الأسبوع الماضى كان وزير الخارجية سامح شكرى فى جولة شملت جنوب السودان وإريتريا، التقى خلالها كبار مسؤولى الدولتين وسلم رئيسى البلدين دعوة من الرئيس عبدالفتاح السيسى لحضور قمة التكتلات الاقتصادية الثلاثة التى ستعقد فى شرم الشيخ يونيو المقبل، وناقش معهم تطوير العلاقات الثنائية.. هذه هى الأسباب الشكلية للزيارة، لكن تبقى عدة أسئلة مرتبطة بأهدافها الحقيقية، وهى: هل فقط مرتبطة بذلك أم أن قضية مياه النيل هى طرف أصيل، خاصة أن وزير الرى حسام مغازى كان مرافقاً لشكرى فى زيارته لجوبا؟ المؤكد أن الزيارتين تناولت عدة موضوعات مهمة على طاولة الاهتمامات المصرية، منها بالطبع مسألة مياه النيل، بالإضافة إلى الدور الذى تلعبه مصر فى حسم الصراع على السلطة بجنوب السودان، لما تملكه القاهرة من علاقات متشعبة مع كل الأطراف الجنوبية، وما يمكن أن تقدمه مصر فى هذا الإطار، فضلاً عن المساعدات التنموية التى تقدمها الحكومة المصرية لأشقائها فى الجنوب سواء فى مجالات الصحة أو الرى أو التعليم، لكن تبقى مسألة مهمة فى الجولة، وكانت محور النقاش خلال زيارة شكرى لإريتريا، وهى أمن البحر الأحمر والأزمة فى اليمن، وهنا جاءت أهمية زيارة شكرى لأسمرة ولقائه مع المسؤولين الإريتريين، فإريتريا لديها حدود ممتدة لـ25 كيلو مترا مع اليمن، كما أن لها سواحل ممتدة على البحر الأحمر، وسبق أن طرح رئيسها سياسى أفورقى مبادرة بعقد لقاء لدول البحر الأحمر، لكن لم ينفذ المقترح إلى الآن رغم موافقة مصر عليه، كما أن رئيس إريتريا كان فى زيارة للسعودية قبل عدة أيام، واليمن كانت حاضرة بقوة فى زيارته، خاصة أن أسمرة تتحدث عن حل سياسى للأزمة، فمن الواضح أن هناك تفاهما مصري إريتريا يجرى التنسيق بشأنه حول هذا الأمر، ربما لن يخرج عن الفكرة المصرية بتأمين الإقليم بشكل كامل، وعدم السماح لأية حركات أو ميليشيات مسلحة بأن يكون لها دور فى البحر ألأحمر، والإشارة هنا واضحة وتخص الحوثيين الذين يمثلون التهديد الأكبر للبحر الأحمر ولباب المندب، «هذه الزيارة مهمة، فهى بمثابة تواصل للتفاهم ولتبادل الآراء»، هذا ما سمعته من مسؤول إ ريتريى تعليقاً على زيارة شكرى لأسمرة، فهو يؤكد أن هناك تفاهما استراتيجيا بين البلدين حول عدة قضايا أهمها أمن البحر الأحمر وباب المندب والقرن الأفريقى واليمن، لذلك فهناك تبادل للزيارات بين المسؤولين المصريين والإريتريين.
عدد الردود 0
بواسطة:
ahmed mohamed
Eritrea