بالصور..حرق سبعة منازل ببنى سويف والمتهم عفاريت..الأهالى:المأساة بدأت بإلقاء حجارة على المنازل والخسائر 100 ألف جنيه..وشيخ لـ"اليوم السابع":قبيلة من الجن تنتقم لإلقاء ماء مغلى على أحد أفرادها

خوف وفزع ورعب وقلق.. حالة تعيشها عائلة بأكملها تسكن فى سبعة منازل متجاورة داخل شارع ضيق بعزبة النجار التابعة لقرية الدوالطة غرب مدينة بنى سويف، نتيجة اشتعال النيران المتكرر بتلك المنازل دون سبب واضح، أربعة منازل التهمتها النيران كاملة من جدران وأثاث وأسقف وجعلتها كتلة من الفحم، والثلاثة منازل الأخرى تشتعل بها النيران فى بعض من حوائطها وأثاثها يوميًا.
"اليوم السابع" زار تلك المنازل لاستطلاع السبب وراء الحرائق المتكررة.

بداية الشرارة مع إلقاء الحجارة

بداية المأساة يحكيها لنا عبد الرحمن صالح، أحد أصحاب المنازل المحروقة، "49 سنة"، موظف بالمحليات والذى وجدناه حافى القدمين متسخ الملابس، عليها علامات الحروق بأجزاء من جسده بعدما أخمد النيران التى اشتعلت فى جزء من منزله، حيث قال "نقطن فى شارع ضيق على الطريق الزراعى بنى سويف- الفيوم عند عزبة النجار، بدأنا نسمع كل ليلة أصوات أحجار وزلط يتم إلقائها على منازلنا من الخارج وعندما نهم بالخروج إلى الشارع نجد آثارًا لبعض الأحجار، لكنها من نوع غريب لم نره من قبل، وفوجئنا فى أحد الأيام بصراخ وعويل زوجتى وأولادى بسبب اشتعال النيران فى أحد حوائط المنزل، وظننت فى البداية أنه ماس كهربائى أو أن أحد الأطفال كان يلعب بالنيران، لكن لم أجد شيئًا من ذلك".

تبدأ برائحة دخان وتتحول إلى نيران

وأضاف صاحب المنزل قائلاً: "فى ثانى يوم ابتدينا نشم رائحة دخان فى أجزاء ثانية من المنزل، وعند الذهاب للمكان الذى خرجت منه رائحة الدخان نرى النيران تشتعل بالمكان فى السرير أو المرتبة أو الكنبة أو بالغسالة".


ويستكمل عبد الرحمن حديثه قائلاً: "أحضرنا شيوخا كثيرة وكل واحد يقول لنا حكاية غير الثانية، وهناك أناس يقولون إنه جن ساكن البيت، وآخرون يقولون هناك بعض الناس مسلطة عليكم العفاريت كى تتركوا المنزل، وآخرون قالوا إن الجن غاضب من أصحاب المنزل".

ضاعت تحويشة العمر

"محمد".. الأخ الأصغر لعبد الرحمن، والذى تزوج منذ أربعة أشهر يتحدث والحزن يملأ عينيه، بعدما ضاعت "تحويشة عمره" عقب التهام النيران شقته بالكامل ولم يتبق له شىء غير الحوائط المحروقة، قائلاً: "خسرت شقتى الجديدة وراحت تحويشة العمر بعد العمل فى السياحة لسنوات طويله ده يرضى مين؟!!".

إصابة طفل بشرخ فى الجمجمة

أما "عماد" الشقيق الثالث لأولاد الحاج صالح فيقول: "إن الجن والعفاريت لم تكتفِ بإضرام النيران فى المنازل فقط بل إنها تلقى علينا الأحجار والطوب، وأصيب ابنى أحمد بشرخ فى الجمجمة وتم إجراء عملية جراحية له تكلفت 18 ألف جنيه نتيجة سقوط طوبة كبيرة على رأسه".


الحاج "محمود" وهو الشقيق الأصغر لوالد الأشقاء الأربعة ويسكن فى منزل مكون من طابقين أمام منازل الأشقاء يقول: "فى يوم استنشقنا رائحة دخان بشكل كبير، والجيران كانت تصرخ ويطرقون أبوابنا وعندما وتوجهنا إلى سطح المنزل رأينا العفش والتبن وقد تم حرقه".

لا يوجد مشاكل بين أهالى القرية

أما الحاجة "أم محمود" فتقول: "يا ابنى إحنا ملناش مشاكل مع حد وكل الناس بتحبنا السبع بيوت اللى فى الشارع كلهم للعيلة، المشكلة يا ابنى إن النار بتشتعل كل يوم وبتزيد أيام الجمعة والأحد وبتاكل كل حاجة حتى فى المكان اللى بتولع فية ماعدا كتاب ربنا، إحنا مش بنام خالص وبالليل بناخد الأطفال فى حضننا علشان خايفين عليهم، والعيال مرعوبين ومش عارفين نعمل إيه".


"محمود صالح" يقول: "تقدمنا بتحرير محضر بمركز شرطة بنى سويف، وناشدنا الكثير من المسئولين لإنقاذنا من حالة الرعب والفزع التى نعيش فيها، ولكن لم يستجيب لنا أحد".


"أم محمد" والجارة الوحيدة للمنازل السبع تضيف: "الحمد لله مش بيحصل عندنا حرائق، لكن إحنا عايشين فى رعب كل يوم بنسمع صراخ وبنشم رائحة دخان ولما بنجرى على المكان بنلاقى النار شغالة وبتاكل فى كل حاجة، والناس دى يا ابنى مش بتوع مشاكل والعزبة بتاعتنا كلها بتحب بعض".

قبيلة من الجن تنتقم لإلقاء ماء مغلى

ومن جانبه، قال الشيخ "محمد.أ" أحد الذين لهم باع فى موضوع الجن ببنى سويف: "مثل هذه الحالات سببها إلقاء أهالى أحد المنازل (ماء أو زيت مغلى) داخل إحدى دورات المياه، ما يصيب أحد أفراد الجن بمكروه، الأمر الذى دفع قبيلته للانتقام من أصحاب المنزل وعائلاتهم بالأذى لما فعلوه".


وأضاف الشيخ محمد لـ"اليوم السابع": "إن هذه الحالة تتطلب تواجد شيخ لديه قبيلة من خدام الأرض قوية تستطيع التغلب على ما فعلة الجن بتلك المنازل، من خلال قراءة آيات معينة من القرآن وإشعال بعض أنواع البخور".


وحذر الشيخ محمد الأهالى من إلقاء المياه أو الزيوت المغلية فى دورات المياه، مشيرًا إلى أن عظام اللحوم والدواجن التى يتركها الأهالى فى المنزل هى الغذاء الأساسى للجن، مطالبًا بعدم ترك أبواب دورات المياه مفتوحة بل يجب إغلاقها.


وكان "عبد الرحمن صالح"، 49 سنة، من أهالى عزبة النجار، قام بتحرير محضر رقم 1955 إدارى مركز بنى سويف، يفيد باشتعال النيران فى سبعة منازل لعائلته على فترات متتالية.