وتقول الصحيفة فى البداية، إنه عندنا وافق أبو حمزة، المعارض السورى السابق على الانضمام إلى داعش، فعل ذلك على افتراض أنه سيكون جزءا من اليوتوبيا الإسلامية التى وعد بها التنظيم، والتى استقطبت مقاتلين أجانب من شتى أنحاء العالم، لكن بدلا من ذلك، وجد نفسه تحت إشراف عراقى ويتلقى أوامره من عراقيين غامضين يتحركون من وإلى أرض المعركة فى سوريا. وعندما اختلف أبو حمزة مع رفاقه القادة فى اجتماع لداعش العام الماضى، تحت اعتقاله بأوامر من رجل عراقى ملثم، الذى جلس صامتا خلال الإجراءات يستمع ويدون ملاحظات.
واشنطن بوست
ضباط مخابرات صدام ضمن الجهاز الأمنى لداعش
ولم يكتشف أبو حمزة الذى أصبح حاكم التنظيم فى مجتمع صغير فى سوريا، أبدا الهويات الحقيقية للعراقيين، التى تم إخفاؤها بأسماء سرية أو لم يتم كشفها ببساطها، لكن كل هؤلاء الرجال كانوا ضباط عراقيين سابقين عملوا فى ظل حكم نظام صدام حسين، منهم الضباط الملثمون الذين عملوا من قبل فى وكالة المخابرات العراقية، وينتمون الآن لجهاز الأمن الغامض لتنظيم داعش.
وأشارت الصحيفة إلى أن شهادة أبو حمزة وآخرين ممن عايشوا داعش أو حاربوا التنظيم على مدار العامين الماضيين، تسلط الضوء على الدور المتفشى الذى يلعبه رجال الجيش البعثى العراقى السابقين فى تنظيم مرتبط بشكل أكبر بالجهاديين الأجانب وأشرطة الفيديو الشنيعة التى يظهرون فيها.
كل قادة داعش تقريبا من الضباط العراقيين السابقين
وتتابع الصحيفة قائلة، إنه حتى مع تدفق آلاف المقاتلين الأجانب، فإن كل قادة داعش تقريبا من الضباط العراقيين السابقين، ومنهم أعضاء فى لجانه الأمنية والعسكرية، وكذلك أغب الأمراء، حسبما يقول العراقيون والسوريون والمحللون الذين يدرسون داعش.
وقدم هؤلاء للتنظيم الخبرة العسكرية وبعض أجندات البعثتين السابقين وأيضا شبكات تهريب متطورة لتجنب العقوبات فى التسعينيات، والتى تسهل الآن تجارة النفط غير المشروعة لداعش.
ويقول أبو حمزة إنه فى سوريا، يطغى على كل الأمراء المحليين نائبا عراقيا وهو من يقوم باتخاذ القرارات الحقيقية، وقد فر أبو حمزة إلى تركيا الصيف الماضى بعدما تزايد انقسامه مع التنظيم.
العراقيون يخططون لكن لا يحاربون
ويضيف أن كل صناع القرار عراقيون، وأغلبهم ضباط عراقيين سابقين، وهم من يتولون القيادة ويقومون بالتكتيكات وخطط المعارك، إلا أن العراقيين أنفسهم لا يحاربون، ويضعون المقاتلين الأجانب فى الخطوط الأمامية.
ونقلت "واشنطن بوست" عن حسن حسن، المحلل المقيم فى دبى والذى شارك فى تأليف كتاب "داعش: داخل جيش الإرهاب"، أن القسوة الشديد لنظام صدام حسين البعثى، وحل الجيش العراقى بعد الغزو الأمريكى عام 2003، وما تلاه من ظهور حركات مسلحة وتهميش للعراقيين السنة من قبل الحكومة الشيعية، كل ذلك يتشابك مع صعود داعش. وأضاف أن الكثيرين يعتقدون أن داعش جماعة إرهابية، وهذا ليس مفيدا، صحيح إنها جماعة إرهابية لكنها أكثر من مجرد هذا، بل هى حركة تمرد عراقية وأصلها هو العراق.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة