يبقى قول الإمام على بن أبى طالب الأثير "الفقر فى الوطن غربة والمال فى الغربة وطن" فى الخاطر لا يفارق وقد تعددت مشاهد الألم المعبرة عن عذابات المصريين الذين اضطروا إلى مفارقة الوطن بحثا عن المال بعدما ضاقت بهم سبل العيش وقد نكأت الأحداث فى ليبيا ثم اليمن الجراح وقد ترتب على توتر الأوضاع السياسية وعموم الفوضى وغياب الدولة حروب أهلية بين الفصائل والجماعات وما تبقى من الدولة والعاقبة فرار من جحيم النيران، لتضطر مصر إلى إرسال طائراتها لتونس لإحضار المصريين المغادرين لليبيا عبر الحدود.
ويبقى ما حدث فى اليمن من انقلاب على الشرعية واستيلاء الحوثيين على السلطة وجعاً جديداً وقد حملت الأنباء مشاهد خروج المصريين من اليمن عن طريق البحر من خلال سفن أجنبية وكذا من خلال الحدود مع السعودية فى مشهد هو الجحيم بعينه وقد فقدوا كل شىء جراء تردى الأوضاع فى اليمن واشتعال الحرب لأجل إنقاذها من جماعة شيطانية تبتغى العودة بها إلى العصور المظلمة أسباب الرحيل من مصر تتجدد جراء سوء الأحوال الاقتصادية بحثا عن مصادر للرزق وهاهى السياسة تقضى على آمال المصريين جراء التكالب على السلطة ومحاولة الاستثئار بها بقوة السلاح والعاقبة خراب ودمار، حديث فرار المصريين من جحيم الحرب فى ليبيا واليمن يفتح المجال لحديث آخر عن حتمية توفير العيش الآمن لعموم المصريين حتى لا يضطر المواطن المصرى إلى الرحيل إلى المجهول، لينتهى به المطاف قتيلا فى الغربة، ليسعه قبر مجهول إذا ما تعذر أن يعود، كم هى الآلام فى ازدياد وقد تعددت الأسباب ولا سبيل إلا الصبر والدعاء بصلاح حال البلاد والعباد.
