على مدى أكثر من 13 عامًا هى عمر المفاوضات الإيرانية مع الغرب بشأن ملفها النووى، ظل العرب يعتمدون على الولايات المتحدة فى تعطيل الطموح الإيرانى بشأن امتلاك الأخيرة القنبلة النووية، وقلب موازين القوى لصالح المارد الفارسى على حساب العرب، خسر العرب الرهان، وتم توقيع اتفاق يضمن عدم تعرض المنشآت النووية لأية مخاطر لمدة عشر سنوات، بالإضافة إلى رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على طهران منذ أكثر من ثلاثين عامًا.
نعلم جيدًا أن إيران كانت شرطى أمريكا فى المنطقة وقت حكم "الشاه"، ولكن بعد الثورة الإسلامية التى أطاحت بالحكم الملكى الإيرانى، وقطع العلاقات الأمريكية الإيرانية عملت الأخيرة على تبنى سياسات اقتصادية وعسكرية بعيدة عن التبعية ورفعت من "الكرامة الوطنية" شعارًا لانطلاق نهضتها.
براعة المفاوض الإيرانى فى التوصل لاتفاق يرضى الطموح والشعور الوطنى الإيرانى فى عدم التفريط فى البرنامج النووى لبلاده وعدم تعطيله أيضًا، يجب أن يكون انطلاقة للعرب خلال الفترة المقبلة، بعد أن فشلت الولايات المتحدة فى تهدئة المخاوف العربية تجاه إيران والمتمثلة فى التدخل فى شئون دول المنطقة خاصة العراق وسوريا ولبنان والبحرين وأخيرًا اليمن.
الدول العربية لم تخفِ قلقها إزاء هذا الاتفاق، ولكن سرعان ما حاولت الولايات المتحدة بقيادة أوباما تهدئة مخاوف الخليج من هذا الاتفاق، بدعوة قادة هذه الدول لاجتماع فى واشنطن.
الفرصة الآن سانحة للعرب، وقد لا تأتى هذه الفرصة مرة أخرى، فهذا الاتفاق إذا كانت له جوانب سلبية عديدة على المنطقة خاصة قلب موازين القوى، إلا أنه قد يكون له إيجابيات أيضًا، فقد يكون انطلاقة كبيرة فى عدة مجالات منها الاقتصادية، والأهم بالطبع هو عسكريًا ونوويًا حتى يضمن العرب توازنًا فى القوى بمنطقة هى الأسخن فى العالم.
يجب أن يسعى العرب لبناء منشآت نووية سلمية على غرار منشآت طهران، ومن ثم قد تتحول لعسكرية فى وقت لاحق، وبالطبع لن تستطيع القوى الغربية فى الوقوف أمام الطموح العربى، لأن هذه القوى سمحت بالفعل للدولة الإيرانية امتلاك مفاعلات نووية .
وبالطبع فإنه من حق العرب الآن تخصيب اليورانيوم وإنشاء مفاعلات نووية على غرار الموجودة فى طهران، كما أن الفرصة الآن باتت كبيرة لإنشاء هذه المفاعلات فى مصر، وحسنا فعل الرئيس السيسى بالبدء فى إنشاء المفاعل النووى بالضبعة، لتصبح مصر قادرة على عمل توازن فى القوى بمنطقة الشرق الأوسط فى ظل صراع كبير يهدد وجود العرب، ولكن يجب أن نعترف مبدئيًا بأن ميزان القوى سيميل مؤقتًا لإيران بعد اتفاقية "لوزان".
سمير حسنى يكتب: إيجابيات الاتفاق النووى الإيرانى مع الغرب
الخميس، 09 أبريل 2015 12:02 ص
ورقة وقلم - أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
أحمدالسقا
مقال أكثر من رائع
عدد الردود 0
بواسطة:
وجيه صلاح
مولد نجم جديد فى سماء صاحبه الجلاله
بالتوفيق ان شاء الله