"اليوم السابع" التقى الدكتورة سعاد الخولى، نائب محافظ الإسكندرية، فى حوار يفتح ملفات المحافظة الشائكة، وترد على الاتهامات التى وجهت لها والأزمات التى واجهتها منذ توليها المنصب.
وإلى نص الحوار..
أنتِ أول سيدة تشغل منصب نائب محافظ بالإسكندرية.. ما تقييمك لتلك التجربة؟
التجربة جاءت متأخرة، وكان يجب أن تطبق من فترة طويلة، منذ تأسيس المركز القومى للمرأة والتحام ومشاركة المرأة للحياة السياسية، فضلا عن أن المرأة شغلت منصب قاض ووزيرة ومناصب قيادية عليا بالدولة، فلماذا لا تشغل منصب نائب محافظ، خاصة أن لها نتائج إيجابية فى كل منصب تشغله.
الدكتورة سعاد الخولى مع مراسلة اليوم السابع
هل هناك خلاف بينك وبين المحافظ على صلاحياتك كنائب؟
ليس هناك خلاف، بل على العكس، المحافظ فوضنى من أول يوم بجميع الصلاحيات، حيث إنه جاء فى مهمة معينة للتنمية الاستثمارية بالمحافظة، والعمل على المشروعات التنموية، وعلى هذا الأساس تم تفويضى لتولى الملف الخدمى بالمحافظة بأكمله من هيئات ومديريات وأحياء والملف الخدمى (من صرف صحى وكهرباء وقمامة ومياه وخلافة).هل معنى هذا أن هانى المسيرى محافظ الإسكندرية تفرغ لملف المشروعات الاستثمارية؟
لا نستطيع قول ذلك، بل تم تقسيم العمل حتى يمكن العمل فى الملفين، ملف التنمية الاستثمارية، وإصلاح للبنية التحتية والخدمية بالتوازى، من خلال استغلال منصب محافظ ونائب محافظ لتوزيع المهام بيننا، وكل ما أقوم به يتم عرضه على المحافظ فى النهاية، بالإضافة إلى أن نائب المحافظ هو بمثابة محافظ، وأنا أديت اليمين أمام رئيس الجمهورية، وتكليفات رئيس الجمهورية واضحة لكل منا، وصلاحياتى ناتجة عن طبيعة دورى المكلفة به من رئيس الجمهورية.هل تقدمتى بشكوى رسمية ضد زوجة المحافظ لحضور اجتماع رسمى داخل المحافظة؟
أثناء حضور زوجة المحافظ فى الاجتماع الخاص بوزيرة التطوير الحضرى والعشوائيات، لم أكن أعرف أن السيدة التى تجلس بجوار المحافظ هى زوجته، وفور انتهاء الاجتماع تعرفت عليها خارجا وتبادلنا أطراف الحديث ولم أبدى استيائى على حضورها، فالمحافظ حر، وهى حرة، ومن يعترض يتقدم بالاعتراض. الدكتورة سعاد الخولى نائب محافظ الإسكندرية
ألم تشعرى بأن يتسبب حضور زوجة المحافظ فى تهميش لدورك والقيام بمهامك الوظيفية مثل تفقد قصر ثقافة الشاطبى؟
أنا حضرت الاجتماع بصفتى نائب محافظ، وزوجة المحافظ لم تقل لى أنا مكانك حتى يثير هذا استيائى، ولا يعنينى من حضر الاجتماع، الشىء الوحيد الذى يجعلنى أشعر بالاستياء هو أخذ دورى أو مكانى كنائب محافظ وهو ما لم يحدث. الدكتورة سعاد الخولى تتحدث لـ"اليوم السابع"
ولا أحد يستطيع أن يهمش دورى كنائب محافظ بقوة القانون وبقرار رئيس جمهورية وبنفس درجة المحافظ، وزوجة المحافظ الدكتورة أميرة أبو طالب لها اهتمامات خاصة بالنظافة والبيئة ووجودها فى أى اجتماع لا يؤثر على دورى كنائب محافظ.
سعاد الخولى أثناء الحوار
واهتماماتها فى حضور مثل تلك اللقاءات حرية شخصية لا ترجع لى، وأنا لا أؤيد ولا أعارض حضور زوجة المحافظ فى الاجتماعات، الموضوع لا يعنينى تماما.
ماذا عن أزمة تجديد الاستراحة الخاصة بك.. والإقامة فى فندق 5 نجوم على نفقة المحافظة؟
لو كانت إدارة العلاقات العامة حجزت لى فى فندق نجمة واحدة كنت وافقت، كل ما أريده حجرة واحدة بملحقاتها أعيش بها حياة آدمية كالتى كنت أحياها فى منزلى وعلى مستوى مركزى الوظيفى كنائب محافظ على درجة وزير، لا أحد يقبل أن آتى من منزلى بحى المعادى لأعيش فى مكان مهجور من 7 سنوات تعشش فيه الطيور والفئران والحشرات.وما حدث أنى فور قدومى إلى الإسكندرية فى أول يوم لتولى مهام منصبى وعقب يوم عمل شاق، توجهت إلى مبنى الاستراحة الخاصة بنائب المحافظ بمنطقة سموحة فوجدتها لا تصلح للإقامة، أيلة للسقوط وتسكن بها الفئران والحشرات، بالإضافة إلى سوء حال دورات المياه وفوجئت أنها غير مجهزة لاستقبالى، فطلبت التوجه إلى فندق لحين الانتهاء من تجهيز الاستراحة، وإدارة العلاقات العامة هى من تولت حجز الفندق والإقامة وإعادة ترميم الاستراحة ودهانها لكى تصلح للإقامة.
مراسلة اليوم السابع مع نائب محافظ الإسكندرية
وما تردد عن تكلفة تجديد الاستراحة الخاصة بى أو بالمحافظ مُبالغ فيه بشكل يثير الدهشة، وإذا كانت التجديدات تكلفت بالفعل 12 مليون جنيه كما يتردد، كان من الأولى بى أن أشترى قصرا جديدا.
وما أثير عن شراء ملابس لى على نفقة المحافظة غير منطقى، ليس معنى أنى أرتدى كل يوم طقم جديد أنها على نفقة المحافظة، وإذا قررت المحافظة عمل "زى موحد" سأرتديه.
بما أنه تم تفويضك بالملف الخدمى.. ماذا عن المبانى المخالفة وتنمية العشوائيات؟
ملف مهم جدا، وتم عمل حصر لجميع المبانى الصادرة لها قرارات إزالة، خاصة التى تمثل خطورة داهمة على السكان، وبدأنا نعمل فى هذا الملف، ولكن كل الملفات الخدمية مفتوحة بالتوازى، وكان التركيز فى البداية على إنقاذ الإسكندرية بعد أن غرقت فى تلال القمامة، ويتم حاليا العمل بشكل مستمر بالتنسيق مع قوات الأمن فى هدم العقارات المخالفة بالتوازى مع القمامة، خاصة بعد أن نجحت فى استجلاب "الجاك هامر" للمحافظة لأول مرة لسرعة الإنجاز فى هدم العقارات بعد أن لمست فاعليته أثناء عملى مع محافظ القاهرة، وذلك بالتنسيق مع هانى المسيرى، بعد أن كان يتم هدم العقار فى 5 أشهر، بما يمثل ردعا فوريا للمقاولين المخالفين، وأطالب أى مواطن بمراجعة الموقف القانونى لأى وحدة سكنية قبل شرائها.
ماذا عن ملف الصرف الصحى؟
البنية التحتية للإسكندرية متهالكة ولا تواكب زيادة المبانى العشوائية، ولابد لخطة الدولة أن يتم إحلال وتجديد شبكة الصرف الصحى بالكامل، وسوف نتحرك كأجهزة تنفيذية فى هذا الشأن، ولكننا فى انتظار العام المالى الجديد وإعداد الموازنة الجديدة لطلب مخصصات مالية خاصة بهذا الشأن.
نائب المحافظ فى نهاية الحوار
ماذا عن تلال القمامة؟ وهل تم توفير المخصصات المالية الخاصة بملف القمامة بالاستيلاء على أموال صندوق إسكان الشباب؟
المواطن السكندرى بدأ يلمس التغيير فى ملف القمامة، وبدأنا نحقق نجاحا فى هذا الشأن، واستطعنا القضاء على تلال القمامة، ورؤساء الأحياء يشنون حملات يومية فى هذا الشأن.
وغير صحيح تماما، أنه تم الاستيلاء على أموال صندوق إسكان الشباب والمخصصات المالية لملف القمامة صرف من وزارة المالية على دفعتين.
وعن شركات القمامة، نبحث حاليا التجديد لعقد الشركة الحالية أو اعادة طرح الامر بالمزايدة العلنية لفتح الباب أمام شركات أخرى تتولى مهام رفع القمامة من شوارع المحافظة.
هل ستختفى الشواطئ المجانية بالإسكندرية؟
لن تختفى الشواطئ المجانية، وستكون هناك شواطئ تراعى محدودى الدخل، وقد تم تأجيل المزاد العلنى لمدة 20 يوما لفحص بنود كراسة الشروط بالتنسيق مع المحافظ، وبالفعل تم تعديل بعض البنود بها والتى تخدم مصالح المواطن والمحافظة والمصطافين وتمت إعادة طرح الشواطئ فى مزايدة علنية، ونركز حاليا فى سرعة تجهيز الشواطئ ليوم شم النسيم والذى يعد بمثابة بروفة لموسم الصيف المقبل.
هل استعانت محافظة الإسكندرية مؤخرا بعدد من المستشارين بمكافآت مالية بما يمثل عبئا على الميزانية؟
لا يوجد بالإسكندرية مستشارون بمكافآت، وكل من يريد أن يشارك فهو يبدى رأيه بدون أجر أو مقابل، وهناك منشور من رئاسة الوزراء بعدم الاستعانة بأى مستشارين تخفيفا عن الأعباء على ميزانية الدولة، ونحن حريصون على تنفيذ تلك التعليمات، ولا يوجد بالإسكندرية إلا مستشار قانونى فقط، وهو منتدب من مجلس الدولة.
لماذا لم تشغل المرأة منصب محافظ إلى الآن.. هل لأنها لا تصلح؟
السيدة المصرية تصلح لمنصب محافظ ولكل المناصب، إذا أرادت أن تحقق نجاحا فسوف تحققه، ولكن قد يكون سبب تأخير تعيينها فى منصب محافظ هو أن المحافظ يحتك بالخدمات الجماهيرية والمشكلات المجتمعية على أرض الواقع وليس عن طريق الشغل المكتبى فقط، ولكن طالما نجحت المرأة مسبقا فى اقتحام عالم السياسية وخاصة البرلمان والمجالس المحلية، فهى تستطيع أن تنزل إلى الشارع وتلتحم بالشعب، وقلت مسبقا "أنا مش بتاعة مكاتب".
ما تقييمك لوضع المحافظة من حيث تردى الخدمات خلال فترة عملك الشهر الماضى؟
الإسكندرية تحتاج إلى مجهود كبير جدا لفتح كل الملفات، وحل كل المشكلات، فهى تحتاج إلى عمل 48 ساعة يوميا، فالمحافظة تعانى من تردٍّ كبير فى الخدمات، وأى شخص تولى منصب محافظ خلال السنوات السابقة هو فدائى وتحمل مشقة الظروف التى لم يكن له يد فيها.
وكل شىء صدمنى بالإسكندرية.. مستوى النظافة ومخالفات المبانى الرهيبة والمتفاقمة، وهو تجاوز يفوق الوصف ولا أعرف ما الذى أوصل المحافظة إلى هذا الحد من اللامبالاة، وأتمنى أن أعود بالإسكندرية كما كانت عليه فى السابق.
أما عن الوضع الحالى، فلم يمر على تولىّ المنصب سوى شهر، وخلال تلك المدة بدأت تتحرك العجلة، فالمحافظة بها أكثر من مشروع مفتوح لم يتم الانتهاء منه على رأسها إنشاء وتطوير 11 كوبرى نسعى للانتهاء منه وافتتاحه قريبا.
موضوعات متعلقة..
- بالصور.. نائب محافظ الإسكندرية تؤكد على الانتهاء من مشروعات صرف العامرية
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة