فى المنيا.. من لم يمت فى المعديات غرقا مات تحت عجلات القطارات.. 42مزلقانا بمراكز المحافظة تهدد حياة المواطنين.. المحافظة تتحدث عن "كبارى علوية" رغم فشل إصلاح السلاسل..ومواطنون:تطوير المزلقانات "فنكوش"

ليس هناك من يعانى مثل أبناء صعيد مصر، فمن تدهور البنية التحتية لكل شىء، وسوء الطرق، إلى انعدام المشروعات التنموية تماماً، حتى أن بعض المشروعات أصبحت تنفذ فى عشرات السنين.. محافظة المنيا من أكثر الأقاليم معاناة، وتستحوذ على نصيب كبير من إهمال المسئولين، وبعد كل حادث أليم هنا أو هناك يروح ضحيته مواطنون فقراء وأطفال صغار تجد الجميع يسارع فى التصريحات لتحسين المنظومة وبعد هدوء الأوضاع لا تجد أحدا يتحدث ولا عمل يتم إنجازه.

وسائل الموت

فى المنيا وسائل الموت كثيرة، فمن لم يمت فى المعديات غرقاً، ربما يموت تحت عجلات القطارات، بسبب المزلقانات المتهالكة، والإشارات المتوقفة، وتوقف مشروعات الكبارى العلوية التى تحمى المواطنين من المرور أمام القطارات .

اللواء صلاح زيادة محافظ المنيا أعلن آواخر العام الماضى الانتهاء من تطوير 10 مزلقانات على مستوى المحافظة ليتبقى 42 مزلقانا تبحث عن التطوير، إلا أن المواطنين اكتشفوا أنه لا يوجد مزلقانات مهمة تم تطويرها، مثل مزلقانات الموت الحقيقية "الحبشى ومغاغة وملوى وأبوقرقاص وبنى مزار".

ورغم تشكيل لجنة لمناقشة خطة تطوير مزلقانات المرحلة الثانية خط "القاهرة / أسوان" وعقد اجتماع واستعرض السكرتير العام مع الحضور أوضاع تطوير 24 مزلقانا بكل من " الشعراوية-البيهو – إطسا – صفط اللبن- زهرة- البرجاية- دماريس – الأخصاص – الحبشى- كوبرى المنصورة- ماقوسة- بنى أحمد- الحواصلية- منسافيس- أبيوها- أبوقرقاص- سفاى- إتليدم- المحرص- أم السبعة- الروضة- معصرة ملوى- تل العمارنة- ديرمواس، وتشمل أعمال التطوير إجراء توسعات بمداخل ومخارج المزلقانات وإزالة التعديات على حرم السكة الحديد ومنع الأسواق العشوائية وتطوير البوابات ومراجعة تليفونات غرف المراقبة بشكل دورى، إلا أن شيئاً من ذلك لم يحدث، ولا تزال المعاناة مستمرة، وفرص الموت لا تقل .

خطورة مزلقانات الحبشى

يقول السائقان جابر تقى وإبراهيم عارف، إن مزلقان الحبشى يمثل خطورة حقيقية على المواطنين، حيث يتلاحم معه السوق الكبير للخضر والفاكهة ويستغل بعض التجار قضبان السكة الحديد للجلوس، كما أنه لا يوجد به أى عناصر للأمان، وكل ما يمكن أن يقوم به عامل المزلقان هو إغلاقه بسلسلة حديدية فقط تحطمت فى الحادث الأخير بعد أن دخلت إحدى السيارات على المزلقان بالتزامن مع مرور القطار وتسببت فى وفاة 5 أشخاص.

وكذلك الحال فى مزلقانات جميع مراكز المحافظة التسعة، حيث يؤكد نادر إبراهيم أن المزلقانات تمثل خطورة حقيقية على أرواح المواطنين، وما يقال عن تطوير المزلقانات طلع "فنكوش".

محافظة المنيا الأكثر فى الحوادث

فيما قال ياسر محمد عبد الوهاب مدير منظمة الحياة لحقوق الإنسان، إن محافظة المنيا تندرج ضمن أكثر المحافظات عرضة لحوادث القطارات بسبب الوضع المتردى لحال المزلقانات، مضيفاً، "كشفنا وجود 52 مزلقانا جميعها بدون بوابات حديدية، عدا 13 فقط، فيما اكتفى المسئولون باستبدال تلك البوابات بسلاسل يسهل على المواطنين تخطيها خلال سير القطارات".