية التى طفت على السطح بصورة قوية، وعلى الرغم من أن البعض قد لا يرى فى المشهد سوى جانبه المظلم، إلا أننا نؤمن بأن التفاؤل والتفكير الإيجابى هو الطريق الأمثل لدفع الإعلام العربى إلى التطور المنشود، وهذا ما ندعو إليه فى الدورة الرابعة عشرة لمنتدى الإعلام العربى ونشجع كافة المعنيين فى الإعلام إلى النظر للواقع العربى بعين إيجابية عما يمكننا أن نرقى به.
• ما مدى تأثير الإعلام الجديد والمتمثل فى مواقع التواصل الاجتماعى وإعلام المواطن على مجمل المشهد الإعلامى العربى؟
وسائل التواصل الاجتماعى باتت إحدى أهم أدوات الانتشار والتأثير فى وقتنا الراهن، حيث صنعت نجومًا يتابع صفحاتهم معجبون ومتابعون بالآلاف وتبدو أعداد نجوم الإنترنت فى ازدياد مطرد، متحولين إلى ظواهر ذات تأثير على كم وحجم المحتوى الإعلامى فى العالم العربى، كما دفعوا نحو التنبه للكثير من القضايا المتعلقة بالإعلام العربى وبالتالى خلقوا نوعًا من الحراك الإعلامى الذى أعتقد أنه فى النهاية سينتج عنه المزيد من النتائج التى ستصب جميعها فى مصلحة الإعلام العربى.
• أهم النجاحات فى مسيرة منتدى دبى؟
منذ انطلاق منتدى الإعلام العربى فى دورته الأولى عام 2001، حرص المنتدى عبر حوار إيجابى سمته الانفتاح الواعى والموضوعية المهنية، على مناقشة أبرز القضايا على الساحة الإعلامية من ظواهر ومستجدات، بغية تكوين صورة واضحة الملامح لواقع المشهد الإعلامى فى عالمنا العربى، وذهب إلى أبعد من ذلك مستشرفًا آفاق تنمية إعلامنا العربى وسبل النهوض بمخرجاته وتعزيز دوره كرافد مهم من روافد التنمية فى المنطقة، مواكبًا فى مسيرته الطويلة سلسلة من الأحداث المهمة التى تركت آثارًا عميقة على منطقتنا والعالم.

2- جانب من المؤتمر
وحظى المنتدى بتقدير واحترام مجتمع الإعلام العربى والدولى الذى وجد فى أروقته ساحة رحبة للحوار الحر المتوازن والموضوعى حول أهم القضايا والموضوعات التى تشغل شعوبنا العربية، مانحًا هذا الحدث المتجدد شهادة ثقة وجدارة للتصدى لهذه المهمة الكبيرة، والتى تستمد أهميتها من الدور المؤثر الذى يلعبه الإعلام فى المجتمعات كرافد مهم من روافد تقدم الشعوب ونهضتها ورقيها.
لقد نجح المنتدى بفتح الباب واسعًا أمام "الحوار" وهذا ما حرصنا عليه منذ انطلاق المنتدى، وعملنا أن يكون دائمًا هذا المحفل السنوى بمثابة المحرك الدافع فى اتجاه التطوير الإيجابى عبر استعراض التجارب الناجحة بغية تعميم الدروس المستفادة وتعظيم الفائدة المرجوة من الخبرات الماضية والتى يمكن البناء عليها وصولاً إلى التطوير المنشود فى كل مجالات الإعلام، ومن هذا المنطلق أرى أن المنتدى كان له الدور الأبرز فى تعزيز الحوار الإعلامى فى المنطقة، ونحن نعتز ونفخر بأنه الحدث الأبرز والأكبر من نوعه على أجندة الإعلام العربى، إذ يجمع سنويًا فى دبى وتحت سقف واحد نخبة الخبراء والمتخصصين وصناع القرار فى كبرى مؤسسات الإعلام العربية، فى الوقت نفسه لم يكتفِ المنتدى على مدار تاريخه بمجرد تيسير فرص الحوار، بل حرص على دعمه بمصادر عملية وعلمية موثقة عبر جهد بحثى عكف على تقديمه نادى دبى للصحافة لسنوات عدة.
• من أبرز الحضور فى المنتدى هذا العام؟
يستضيف المنتدى هذا العام نخبة من كبار المسئولين والساسة العرب لإلقاء الضوء على جوانب مهمة وثيقة الصلة بالعمل الإعلامى، لاسيما وأن الإعلام أصبح أكثر حضورًا فى عالم السياسة فى منطقتنا خاصة خلال السنوات الخمس الأخيرة التى شهدت خلالها المنطقة العربية تطورات عميقة ساهمت فى تغيير المشهد السياسى العام فى المنطقة .

3- منى أبو سمرة
ومن أبرز المشاركين فى المنتدى معالى الدكتور إياد مدنى، الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامى، والشيخ سلمان صباح السالم الحمود الصباح، وزير الإعلام ووزير الدولة لشئون الشباب فى دولة الكويت، ومعالى الدكتور أنور قرقاش، وزير الدولة للشئون الخارجية وشئون المجلس الوطنى الاتحادى فى دولة الإمارات العربية المتحدة، والسيد عمرو موسى، الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية، والدكتور مصطفى البرغوثى، الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية فى فلسطين. إلى جانب مجموعة من أهم الأسماء الإعلامية المؤثرة فى فضاء الإعلام العالمى ولا سيما التى تستشرف فى عملها المهنى الاتجاهات الإعلامية الجديدة فى العالم لتشارك الحضور العربى تجاربها المتميزة. ومن أبرزهم، روجر كوهين، الكاتب فى صحيفة "نيويورك تايمز"، وميشال ليريدون، رئيسة الأخبار فى وكالة الصحافة الفرنسية، وآلن جريش، رئيس تحرير صحيفة "ليموند ديبلوماتيك"، وتوم كنت، نائب رئيس تحرير وكالة الأنباء العالمية "أسوشيتد برس"، زاك كينغ" ملك اليوتيوب، والبروفيسور مات ويت، مؤسس مختبر صحافة الطائرات بدون طيار، وكبير علماء معهد ليثيوم التكنولوجى الدكتور مايكل وو، فضلا عن العديد العديد من الأسماء والشخصيات الأخرى.
• جائزة الصحافة أصبحت تستقطب آلاف المشاركات، ما عدد المشاركات هذا العام ولماذا تم حجب جوائز بعض الفروع؟
لم تحجب أى جائزة هذا العام! وقد حققت الجائزة فى هذه الدورة وبفضل التطوير المستمر فى فئاتها وآليات عملها، تقدمًا لافتًا بتسجيل أعلى رقم للمشاركات منذ انطلاقها فى عام 1999، بإجمالى 5008 أعمال، بزيادة مقدارها 11 فى المائة مقارنة بأعداد المشاركة العام الماضي، أما بخصوص الدول المشاركة هذا العام فوصل عددها إلى 34 دولة، منها أعمال وصلت من 15 دولة أجنبية. وتصدرت مصر القائمة بإجمالى 1552 عملاً وبنسبة (31 فى المائة) من العدد الإجمالي، ومن بعدها السعودية وفلسطين اللتان تعادلتا فى نسبة الأعمال بمقدار 11 فى المائة لكل منهما وتلتهما الإمارات بنسبة (9 فى المائة) من الأعمال، ومن اللافت أن فئة الصحافة الشبابية كانت صاحبة النصيب الأكبر من الأعمال المشاركة بواقع 834 عملاً، وجاءت بعدها فئة الحوار الصحافى وسجلت 534 عملاً ومن ثم الصحافة التخصصية بواقع 527 عملاً.
• بعض الترشيحات التى أعلنت أثارت بعض التحفظات مثل جائزة الصحافة الذكية. ما تعليقكم؟
بشكل رسمى لم تردنا أى تحفظات، وفئة الصحافة الذكية هى على قدر كبير من الأهمية وتوليها الأمانة العامة للجائزة أهمية وتركيزًا كبيرًا، كونها فئة مستحدثة وتسير وفق معايير وشروط دقيقة جدًا، وحرصًا من الأمانة العامة أن تأخذ هذه الفئة الوقت الكافى للتقييم والدراسة وفق الشروط المحددة، عقد اجتماع منفصل للجنة التحكيم الخاصة بفئة "الصحافة الذكية". ومن الأهمية الإشارة إلى أن هذه الفئة ستخضع للتقييم والمراجعة حالها كحال جميع الفئات الأخرى، ونتأمل من هذه الفئة الحديثة نقل العمل الصحفى العربى إلى آفاق رحبة.