يتحدث فينسج من كلامه شعرًا، ويتغزل فيفوق إحساسه بمعشوقته (جميل بثينة) ينافس شعبًا بأكمله فى حب معشوقته، عندما تنساب الكلمات من فمه كأنه يسحرك فتجد نفسك مجبرًا على الانتباه، فهو يتحدث من قلبه ليصل كلامه لقلبك فورًا وبلا تفلسف زائد عن الحد فيطبق المقولة الشهيرة "ما خرج من القلب يستقر فى القلب وما خرج من اللسان لا يتجاوز الآذان".
التقيته فى معترك رياضى رغم الشيب الذى ينتصر فى رأسه فهو رئيس الوفد الأردنى لسباقات الهجن إنه (الشيخ على بن محسن الاحيوات) ينطبق عليه المثل القائل (رجلٌ كألف والفٌ كأُف).
فلم يجول فى خاطرى فى يوم من الأيام، أن أجد شخصًا على وجه المعمورة ينافس الشعب المصرى فى حبه لوطنه، لأنه من المشهور عن الشعب المصرى أنه أكثر شعوب العالم ارتباطًا بتراب وطنه الغالى، ولكن أن تجد عاشقًا بمعنى الكلمة لمصر، وبهذا المستوى الراقى من الحب والتقدير فهذا شىءٌ عجاب.
يقول الشيخ "على"، إنكم لا تحبون مصر حبى لها فأنا أراها أكثر منكم وأعرف قدرها وقيمتها أكثر منكم، فأبادره لماذا؟ فيقول "هل شاهدت الرسام عندما يرسم لوحة جميلة فإن عليه أن يبتعد عنها قليلا ليكتشف جمالها وروعتها، وكذلك أنا أرى مصر من بعيد لوحة جميلة، بل أرى فيها الدنيا كلها لأنها أم الدنيا"، ثم يسترسل بقوله (يا أخى مصر هى صمام أمان الإسلام ودوله وأهله فالجميع ينظر إلى مصر باعتبارها قاطرة الأمة الإسلامية كلها فهى الهامة والقامة، وإذا أردت أن تتأكد راجع التاريخ جيدًا ثم اقرأ آراء العلماء إبان غزو التتار وقول معظمهم (لولا مصر لهلك الدين)، فمصر فى نظر المسلمون هى قبلة العلم والفقه.
ثم راجع تاريخ مصر الحديث وكيف دافعت عن قضايا الأمة العربية؟ وكيف أنها خاضت الحروب وفقدت فلذات الأكباد دفاعًا عن كرامة هذه الأمة؟ فهم خير أجناد الأرض ويكفى مصر أنها توصف بالمحروسة فهى محروسة بحفظ الله لها الذى ذكرها - سبحانه - فى كتابه العزيز فى مواقع عدة.
ولكننى اعتب عليكم شديد العتب، والكلام ما زال على لسان الشيخ على الاحيوات، وعتبى على الإعلام بشكل خاص لا سيما إعلام الفضائيات الذى يصور مصر ساحة حرب ولولا حبى لهذا الوطن ما غامرت بحضورى بعد مشاهدتى لقنوات مضللة تبث من خارج مصر، ويساعدها فى بث السموم ذاك الانفلات الإعلامى الحاصل فى مصر، فقد اعتقد البعض أنه إعلامى ففى استطاعته صنع أى شىء وقول كل ما يريد وهذا أمر منافى للحق، فالإعلام يشكل ضمير أمة، وهو الواجهة التى يراها الغير، فليس من المعقول أن يترك الإعلام بدون ضوابط، ولا أقصد من كلامى تكبيلى الإعلام بل إلزامه بتحمل مسئولية الكلمة التى قد تصنع الكثير، فكما أسلفت أننى أشاهد مصر من خارجها واعتصر ألما عندما اسمع أو أشاهد أى شىء يسىء لمصر وشعبها الطيب المضياف.
كم أنت راقى أيها الشيخ المحترم، ولكننى أطمئنك واطمئن كل محب لمصر قلب العروبة النابض، إننا وبعون الله وبفضله فقط كنا فى مرحلة صعبة من عمر هذا الوطن الغالى، ولكن مصر أن شاء الله عائدة لوضعها الطبيعى، فهى التى كانت وما زالت بلد الأمن والأمان كما وصفها رب الأرباب فى كتابه الكريم، فمصر تنهض الآن، (وإذا كان صدر هذا اليوم ولى ** فإن غدا لناظره قريب).
نهر النيل
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
مشهور
تحيه واحترام لكل عاشق لتراب بلدي
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد نوار
يلسم ....كلام زي الفل