بعد حادث اختطاف المدعى التركى..هل تعود الحركات اليسارية المسلحة للمشهد العالمى بعد إقصائها على يد الرأسمالية؟.."التيار الأحمر"انتفض ضد حكم أردوغان..واليسار السورى يقرر تأسيس فصائل مسلحة لمواجهة "داعش"

الأحد، 05 أبريل 2015 05:37 ص
بعد حادث اختطاف المدعى التركى..هل تعود الحركات اليسارية المسلحة للمشهد العالمى بعد إقصائها على يد الرأسمالية؟.."التيار الأحمر"انتفض ضد حكم أردوغان..واليسار السورى يقرر تأسيس فصائل مسلحة لمواجهة "داعش" رجب طيب أردوغان
كتبت سارة علام

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أثار حادث اختطاف المدعى التركى بعد مقتل طفل على يد الشرطة، التساؤلات حول عودة اليسار الثورى لممارسة عملياته المسلحة بعد اختفائه عن الأنظار لسنوات، خاصة بعد انهيار الاتحاد السوفيتى وسيطرة الأيدلوجية الرأسمالية على حكومات العالم.

جبهة التحرير الشعبية الثورية، هى حركة يسارية تأسست عام 1978 على يد دورسون كاراتاس، وهى مجموعة مقاتلة تتبنى الأيدلوجية الماركسية اللينينية الثورية، وتؤمن بالفعل الشيوعى المسلح، قالت إن ظلمًا وقع فى قضية مقتل الطفل علوان أحد ضحايا أحداث حديقة غيزى، الذى قتل على يد الشرطة.

عودة اليسار المسلح فى تركيا



حادثة مقتل المدعى الترك، كانت بمثابة إعلان لعودة اليسار المسلح لتنفيذ عملياته بعد سنوات من اختفائه من على الساحة السياسية عقب سيطرة الرأسمالية على العالم، ترتبط أيضًا بما أعلنه اليسار السورى فى الذكرى الثالثة للثورة السورية، حيث أعلن تيار اليسار الثورى فى سوريا، عن تشكيل فصائل تحرر الشعب إيمانًا منهم بدور الكفاح الشعبى المسلح دون التخلى عن التعبير السلمى.

وفى حوار نشره موقع الطلبة الثوريون، مع أعضاء من تنظيم اليسار الثورى السورى، قال قياديون فى التنظيم، إن فصائل تحرر الشعب، ساهمت فى تحرير مدينة كوبانى أو عين العرب مع قوات البشمركة الكردية من سيطرة داعش، بالإضافة إلى مشاركة أعضاء من التنظيم فى عمليات ضد جبهة النصرة وحركة داعش الإرهابية.

الظهور فى ليبيا



فى ليبيا أيضًا، ظهرت دعوات تناقلتها مدونات ومنتديات ليبية، بين مثقفين يساريين إلى ضرورة تشكيل تيارات ثورية يسارية مسلحة، تعمل على وقف تقدم قوات فجر ليبيا، والفصائل الإسلامية المسلحة على الأراضى الليبية، إلا أن نظام معمر القذافى الذى كان يصنف نفسه كنظام اشتراكى يسارى، تسبب فى أزمة لتلك التنظيمات لتنكيله بكل أطياف اليسار طوال فترة حكمه، وربما تشهد الأيام المقبلة الإعلان عن تشكيل فصائل ليبية مسلحة، سواء أكانت شعبية أو يسارية للمساهمة فى وقف تقدم الإسلاميين على الأراضى الليبية.

التحركات السابقة كلها، تدفع لطرح السؤال، هل يتسبب الإسلاميون فى عودة اليسار الثورى إلى المشهد بعد أن أزاحته الرأسمالية العالمية؟

رفعت السعيد: هذه الحركات أثبتت فشلها



الدكتور رفعت السعيد الرئيس السابق لحزب التجمع اليسارى، يؤكد أن القرن الماضى شهد عمليات عنف مشابهة مثل حركات الألوية الحمراء فى أيطاليا، وحركة أخرى فى ألمانيا نفذت أعمال اغتيالات وأعمال عنف، وظهرت هذه الحركات بعدما فقدت التنظيمات اليسارية ثقتها فى حركة الجماهير، ولم تجد إلا العنف وسيلة للتغيير، مشيرًا إلى أن هذه الحركات أثبتت فشلها وانزوت وتلاشت مع الوقت.

وعن جبهة التحرير الثورية التركية، قال السعيد لـ"اليوم السابع"، إنها حركة يسارية قديمة، مؤكدًا أن أعضاءها لم يقصدوا القتل فى عمليتهم الأخيرة، بل كانوا يبحثون عن تحقيق قضائى عاجل بعد مصرع أحدهم على يد الشرطة، وهى عملية إجرامية ولا تحل هذه المشكلة.

وأضاف السعيد: إذا كانوا يساريين حقًا لخرجوا فى مظاهرات واحتجوا وطالبوا الجماهير بالانضمام لهم، أما ظهور تنظيمات مشابهة فى المجتمع السورى يأتى رد فعل على فشل التيارات الليبرالية السورية فى دفع الجماهير للانضمام لها ولحركتها، وتركت الأمر لداعش والنصرة والتنظيمات الإرهابية، وتشكلت تنظيماتهم الآن فى محاولة للتعبير بقدر من الاحتجاج على الوضع الراهن.

تاريخ الحركات اليسارية الثورية فى أوروبا وأمريكا اللاتينية



ولعل البحث فى تاريخ الحركات اليسارية الثورية فى أوروبا وأمريكا اللاتينية يعطى فكرة عن أدوارها وطريقة تشكلها، هناك حركة الألوية الحمراء، الإيطالية التى ظهرت عام 1968 بعد أن احتج الطلبة والعمال على الفساد الحزبى، مما أدى إلى وقوع مذبحة بياتسا فونتانا التى دبرها اليمين الإيطالى ضد الطلاب والعمال اليساريين فى 12 ديسمبر 1969، وفى أعقاب تلك المذبحة بدأ اليسار الثورى تنظيم نفسه وإعدادها للصراع المسلح، حيث ظهرت منظمة أطلقت على نفسها اسم أكتوبر 1969، واتخذت لنفسها طريق المقاومة المسلحة، وضمت العديد من الشيوعيين، كما ظهرت منظمة الألوية الحمراء فى مواجهة الامبريالية العالمية التى تسعى للسيطرة الاقتصادية من خلال الشركات متعددة الجنسيات، والتفوق السياسى والعسكرى للولايات المتحدة الأمريكية، ووفقًا لذلك فإن إيطاليا تدرج ضمن الدول الامبريالية، ولذلك أعلنت المنظمة ضرورة الكفاح ضد نظام الحكم الإيطالى، ولتحقيق هذا الهدف أنشئ الحزب المسلح Partito Armat، واتسمت العمليات المسلحة للمنظمات اليسارية الثورية الإيطالية بالرمزية، حيث توجه أنشطتها ضد رموز النظام السياسى والاقتصادى، ولذلك تقترن كل عملية ثورية بإصدار إعلان تفصيلى عن الحادث وأسبابه.

وفى أمريكا اللاتينية، شهد عام 1964 تأسيس القوات المسلحة الثورية الكولومبية المعروفة باسم فارك كجناح عسكرى للحزب الشيوعى الكولومبى وكحركة عسكرية تعتمد حرب العصابات كاستراتيجية له.

وقدمت الحركة نفسها باعتبارها سياسية عسكرية ماركسية يقودها مانويل مورلاندو وستة آخرين من بينهم راؤل رييس المغتال فى أول مارس 2008، وتقول الحركة إنها من المدافعين عن الفقراء فى الريف الكولمبى ضد الطبقات الأكثر ثراءً وتحارب النفوذ الأمريكى فى كولمبيا، والشركات متعددة الجنسيات وخصخصة الموارد الطبيعية، وذلك من أجل التمهيد لثورة يسارية مسلحة.

تمويل العمليات من الاختطاف والابتزاز وتجارة المخدرات



واستخدمت الحركة عمليات الاختطاف والابتزاز وتجارة المخدرات كمصدر لتميول عملياتها العسكرية، وقالت الحركة إنها مستعدة للحوار مع الحكومة الكولومبية من أجل إنهاء الأزمة فى البلاد، ولكن تحت شروط معينة؛ منها تحديد مكان وإطلاق سراح كل أعضاء الحركة المعتقلين، وطبقًا لنظام فارك فإن أى فرد فوق الـ11 عامًا مؤهل لحمل السلاح والقتال، كل هذه الأعمال ليست بأى حال جزءًا من الأهداف الثورية للحركة، ويعتبر حوالى من 20 إلى 30% من مقاتلى الحركة هم من الأطفال تحت سن الـ18 عامًا.

جبهة التحرير الشعبية الثورية التركية



تأسس حزب "جبهة التحرير الشعبية الثورية" عام 1978 تحت اسم اليسار الثورى، قبل أن تعاد تسميته عام 1994 ويعتنق عقيدة معادية للولايات المتحدة والغرب والمؤسسة التركية الحاكمة.

تشكلت الجبهة من قبل مجموعة مقاتلة تتبنى الأيدلوجية الماركسية اللينينية الثورية، وتسترشد بفكر "ماركس" و"إنجلز" و"لينين" و"ستالين" و"ماوتسى تونغ" و"جيفارا"، وقادة الفعل الشيوعى المسلح، تسمى "دورسون كاراتاس".

اختطفت المدعى العام التركى للمطالبة بتحقيق قضائى عاجل، عقب مصرع الطفل علوان على يد قوات الشرطة.

منظمة الألوية الحمراء الإيطالية



نفذت عملية اختطاف رئيس الوزراء الإيطالى "ألدو مورو"، واغتياله فى ظروف درامية هذا الطرح بقوة، ففى الثامن من شهر مارس من عام 1978م عمدت منظمة «الألوية الحمراء» إلى اختطاف مورو زعيم حزب «الديمقراطية المسيحية»، بينما كان متوجهاً إلى مقر البرلمان الإيطالى للمشاركة فى نقاش يسمح له بالحصول على ثقة البرلمانيين لتشكيل حكومة مع الحزب الشيوعى الإيطالى "التحريفى"، فى إطار ما سمى آنذاك «الحل الوسط التاريخى»، مما أثار حفيظة المنظمة الثورية، والتى استطاعت بسهولة اختطاف ألدو مورو فى وضح النهار فى قلب العاصمة الإيطالية، وقتل حراسه الخمسة.

حركة الفارك الكولومبية



استولى مقاتلو الحركة عام 1998 على بلدة ميتو، التى تقول الحكومة الكولومبية، إن 30 من قوات الأمن قتلوا فيها واختطف 61 آخرون وبعضهم ظلوا مختطفين لأكثر من 12 عامًا.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة