محمد البلاسى يكتب: السماء لا تمطر ذهبا !

الإثنين، 06 أبريل 2015 10:10 ص
محمد البلاسى يكتب: السماء لا تمطر ذهبا ! صورة ارشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يروى أن سيدنا عمر بن الخطاب - رضى الله عنه – "رأى بعض الناس فى المسجد بعد صلاة الجمعة فسألهم: من أنتم ؟ قال: متوكلون، قال: بل أنتم متواكلون.. لا يقعدن أحدكم عن طلب الرزق، ويقول: اللهم ارزقنى، وقد علم أن السماء لا تمطر ذهبًا ولا فضة، إنما يرزق الله الناس بعضهم من بعض، أما سمعتم قول الله تعالى: ( فإذا قضيت الصلاة فانتشروا فى الأرض وابتغوا من فضل الله) "الجمعة: 10"، وعلاهم بدرته وأخرجهم من المسجد"، فلننظر إلى هذا الفهم الراقى للإسلام فهو دين العمل والإنتاج فكما أمر ربنا بالصلاة وجعلها عبادة أمر بالسعى بعدها وجعله عبادة أيضا ؛ ولذا فإن من الواجب علينا أن نسعى ونتوكل على الله ونأخذ بأسباب الرزق فالله تبارك وتعالى يقول: (ومن يتوكل على الله فهو حسبه أن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شىء قدرا) "التحريم: 3"، ويقول جلا وعلا: ( هو الذى جعل لكم الأرض ذلولًا فامشوا فى مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور) "الملك: 15"، ويقول تعالى: (هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها...) "هود: 61"، وغير ذلك من الآيات التى تدعونا إلى السعى وعمارة الأرض والسير فى مناكبها، وهذا ما يجب أن نصل به إلى الشباب فى زمن صار التواكل فيه عنوانًا والرغبة فى الحصول على الدنيا بأسهل الطرق وأيسرها شعارًا ومنهاجًا وما أقبحه من عنوان وأشينه من شعار ومنهاج.

إن الكثير من الشباب حينما تنصحهم بهذه الآيات والأحاديث النبوية وما أكثرها والتى تحث على التوكل والأخذ بالأسباب تجدهم يُلقون بالعبء والخطأ على غيرهم حتى صار لدى كل واحد منهم سلسلة من الأسباب التى لا تنتهى والأعذار التى لا تنقضى دون أن يرجعوا ولو قليلًا إلى أنفسهم وينظروا ماذا قدموا ؟ وماذا فعلوا لتغيير أحوالهم ؟ وهل أخذوا حقًا بالأسباب وتوكلوا على ربهم حق التوكل ؟ وهل أقبلوا على الله حق الإقبال ودعوه حق الدعاء ؟ أم أنها الأوهام والأمانى الكاذبة وتعليق الأخطاء على الآخرين.

إننا نحتاج بصدق إلى السعى الجاد والعمل الدؤوب وعدم الاكتراث بإحباطات الآخرين وقبول العمل مهما قلّ فى نظرنا ونظر الناس حولنا فأول الطريق خطوة فالمهم البداية، أما أن نجلس وننتظر أن تمطر السماء علينا ذهبًا فإن هذا لن يكون فالسماء لا تمطر ذهبًا !











مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة