أكرم القصاص - علا الشافعي

وائل السمرى

رائحة المذهبية تفوح فى حرب اليمن

الأربعاء، 08 أبريل 2015 08:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
منذ أيام كتبت مقالا بعنوان «معضلة حرب اليمن»، وقلت إنه ربما يكون خيارا حتميا أن تشارك مصر فى هذه الحرب، لأنه لا يجوز لمصر «الكبيرة» أن تنسحب من المشهد السياسى الإقليمى، وأن تترك الشعب اليمنى غارقا فى معاناته، وأن تترك أمنها الاستراتيجى مهددا من الجميع، لكنى حذرت من أن تنخرط مصر فى حرب «مذهبية» تخوضها السعودية باعتبارها ممثلا للمذهب السنى ضد الحوثيين، ومن وراءهم إيران باعتبارهما ممثلان للتيار الشيعى، كما قلت أيضا إنه على مصر أن تعلى من شأن التوجه الوطنى والقومى فى خطابها الإعلامى والاستراتيجى حيال التعاطى مع هذه الحرب، لكن للأسف بدأت رائحة المذهبية تفوح فى الأجواء بتشجيع «دينى» من جانب رجال السلفية فى مصر والسعودية، وهو ما يضاعف من أخطار هذه الحرب ويعمق من مآسيها ويدخل مصر فى حرب جانبية نحن فى غنى عنها، ويفتح الباب لإضفاء شرعية على نوعية الحروب هذه، بل والأخطر من هذا كله أنه يعطى شرعية لإسرائيل التى احتلت أرضنا ونهبت مواردنا تحت غطاء دينى، ويمنح جماعة الإخوان غطاء «شرعيا» باعتبارهم «حمادة الدين».

نحن لا نريدها حربا طائفية، لكن على الجانب الآخر يفعل حلفاؤنا ما لا نريده، وأبلغ دليل على هذا قصيدة كتبه الشيخ «عائض القرنى» التى كتبها تمجيدا لعاصفة الحزم، مباركا لها ومؤيدا، لكنه مع الأسف لم يكتف بالتأييد وإنما سعى من خلال أبيات القصيدة إلى إذكاء الشعور المذهبى مصورا هذه الحرب باعتبارها حربا مقدسة ضد «المجوس»، مخاطبا الملك سلمان ملك السعودية قائلا: «لبيك يا سلمان جينا اليوم لعيون الوطنْ.. أبشر بعزك يا زعيم المملكة يا أبو فهدْ/ حنّا جنود الله بعنا أرواحنا بأغلى ثمنْ.. فى جنّة الفردوس موعدنا ويا نعمَ الوعدْ»، ليعيد بهذه المقدمة الحماسية إلى الأذهان أجواء القرون الوسطى، وكأن المعركة تدور بين جند الله وجند الشيطان.

بعد هذه المقدمة الحماسية يصرح «القرنى بما ألمح إليه فى البيتين السابقين، فيقول: يا «عاصفة حزم الكرامة والرسالةْ والسُننْ.. هيّا احرقوا أذناب المجوس ومن يناصرهم بعدْ/ دكّوا معاقل عصبة الشيطان عبّاد الوثنْ.. حطوا عليهم مثل يوم الله فى بدر وأحدْ/ يا كم صبرنا للتمادى والتطاول والغبنْ.. من المجوس الفرس وأرباب الدسائس والحقدْ/ واقصف سراديب العمالة والخيانة والعفنْ.. والخامئنى خلّه يموت من الغبينه والكمدْ».

أذناب المجوس، عصبة الشيطان، عباد الوثن، المجوس الفرس، أرباب الدسائس، سراديب العمالة، بهذه الصفات وصف القرنى أعداء المملكة فى اليمن وإيران من ورائهم، وهو التجسيد الأمثل للمذهبية المقيتة، وقد انتشرت هذه القصيدة بعد أن تم تلحينها على الطريقة السعودية، وأذاعتها العديد من القنوات المحسوبة على السعودية.

نحن لا نريدها حربا مذهبية، لكن حلفاءنا يريدونها كذلك، وهو الأمر الذى يحمل العديد من الأخطار التى سبق الإشارة إليها، فعلى مصر أن تدرك الموقف جيدا وأن تراجع حساباتها جيدا، وأن تتوصل إلى ميثاق معلن مع الدول الحليفة بهذا الشأن لكى لا نتورط فى شر المذهبية الأبدى.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

حمزه ابو حمزه

أيران شريك معنا منذ الاف السنين فى هذه البقعه *المذهبيه تستدعى عندما يكون هناك توسع

عدد الردود 0

بواسطة:

hesen

أحسنت ..

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة