رمضان جاب الله يكتب: جروب لكل مدينة

وسائل التواصل الإلكترونى رغم أنها تشغل الإنسان عن مجتمعه وتجعله يقضى وقته محملقا فى شاشة هاتفه أو حاسوبه، إلا أنها أيضا تكون مفيدة فى بعض الأحيان، والجروبات الموجودة على فيسبوك تأتى بخير فى أوقات كثيرة، ومنها نموذج جروبات كونها سكان القاهرة الجديدة وأهمها جروب ائتلاف سكان التجمع الخامس، وهو نجاح لفكرة التواصل الاجتماعى الهادف والمحترم لسكان المنطقة الواحدة، وحادثة إنقاذ حمار مصاب ملقى على الطريق نتاج التواصل على الطريق لم تكن الأولى ولا الأخيرة فالجيران يتواصلون فى كل شىء يجرى على أرضهم، فتارة ينشر أحدهم يطلب اسم مطعم وآخر يسأل عن طبيب وآخر يسأل لما الزحام فى شارع ما، وكل الأسئلة تجد إجابات كثيرة ووافية، ومن تعطل سيارته يكتب للجروب وتأتيه النجدة من الجيران وتسأل أخرى ما رأيكم فى هدية لزوجى ويسأل آخر عن أماكن لتعلم اللغات، هذا فضلا عن الجروبات الرياضية والثقافية التى تقدم فعاليات ثقافية ورياضية جميلة تخدم المجتمع وتنمى التواصل بين أفراده، وأيضا التواصل مع جهاز المدينة لتوصيل الشكاوى والطلبات فضلا عن اهتمامهم بمنطقتهم كخدمات وحرصهم على مخاطبة الجهات المختصة بإيجابية تسهل الكثير عليهم حياتهم العامة، فى مجالات كثيرة كإصلاح مطبات الشوارع وترميمها وكمتابعة تلفيات المياه والكهرباء والصيانة الدورية، وكل الخدمات المفيدة لهم، وقد كان شيئا رائعا أن ينقذ طفل من سكان التجمع فقده أهله فأعلنوا على الجروب فاستنفرت الجيران على أقدامهم وبالسيارات يبحثون فى محيط منزله حتى وجدوه وعاد بسلام لأهله وسط الدعوات ودموع الفرحة على الإنترنت وفى أرض التجمع.

هذه تجربة ناجحة جدا للتواصل بين سكان التجمع الخامس وأعتقد أن سر نجاحها هو حرص المديرين لهذه المجموعة على قواعد عامة قد حفظت مجال الحوار بعيدا عن التعصب، وأهمها البعد عن الكلام فى الدين والسياسة، فشكرا لهؤلاء الذين بدأوا التجربة ونتمنى أن تتكرر فى كل أحياء ومناطق مصر، أن يتواصل الجيران لمصلحة منطقتهم الصغيرة وتكون هذه المجموعات بذرة للتواصل بين كل المجموعات لخير مصر كلها.