الشهيد محمود طه على
وردد الآلاف من الأهالى أثناء تشييع جنازة الشهيد محمود طه على بالمسجد الكبير بقرية بلفيا التابعة لمركز بنى سويف مرددين هتافات "لا إله إلا الله الإخوان أعداء الله , لا إله إلا الله الشهيد حبيب الله.. الشعب يريد إعدام الإخوان" فى انتظار نظرة الوداع لابنهم البار صاحب الـ21 عاماً.
هبة أخت الشهيد محمود
وعقب صلاة الجنازة خرج الآلاف من الأهالى فى جنازة مهيبة رافعين صور الشهيد ولافتات تطالب بالقصاص من الإخوان، ومكبرات صوت تطالب إخوان القرية بعدم المشاركة فى الجنازة وإلا سيقتلون.
وبثبات كبير يخفى خلفه ألما رهيبا تحدثت هبة أخت الشهيد وهى تصرخ فى كل سيدة تحاول البكاء على الشهيد قائلة "محدش يصوت على أخويا، كل يزغرد النهاردة يوم فرحة، النهاردة هيتزف على حوريات الجنة"، مضيفة "محمود كان حنين أوى على، كان بيقولى امشى فى الشارع ومتخفيش من حد , مش عشان إحنا بلطجية، لا ده عشان أنا بخاف على كل بنات بلدى".
وأشارت أخت الشهيد إلى أن أخيها كان يتبقى له شهران اثنان ويخرج من الجيش، وكان ينتظر خروجه ليتمم زواج أخيه الأكبر محمد.
أما والدة الشهيد فكانت تجلس فى المسجد المخصص للسيدات فى الدور الثانى بالمسجد الكبير، كانت جالسة على كرسى وترتدى جلبابا أزرق رافضة ارتداء السواد، وهى تصبرّ كل من كان يجلس معها قائلة "محدش يعيط ولا يصوت، كله ينادينى بأم الشهيد".
أقرباء محمود قبل صلاة الجمعة
وأضافت والدة الشهيد، "يا ابنى أنا محظوظة إن دلوقتى بقيت مميزة عن بقية أهالى القرية، أنا اللى الناس هتشاور علىّ فى الشارع وتقول أم الشهيد اهى".
وقال محمد قرنى ابن عم الشهيد إنه أصيب مرتين قبل ذلك فى عمليات إرهابية، منها فى رمضان الماضى، حيث أصيب فى يديه، وأصيب بإعاقة فى أصبعه، إلا إنه رفض الهروب من الجيش وفضّل الاستمرار فى خدمة الوطن.
وفجر ربيع على، عم الشهيد، مفاجأة كبيرة عندما تحدث عن المعاناة التى وجدوها فى العثور على جثمان نجلهم، حيث إنهم لم يتم إبلاغهم باستشهاد ابنهم سوى من خلال اتصال تليفونى من أحد زملائه، ولم يتم إبلاغنا رسميا، قائلا، توجهنا نحو مطار ألماظة ولم نجده فرجعنا مرة أخرى إلى القرية، ولم يتم إبلاغنا سوى صباح اليوم بأن الشهيد موجود بقاعدة دنديل الجوية.
شهيد قمن العروس
كما شيع المئات من أهالى قرية قمن العروس، التابعة لمركز الواسطى شمال محافظة بنى سويف، جنازة الشهيد مجند محمد صابر جمعة على، 21 سنة، والذى راح ضحية هجوم إرهابى على أكمنة متفرقة بالطريق الدولى رفح العريش، بحضور العقيد محمد إبراهيم المستشار العسكرى بمحافظة بنى سويف، وبدوى النويشى، رئيس مجلس مدينة ومركز الواسطى، إلى مثواه الأخير بمقابر العائلة بقرية ابويط، وسط صرخات وعويل النساء، وتكبيرات رجال القرية.
صلاة الجنازة
ويقول فتحى حامد علام، مدير مدرسة القرية، وأحد مدرسى الشهيد، أثناء دراسته قائلا "شاب بيؤدى واجبه بيدافع عن بلده وعن شعبه مسلمين وأقباط، ذنبه إيه يموت وفى دين مين اللى بيحصل ده، الشهيد كان سندا لأبيه اللى كان مستنيه ينهى فترة تجنيده بفارغ الصبر عشان يساعده فى تحمل مصاريف البيت وجواز إخواته البنات، أبوه راجل على باب الله، شغال سواق باليومية على سيارة، حرام ده ولا حلال اللى اتعمل فيه هوا واللى زيّه من الشباب دا، كلنا مع الرئيس السيسى ضد الإرهاب، ومستعدين للتضحية بأرواحنا وحياتنا من أجل الوطن.
أقرباء الشهيد يتلون القرآن بجوار جثمانه داخل المسجد
ويقول صابر جمعة، والذى بدا متماسكا، الحمد لله ابنى شهيد عن الله راح ضحية الإرهاب، حسبى الله ونعم الوكيل فى كل إرهابى موّت ابنى أو وجه سلاحه ناحيته، ابنى حاصل على دبلوم تجارة ،وكان يقضى مدة الخدمة كمجند، ولم يتبق على انتهاء مدة خدمته سوى ستة أشهر وتلقيت اتصالا هاتفيا من أحد زملائه بوفاته، ومعايا 2 تانى من الذكور غيره مستعد أقدمهما للجيش تانى ليأخذا حقه وحق زملائه ومش كتير على البلد التضحية بأولادنا.
شباب القرية يرفعون شعارات ضد الإخوان
ويضيف الحاج حمودة حسن جمعة، عم الشهيد، حال أسرة الشهيد ضعيف ومحتاجين اللى يساعدهم والشهيد كان عائلا لهم، وأبوه كان مستنى خروجه بفارغ الصبر عشان يساعده، أبوه عنده يوم شغل و10 لا ولا يمتلك قطعة أرض ومفيش غير المنزل اللى عايشين فيه، وعنده أربعة أبناء غيره، بنتين على وش جواز وولدين، أنا مش عارف هوا هيجهز بنته الكبيرة ميرفت إزاى، ربنا يعينه ويقدرنا على مساعدتهم جميعا.
يذكر أن إرهابيين، نفذوا فجر الخميس، هجومًا مسلحًا على 5 كمائن أمنية، اثنان منهما بمدينة الشيخ زويد و3 برفح، فى توقيت متزامن، ما أسفر عن استشهاد 18 مجندا وإصابة 34 آخرين بينهم مدنيون، حسب تصريحات وكيل الصحة بشمال سيناء.
الآلاف يشيعون جثمان شهيد الجيش
نساء القرية فى جنازة الشهيد محمود