- بإمكان أى قاضٍ أن يحكم بالإعدام والبراءة فى حالة واحدة ومهمة البرلمان الجديد إسقاط هذه التشريعات ودون ذلك الأهوال
- محمد سلماوى: تأجيل الانتخابات البرلمانية خطأ وقعنا فيه ولن تجرى إلا بعد رمضان ولا قيمة للأحزاب الحالية فى الحياة السياسية
- الدولة ضيعت فرصة تاريخية بعدم احتوائها للشباب.. والنضال ليس بالصراخ فى الشارع
- مصر أعطت مثالاً حقيقيًا بقيادتها لقوى التضامن العربى فى الحرب على الحوثيين
- لا خوف على اتحاد الكتاب من سيطرة الإخوان
- كل ما أصدرته من 12 مسرحية وروايتين و8 مجموعات قصصية وكتب سياسية وصحفية أنجزته بمعجزة
أعلن مؤخرًا الكاتب الكبير محمد سلماوى، استقالته من منصبه كرئيس اتحاد كتاب مصر، وذلك لبلوغه سن السبعين، لافتًا إلى أنه سبق وأن اتخذ هذا القرار من قبل أنه حينما يبلغ هذا السن سيترك العمل التنفيذى ويتفرغ لمشروعاته الإبداعية، حول رئاسته لاتحاد الكتاب وانشغاله بالعمل السياسى كان لـ"اليوم السابع" هذا الحوار..
ما هى الأسباب التى دفعتك لعدم استكمال مدة رئاستك فى اتحاد الكتاب ولم تعلنها فى بيان الاستقالة؟
لا توجد أسباب غيرها، فقد سبق واتخذت قرارًا منذ فترة طويلة، أنه حينما أصل لسن السبعين يجب أن أبدأ مرحلة جديدة فى حياتى، فلدى مشاريع كتب لم أنته منها بعد، والعديد من الكتب لم أقرأها، فكل ما أصدرته من 12 مسرحية، وروايتين، و8 مجموعات قصصية، بخلاف الكتب السياسية، والصحفية، كل هذا أنجزته بمعجزة، فالمناصب الإدارية والتنفيذية استنفذت الكثير من وقتى، وأؤمن بأن حياة الإنسان مراحل، وكل مرحلة لها متطلبات خاصة، وعليه أن يجيد تقسيم هذه المراحل، وحينما يصل إلى السعبين فعليه أن يتأمل لا أن يستنفذ نفسه فى الأعمال الإدارية.
وهل أبلغت أحد باستقالتك قبل إعلانها فى بيان صحفى؟
قلت لك للأصدقاء فى اتحاد كتاب مصر بأننى سأقدم استقالتى حينما أبلغ السبعين، ولم يصدقنى أحد، ربما لأن من يقول ذلك لا يفعل، فالسادات كان يقول:"أنا قاعد على الكرسى غصب عنى" ولكنه صنع دستورًا ليجلس مدى الحياة.
ودون قصد، أتصور أننى أقدم نموذجًا فى بلد اعتاد على أن الفرعون يموت وهو على الكرسى، إلا أننا يجب أن نتعود على تداول السلطة، فيحنما وصلت لسن 65 تركت منصبى كرئيس تحرير، واندهش العديد من الأصدقاء، وقالوا: "هو فى حد بيمشى فى الصحافة" فقلت هناك قانون، وحتى وإن كان مهملاً ولا ينفذ.
وهل شعرت بأنك قدمت كل ما لديك من أجل اتحاد كتاب؟
شعرت بأننى قدمت ما يسمح لى أن أشعر بالراحة، أما ما يقال أننى استقلت بسبب دخول الإخوان لمجلس الإدارة، فأنا دائمًا ما كنت أحاربهم، وفى وقت الاضطراب وخاصة أثناء الثورة، لم أترك منصبى، فى حين أن الاتحاد كان مهددًا بالإحلال، ولكن استطعتنا أن نعبر به، ولذلك فالآن وقد استقرت الأوضاع، شعرت أن هذا هو الوقت الذى يمكننى فيه أن أسلم الراية، وأذهب لأرى ما أريد أن أنهيه.
ألم أتشعر بالخوف على الاتحاد وأن ترى بعينك أن من وقفوا ضد سحب الثقة من حكم الإخوان يدخلون مجلس إدارته بعد ثورة 30 يونيو؟
لا أريد أن أتحدث عن أشخاص، إضافة إلى أن كل من هم فى مجلس الإدارة الآن يحظون بثقة الجمعية العمومية، وأنا لا أملك أن أشكك فى رغبة الجمعية العمومية، وحينما وقفت ضد هذا التيار فى السابق، كان فى السلطة، وكان يعتمد على سياسة الاقصاء، والاستحواذ، والاستبداد بالحكم، ولهذا فكان من الواجب أن أقاومه، أما اليوم، لو حاول أى شخص من أى اتجاه داخل مجلس إدارة الاتحاد أن يعيد هذا السيناريو، فالمناخ العام فى الدولة ضد هذا الاتجاه، ولهذا فلا خوف على اتحاد الكتاب، فلن يكون أداة للإخوان، وعلينا أن نتذكر أن العمل النقابى يختلف عن العمل الحزبى، فالعمل النقابى يضم كافة الاتجاهات، ويوحدهم فوق المواقف الحزبية، وما اتخذناه فى اتحاد الكتاب من مواقف سابقة لم تكن مواقف حزبية، بل كانت مواقف وطنية.
اختيارك رئيسًا شرفيًا لاتحاد كتاب مصر خلفًا لأديب نوبل العالمى نجيب محفوظ.. ماذا يمثل لك؟
تكريم كبير جدًا، أن أجلس على مقعد نجيب محفوظ، وأن الاتحاد ينظر لى بهذه النظرة، ومن ناحية أخرى، فهناك مسئولية، فاستقالتى لا تعنى أن أمره لم يعد يهمه، بل على العكس، كونى رئيس شرفي، فعلى أن أواصل خدمته من موقع مختلف.
لمرتين تم ترشيحك لتولى منصب وزير الثقافة ورفضت.. فلماذا؟
نعم رفضت مرتين، فى وزارة عصام شرف، ووزارة كمال الجنزورى، وهذا لأنه ليس من ضمن طموحاتى أن أكون وزيرًا للثقافة، فأنا أعتقد أن الكاتب أكبر من أى منصب، فالناس تذكر إلى نجيب محفوظ، أو توفيق الحكيم، أو يوسف إدريس، أو طه حسين، أو العقاد، وإذا ما سألتهم عن وزير الثقافة فى أيامهم فلن يذكروا، وبرأيى أنه مادمت كاتبًا، فأنت – على الأقل بالنسبة لى – أكبر من أى منصب تنفيذى، ثم أننى رئيس اتحاد الكتاب، أى أننى كنت منتخبًا عن جموع الكتاب، ولم أكن معين عليهم، فكيف لى أن أترك هذا الموقع وأقبل بموقع الواصى على الثقافة.
وما هو تعليقك على وزير الثقافة؟
وزير الثقافة الجديد له موقف يجب أن نذكره، لأنه يشير بوضوح إلى شخصيته وموقفه، وهذا الموقف حينما كان رئيسًا للإدارة المركزية لدار الكتب والوثائق القومية، وكانت محاولة لتهريب وثائق ومستندات تاريخية مصرية تتعلق بتاريخ الإخوان، وهو وقف أمام هذا، وهذا الموقف يجعلنى مطمئنًا على أن الثقافة على الأقل من الناحية الوطنية فى أيدى أمينة.
وماذا عن كواليس لجنة الخميسن التى شغلت فيها منصب المتحدث الرسمى باسمها؟
مصر تعيش الآن بلا دستور، فالدستور لكى يكون قائمًا وحقيقة واقعة، فلابد أن تتحول مواد الدستور إلى قوانين منظمة للمجتمع، وهذا لم يتم، لأن المنوط به إصدار هذه القوانين هو البرلمان، فهو لم يتم تشكيله بعد، فبالتالى فإن هذا الدستور غير مفعل، نعم لدينا دستور ولكنه "على الرف"، فهذه مهمة دونها الأهوال، فنحن فى بلد بها 66 ألف تشريع، وأنا واثق من هذا العدد، بعض هذه التشريعات تعود للحكم العثمانى، وكلها صدرت فى ظل أنظمة لم تعد قائمة، ومعظمها متعارضة مع بعضها البعض، وبالتالى فلو اعتبرت نفسى قاضيًا، فبإمكانى أن أحكم على هذا بالإعدام، وأبرئ هذا من نفس التهمة، وبالتالى فمن الصعب جدًا يتم مراجعة 66 ألف قانون، لنرى ما يتفق مع الدستور الجديد، وما لا يتفق معه، فلا يوجد برلمان فى العالم لديه القدرة على هذا، ولهذا أقترح على البرلمان الجديد بألا تكون له علاقة بالقوانين القائمة، بل عليه أن يقوم بسن القوانين التى تطبق مواد هذا الدستور من خلال 240 مادة، وما عدا هذه القوانين يكون لاغيًا، وإلا سيظل الدستور ينص على حرية العقيدة والرأى والتعبير وتجد شاعرة تحاكم بتهمة إزدراء الأديان، وكاتب يحكم عليه بالسجن بتهمة العيب فى الذات الإلهية، فى حين أن مثل هذه التهم لا توجد فى الدستور، وبالتالى فالعقوبة غير دستورية.
وما رأيك فى تأجيل الانتخابات البرلمانية؟.
خطأ كبير جدًا وقعنا فيه، فأولاً هذا التأجيل مخالفة دستورية، فالدستور نص على أنه فى خلال ستة أشهر من الانتخابات الرئاسية تجرى الانتخابات البرلمانية، نعم نعلم ما حدث، بسبب الأحزاب السياسية، بينما هذه الأحزاب التى تسببت فى تأجيل الانتخابات ويتم دعوتها لمعرفة رأيها لا وجود لها ولا قيمة لها فى الحياة السياسية، فمن المفترض أن الثورة التى قامت أنتجت قيادات شبابية جديدة، وبالفعل هناك قوى اجتماعية جديدة تتمثل فى هؤلاء الشباب الراغبين دائمًا فى التغيير، مثل "تمرد" أو "التيار الشعبى" وغيرهم، ولكن للأسف الدولة لم تحتضن هؤلاء الشباب، فكان يجب عليها ألا تعطى أهمية للأحزاب الحالية، بقدر ما كان ينبغى عليها أن تعرف كيف يمكنها احتواء هؤلاء الشباب ليكونوا قوة حقيقة فى البرلمان الجديد.
وهل ترى أن هناك حلقة وصل مفقودة بين الشباب والدولة؟
نعم، فكلا الطرفين مخطئ، فالدولة لم تفهم أن مستقبلها وشرعيتها الحقيقة تنبع من هذا الشباب، وانها لو كانت نجحت فى احتضان هذه الأجيال وخاصة الحركات الإيجابية فى جيل الشباب مثل "تمرد" أو "التيار الشعبى" أو "تكتل قوى الثورة"، فكان لديها الآن قاعدة شعبية جديدة تقف بها أمام العالم بأكمله، فالرئيس عبد الفتاح السيسى حينما دعا الشباب فى ختام المؤتمر الاقتصادى، هذه الصورة رآها العالم بأكمله، فما بالنا لو أن الأمر أكبر من كونه صورة تذكارية. وأنا أتذكر الآن أن "السيسى" ضمن اجتماعاته مع الإعلاميين طالب بتقديم مجموعة كبيرة من الشباب للجمهور من أجل انتخابهم فى البرلمان، ولكن لم يحدث هذا، وفرط عقد هذه القوى، وضيعنا فرصة تاريخية كبيرة جدًا، وأصبحت الدولة تسير خلف الأحزاب وتحاول إرضائهم، وأنا واثق من أن هذه الانتخابات لن تجرى إلا بعد شهر رمضان.
ولكن هناك من يرى أن شباب الثورة لا يعرفون إلا الاحتجاج ولا يفقهون شيئًا فى السياسية؟
الشباب تعلموا السياسية من خلال حركات الاحتجاج، فى فترة مبارك، وحكم جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية، ولكن هذه الفترات انتهت، وبالتالى فالاحتجاج لم يعد هو الوسيلة ونحن نعيش مرحلة بناء الوطن، لكن الشباب لا يعرفون غيره بديلاً، ويلقى القبض عليهم، ولهذا فعليهم إنشاء الأحزاب بدلاً من الاستمرار فى أداء دور لم يعد نابعًا للمرحلة الحالية، وهذا لا يعنى تغير موقفهم، بل عليهم أن يظلوا معارضين، ولكن فى البرلمان لا فى الشارع، فالنضال ليس بالصراخ فى الشارع، فهنا قصور وعدم نضج، وهناك تهاون وعدم احتواء من الدولة، فمن الظلم الذى أرفضه هو أن يتم وصف هذا النظام بأنه على خلاف مع الشباب، لأن هذا غير حقيقى، وغالبية الشباب مع هذا النظام ولكنها لا تعرف ما الذى تفعله.
وما هو رأيك فى مشاركة مصر فى حرب اليمن؟ وهل ترى أن هذا الوقت مناسب لدخول الدولة فى حرب مذهبية؟
لا أرى أن هذا الحرب مذهبية، بل هى دفاع عن الهوية العربية، وإذا لم تكن مصر هى التى ستدافع عن الهوية العربية، فلن يدافع عنها أحد، فمصر هى بلد الثقافة، والحارسة والأمينة على الهوية العربية، وحينما يتم تهديد هذه الهوية من أناس يمحون الآثار والأضرحة فنحن أمام محاولة لهدم حضارة، ولهذا فإن مصر عليها دور، ولكن السؤال هو: كيف أدت مصر هذا الدور؟ والإجابة أنها أعطت مثالاً للقيادة الحقيقة، وهو أن تقود قوات التحالف العربى المشترك "عاصفة الحزم".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة