حسام سالم يكتب: مفاهيم خاطئة

الثلاثاء، 07 أبريل 2015 12:02 م
حسام سالم يكتب: مفاهيم خاطئة صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم أستطع الصمت وأنا أقرأ خبرين فى ذات التوقيت تلك الأيام، يدور الخبر الأول عن حصول إسرائيل على الغواصة الألمانية الخامسة، تلك الغواصة حاملة الرؤوس النووية صاحبة القدرة على الردع، فى نفس التوقيت تتصدر صحافة الدول العربية الإسلامية عناوين الحروب القائمة بين المسلمين وللأسف المسلمين. فها هى داعش بالعراق وليبيا وها هى النصرة بسوريا والحوثيون باليمن وبيت المقدس بسيناء وقنابل الإخوان بطرقات مصر. تلك الحروب التى تهدم الاقتصاد والإنسان وتسىء إلى الدين الحنيف هذا الدين الذى بنى على الرحمة والعلم. ماذا حدث هل هو الفهم الخطأ للشريعة والشرعية أم الفهم الخاطئ للقرآن والسنة أم استغلال الدين فى طمع الدنيا والسلطة أم كل هذا معًا؟ إنه ضرب الذات.

منهم من فهم أن الشريعة هى الحرق والقتل والتكفير والتدمير بدلاً من البناء والتعايش والعلم والتقدم بين الأمم، ومنهم من نادى بالشريعة وعندما وصل للحكم ومكث به عامًا كاملاً لم يطبق حتى أقل القليل ممن نادى به طيلة ثمانين عامًا. منهم من فهم أن الشرعية ألا تطالب بتغييره حتى إذا بدأ بنقض بنود عقد الشرعية فمن حقه أن يجور على بنود عقد الشرعية وليس من حقك أنت أن تثور عليه فهو يملك وحده الشرعية. وعندما تثور عليه يهدد بالعربات المفخخة وإسالة الدماء وينفذ تهديده.

الفهم الخطأ للقرآن والسنة فمن المستحيل أن يبدأ القرآن بكلمة اقرأ ويتجه المسلمون بعد هذا إلى القتل والتكفير بدلا من القراءة والعلم. إن الله عز وجل فى قوله تعالى "وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون" فهمها الكثير منا بمفهوم ضيق أن العبادة هى الصوم والصلاة فقط ونسوا أن المعامله الحسنة عبادة والتراحم فيما بيننا عبادة وأن إماطة الأذى عن الطريق عبادة، ولم يذكر أن وضع القنبلة بالطريق نوع من أنواع العبادة. وأتى الله عز وجل بكثير من الإعجاز العلمى ليس إلا ليدفعنا دفعا لنكون أمة العلم بين الأمم ولكننا تركنا للآخرين ليثبتوا صحة ما بين أيدينا من كتاب الله. فإن بحثت فلم تجد أى عبارة أشد دقة وحسن نسق من الآية الكريمة التى تصف كيف خلقت ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإنسان مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ * ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِى قَرَارٍ مَكِينٍ * ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ﴾ فظللنا نقرأها ونحفظها أكثر من 1400 عام إلى أن جاء غيرنا ليثبت صحتها. لو أراد الله المفهوم الضيق للعبادة لتركنا نصلى فقط وأنزل آية تأمرنا بحفر خندق لملاقاة غزو الكفار. ولكن الله أراد لنا أن نفكر ونتعلم ونبحث حتى نكون أفضل الأمم. ولكننا أخذنا نهتم بتربية الذقن قبل تربية العقل ولا عيب فى تربية الذقن ولكن العيب كل العيب ألا نربى العقل.

وأخيرًا ليس أدل من استغلال الدين فى طمع الدنيا والسلطة مما فعله ومازالت تفعله جماعة الإخوان بمصر، وما تفعله داعش والنصرة بسوريا، فهناك مناطق كثيرة انسحب منها جيش بشار العلوى ومازال القتال قائمًا بين أهل السنة من داعش وأهل السنة من النصرة. وفجر ليبيا هذا الفجر الذى يدمر ويقتل فلم ولن يشرق بسماء وأرض ليبيا.

وفى النهاية أريدك عزيزى القارئ أن تفكر فى المعنى الواسع لما فعله رسول الله (ص) عندما أمر بأن يكون فداء بعض أسرى بدر تعليم عشرة صبيان من المسلمين.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

مصطفى الجزائر

نداء لكل مسلم صادق

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة