تعذيب وانتهاكات جسدية داخل دور الأيتام
التقت "اليوم السابع" بمجموعة من الأطفال الأيتام الذين سردوا كواليس الاعتداءات والانتهاكات التى يتعرضون لها فى غياب اجهزة الرقابة وعدم الاهتمام بهم إلا فى ذكرى يوم اليتيم، حيث قال "على.ح" أحد رواد دار أيتام بمدينة السادس من أكتوبر، نتعرض لانتهاكات جسدية بصفة مستمرة، فضلاً عن عمليات التعذيب التى نتعرض لها وسط غياب المسئولين، حيث كان مشرفوا الدار يكلفوننا بحمل "الرمال" من أحد الجبال والسير بها مسافات بعيدة وصولا للدار بصفة يومية، فضلاَ عن عدم وجود وجبات غذائية والاستيلاء على متخصصاتنا من الأراضى والأموال وجمع التبرعات بأسماء الأيتام والسطو عليها.
وتابع "على.ح"، وسط هذه الظروف الصعبة نتعرض لنظرات قاسية من المجتمع الذى ينظر إلينا كأبناء خطيئة، فقد سلمونى إلى الدار وأنا ابن أربع سنوات بعدما عثروا على أمام مستشفى بالبساتين، وحتى هذه اللحظات لا أعرف أبا أو أما، وحرمت من كل شىء حتى شفقة المجتمع، وصولا إلى عمليات التعذيب داخل الدار وعدم الاهتمام بنا إلا فى يوم اليتيم وتجاهلنا على مدار العام.
طفل يفقد بصره فى دار أيتام
وقال "محمد.أ" أحد رواد دور الأيتام، اندلعت مشاجرة بين اثنين من الأطفال داخل دار الأيتام وتدخل الأطفال لفضها، خاصة أن كل شخص فى دار الأيتام يعتبر الطفل الآخر شقيقه، فلا أحد ينادى زميله بالدار باسمه وإنما يقول له "يا أخويا"، حيث وجدنا أنفسنا داخل هذه الدور ولا نعرف لنا أقرباء يترددون علينا لزيارتنا، فحاولنا تكوين أسرة فيما بيننا، واعتبر كل واحد فينا زميله بمثابة أخيه.
بعد أن نجح الأطفال فى فض المشاجرة التى اندلعت بين الاثنين، حضر بعض المشرفين وانهال بالضرب على الاثنين بـ"لوح خشبى" حتى أصيب "عمرو.م" فى عينه بسبب الضرب العنيف من المشرف على وجهه، وتبين أنه فقد البصر بعدما رفض المسئولون عرضه على طبيب أو الذهاب به إلى المستشفى خوفا من المساءلة القانونية.
وأضاف "محمد"، لم تكن هذه الواقعة هى الوحيدة التى تشهدها دور الأيتام فهناك العديد من الوقائع الأخرى لو كلفنا القلم بسردها لتعب ومل وما استطاع، فنحن نعيش فى مكان أشبه بـ"سجن أبو غريب"، نتعرض للتعذيب والسحل والضرب والسباب بالأب والأم، الجميع ينظر إلينا على أننا أبناء خطيئة أو مجهولى النسب ويتعاملون معنا على هذا الأساس.
فالمشرفون استبدلوا قلوبهم بأحجار قاسية لا تعرف الرحمة أو الشفقة، فاستولوا على المخصصات المالية التى تأتى إلينا، فكثير من الأطفال داخل دور الأيتام يعانون من فكرة الاستيلاء على دفاتر التوفير لصالح الوصى، بالإضافة إلى استيلاء المسئولين على الوحدات السكنية التى تم تخصيصها لنا والتى تخطت الـ70 شقة، حتى نعيش فيها بعد الخروج من الدار، ومع عمليات النصب والسرقات التى نتعرض لها من قبل المشرفين أصبحنا نرفض الخروج من الدور بعد اكتمال السن القانونية فقد استولوا على الأموال والسكن فأين نذهب نحن بعد ذلك.
المجتمع يهتم بالأيتام فى يوم اليتيم ويتجاهلهم طول العام
وقال "سمير.ف" 16 سنة، فى ظل الحوادث المتكررة التى تحدث داخل دور الأيتام والإهمال الشديد الذى نعانى منه، لا نرى أحدا من المسئولين يتردد على المكان لسماع الشكوى، الامر الذى جعلنا نذهب عدة مرات إلى وزارة التضامن للقاء المسئولين هناك دون فائدة، فلم نجد سبيلا سوى تحرير عدة محاضر بأقسام الشرطة ضد المشرفين تارة، والاعتصام بالدور تارة أخرى لعل أحدا يسمع صوتنا.
وتابع "سمير" تتحول دور الايتام إلى قصر عندما يأتى وفد إعلامى أو حقوقى كل عام فى يوم اليتيم لزيارتنا، حيث يسعى المشرفون بالخروج بمظهر طيب يخالف الواقع أمام الرأى العام، فى حين أن الواقع أمر مرير ملىء بالضرب والتعذيب لا نعرف فيه إلا الدموع والألم، وكأن القدر شاء أن نفقد الأبوين والرحمة والشفقة من قلوب الناس.
موضوعات متعلقة:
- غداً.. مركز الطفل للحضارة والإبداع يحتفى بيوم اليتيم
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة