محمد حمادى يكتب: القوة العربية هى الحل

الجمعة، 03 أبريل 2015 12:09 م
محمد حمادى يكتب: القوة العربية هى الحل عاصفة الحزم - أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
سعدت عندما رأيت أن الدول العربية استعادت مرة أخرى صحوتها، التى غابت عن الساحة عقودا منذ حرب أكتوبر 73، وأدركت فى ساعات قليلة أن الخطر قادم على الأمة لا محالة، وأن التحرك الفورى والسريع واستعادة اللحمة العربية وردع القوى الاستعمارية والمتسلقة بات هو الحل الوحيد لإنقاذ الوطن العربى من مخطط التقسيم والتفتيت.

تتفق معى أو تختلف فى استراتيجية ضربة "عاصفة الحزم" فى اليمن، ولكن لا نختلف على أساس فكرة العروبة والقومية العربية أن يتحد قادة العرب مرة أخرى ويتشاركوا فى الحفاظ على الأمن القومى العربى، من هيمنة وبسط قوى إيران فى المنطقة العربيةـــ والسؤال هل يمكن أن نجد هذا التحالف العربى موجودا لحل الأزمات والمخاطر الحقيقية، التى تواجه الوطن العربى؟!

الإجابة هى نعم.. وسأذكر هذا بالتفصيل ـــــ فقد قرأت دراسة صادرة من المركز الإقليمى للدراسات الاستراتيجية أعدها الباحث أحمد كامل بحيرى تقول:

أن التهديدات الأمنية التى تواجه المنطقة العربية فى مرحلة ما بعد الحراك الثورى دفعت إلى البحث عن صيغة جديدة للتعاون من أجل مجابهة مخاطر انتشار التنظيمات الإرهابية، فضلا عن إمكانية تحول بعض الدول العربية إلى "دول فاشلة" بسبب الصراعات المسلحة الداخلية، وما تنطوى عليه من مخاطر تهدد الأمن القومى العربى، فجاءت دعوة الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى إلى إنشاء قوة عربية عسكرية مشتركة، فى محاولة لخلق أدوات جديدة للعمل العربى العسكرى المشترك للتغلب على التحديات، التى تواجه أمن الدول العربية.

وأضافت الدراسة فرضت العمليات العسكرية، التى وجهتها قوات التحالف العشرة بقيادة المملكة العربية السعودية ضد الحوثيين، فى اليمن نفسها على القمة العربية فى شرم الشيخ، وكانت دافعًا للكثير من الدول العربية، وخصوصا مصر للمطالبة بضرورة تفعيل اتفاقية الدفاع العربى المشترك وتشكيل قوة عربية مشتركة، وهو ما دفع وزراء الخارجية العرب خلال الاجتماع التحضيرى للقمة العربية لتبنى مشروع القرار الخاص بضرورة تشكيل قوة عربية مشتركة لمواجهة تهديدات الأمن القومى العربى.

ولكن كانت هناك وجهات نظر متباينة حول مضمون التصور الخاص بإنشاء قوة عسكرية عربية مشتركة، ما دفع اجتماع القمة العربية بإرجاء الإقرار لحين عقد اجتماع رؤساء هيئات أركان حرب للدول العربية الشهر القادم للتنسيق حول مضمون التصور بجانب إتاحة الفرصة لمزيد من المناقشات للأبعاد المختلفة ليس من الناحية العسكرية فقط، ولكن لمهام تلك القوة ومسارات تحركها فى الملفات الأمنية المختلفة بالمنطقة، على نحو يشير إلى أن هناك قضايا أو بالأحرى أسئلة معلقة، يقتضى الإجابة عنها لتحديد المسار، الذى سوف تتخذه تلك القوات .

ويمثل تشكيل قوة عربية مشتركة ضرورة ملحة فى ضوء التهديدات التى تمر بها المنطقة العربية، بما يفرض على الدول العربية ضرورة العمل من أجل إنجاحها، والتغلب على التحديات، التى تواجه تشكيلها من خلال وضع معايير واضحة لاستخدام القوة العربية المشتركة، وتحديد أهدافها بشكل واضح، والاتفاق على أوجه ثابتة لتمويلها حتى تؤدى مهامها بفاعلية ولا تتعثر مستقبلا، مع مراعاة مبدأ عدم تدخل إحدى الدول الأعضاء فى الشؤون الداخلية لدولة عضو أخرى، وتدعيم أسس الديمقراطية والحكم الرشيد وسيادة القانون وحماية حقوق الإنسان، واحترام القانون الدولى الإنسانى فى إطار جهود الوقاية من النزاعات ومنعها وإدارتها وتسويتها.

كما لا ينبغى أن يقتصر دور القوة المقترحة على التدخلات العسكرية وحسب، بل يجب أن يصاحبها دعم جهود إعادة الإعمار فى فترة ما بعد النزاعات لتعزيز السلام والحيلولة دون تجدد النزاعات، بجانب تنسيق الجهود الرامية إلى مكافحة الإرهاب الدولى بكافة أشكاله وجوانبه، إلى جانب تعزيز القدرات العربية فى مجال العمل الوقائى من خلال إعداد نظام للإنذار المبكر لرصد العوامل المؤدية للنزاعات. كما، تبرز أهمية التنسيق مع الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولى فى تشكيل القوة العربية المشتركة من أجل اكتساب الغطاء الأممى وفقا لقواعد القانون الدولى ومواثيق الأمم المتحدة، لتجنب اعتراض القوى الدولية والإقليمية على إنشائها.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة