شكوى السوريين فى مصر

تلقيت اتصالًا هاتفيًا من مواطن سورى اضطرته ظروف الأحداث فى سوريا إلى المجىء لمصر والعيش فى الإسكندرية، قال إنه يتصل بى بعد أن قرأ لى مقالاتى الأخيرة عن سوريا، فاطمأن إلى أننى سأنقل شكواه التى هى شكوى كل السوريين المقيمين فى مصر، وعددهم حسب تقديره 137 ألفًا، بعد أن كانوا 350 ألفًا، ويقول إن العدد الحالى قليل بالمقارنة بأعداد السوريين فى تركيا والأردن.

شكوى محدثى تتمثل فى العمل بقرار حكومة الدكتور حازم الببلاوى بعدم منح إقامات لسوريين يرغبون فى المجىء إلى مصر، وقال إن هناك أسرًا مشتتة فى أكثر من مكان، بعضها فى مصر، وبعضها فى أماكن أخرى، وترغب فى لم شملها هنا فى مصر، لكن قرار المنع يقف حائلًا أمام ذلك، وضرب الرجل مثلًا بنفسه، قائلًا إنه استطاع المجىء إلى الإسكندرية بمفرده وترك زوجته وابنتيه فى سوريا على أمل أن يلحقن به بعد ترتيب أوضاعه هنا، لكنه فشل فى ذلك، ويقول: «كل أسبوعين أذهب إلى مجمع التحرير وأقدم طلبات، ولا جديد فى شىء، وأنا سمعت أنه مطلوب موافقات أمنية لا أعرف من أين تأتى، ولا يعرف غيرى».

يقول محدثى: الأهم من عقد مؤتمر المانحين هو البحث فى الأوضاع المعيشية للسوريين، وإلغاء القرار الذى يمنعنا من لم شمل أسرنا، وأعرف أنه بعد 30 يونيو خرج حوالى 85 سوريًا فى مظاهرات مع جماعة الإخوان، وتم القبض عليهم، وراح مئات الآلاف ضحايا لهذا التصرف، ونحن كسوريين نحترم إرادة الشعب المصرى واختياراته، ونتعامل مع مصر على أنها بلدنا الثانى، والروابط التى تجمعنا أكبر بكثير من أى قرارات.

يضيف محدثى: أنا عمرى 68 عامًا، وكان لعائلتى دور فى المقاومة الشعبية للسوريين المساندة لمصر فى أثناء العدوان الثلاثى عليها «إنجلترا، فرنسا، إسرائيل» عام 1956، ولم يدخر الشعب السورى جهده فى مساندة مصر وقتها، ووقت انفصال سوريا عن مصر عام 1961، والقضاء على الوحدة التى جمعت البلدين عام 1958 لم يمنع جمال عبدالناصر دخول السوريين إلى مصر، ووقتها جاء سوريون للعيش هنا والزواج، وسافر مصريون للعيش فى سوريا، وبهذا الوضع أصبحت هناك امتدادات عائلية فى البلدين.

يختتم محدثى شكواه قائلًا: بالطبع هناك مخاوف نحترمها من تسلل الإرهابيين، لكن نناشد الأمن أن يتعامل مع كل حالة على حدة.