المؤكد أن السياسة ليس بها ثوابت إلا واحدا فقط، وهو مصلحة كل دولة، وهو ما نراه يتحقق حاليا على أرض الواقع، فعقب ثورة 30 يونيو حدث تقارب كبير بين مصر وروسيا والصين، فى مقابل تباعد بين القاهرة وواشنطن، على خلفية الموقف المتردد من الإدارة الأمريكية تجاه الثورة وتفضيلها لفكرة التعامل مع الإخوان المسلمين، وبعد هذا التغيير الذى طرأ على سياسة مصر الخارجية تبارى الجميع فى الحديث عن فكرة تبديل المحاور، وأن مصر استبدلت الولايات المتحدة بالحليف الروسى.
وزاد من هذه الوجهة الاستقبال التاريخى الذى لاقاه الرئيس عبدالفتاح السيسى حينما زار موسكو، وهو ما ردت عليه القاهرة حينما زارها بوتين، وهو الأمر الذى ظهر حينما زار السيسى العاصمة الصينية بكين، وكان من المتوقع أن يحدث حينما يزور الرئيس الصينى مصر منتصف هذا الشهر.
فجأة تبدلت المواقع خاصة بعد سيطرة الحوثيين على اليمن وتهديدهم للأمن القومى العربى عامة، والسعودى خاصة، وهو ما استدعى تدخل قوات التحالف العربية فى اليمن تحت عملية «عاصفة الحزم» التى تهدف إلى إعادة الشرعية الدستورية لليمن الممثلة فى الرئيس عبدربه منصور هادى، وهنا حدث امتعاض روسى صينى من هذه العملية التى تقودها السعودية بمشاركة مصر وعدد آخر من الدول العربية والإقليمية.
هذا الامتعاض ظهر من الرفض الروسى للعملية ودعوتهم إلى إيقافها والعمل على العودة للحلول السياسية، كما أن الصين أجلت جولة رئيسها للمنطقة التى كانت ستشمل مصر والسعودية التى كان مقررا لها منتصف هذا الشهر، بما يشير إلى أن خلافا جذريا بين القاهرة وموسكو وبكين حول طريقة التعامل مع الملف اليمنى، يقابله تقارب كبير فى الرؤى حول ذات الملف بين القاهرة وواشنطن، بما يؤكد أن لعبة المحاور ليست موجودة وأن الموجود فقط هو المصلحة العامة.
والغريب أنه وسط هذا التوتر الحادث بين مصر وروسيا والصين حول الملف اليمنى، دخلت الولايات المتحدة على الخط بإبداء تفهمها لعملية عاصفة الحزم، بل تأييدها لأى عمل من شأنه إعادة الشرعية الدستورية فى اليمن، بل إن واشنطن زادت على ذلك بأن قررت رفع الحظر عن توريد الأسلحة لمصر، بما فيها طائرات «إف 16»، فضلاً عن الاستمرار فى تقديم مساعدات عسكرية لمصر بمبلغ 1.3 مليار دولار سنويا وتوريد 20 صاروخا مضادا للسفن من طراز «هاربون»، إلى جانب معدات لدبابات «إم1 أبرامز».
عدد الردود 0
بواسطة:
ماهر
ولو