التعامل مع واقعنا الحالى يكشف عن قصور واضح وتعمية للحقائق فى أكثر تعاملاتنا، مثلا نظام الدروس الخصوصية الذى يسيطر على العملية التعليمية بل أصبح هو العملية التعليمية حاليًا بعد أن اختفى الطلبة من مدارسهم لملاحقة الانتقال من درس خصوصى لآخر خلال اليوم الواحد. وحتى الإقرارات الضريبية التى تقدم لمصلحة الضرائب أغلبها لا تعبر عن الواقع لأن صافى الأرباح فى المهن الحرة مهما كان كبيرًا فالمصاريف الحياتية تبتلعه وخصم الأعباء العائلية التى تأخذ بها الضرائب لا يعبر عن حجم الأعباء الحقيقية. وهناك الكثير من الأوراق والمستندات الشكلية التى تستوفى بها الإجراءات بعيدًا عن الواقع.
الشركات والمؤسسات الخاصة تؤمن على عدد من العمال لديها فقط وتترك الأغلبية بدون تأمين ومكاتب التأمينات تطبق قاعدة ما لا يدرك كله لا يترك كله. القصور التشريعى والتعامل الشكلى على حساب الواقع الفعلى بات هو السمة الغالبة. نحتاج إلى وقفة صادقة نواجه فيها هذه التعمية المتعمدة للحقائق، فالمليارات التى ننفقها كأولياء أمور فى الدروس الخصوصية لا تحقق تقدمًا حقيقيًا فى العملية التعليمية بل يأخذ بها إلى الهاوية لأن أغلب الدروس الخصوصية عملية تلقينية صماء تخرج أجيالا لا يدركون معنى التفكير والبحث العلمى. وتبقى المؤسسات التعليمية خاوية على عروشها بتحريض من المدرسين من أجل المصلحة الخاصة والاعتياد على تقديم الإقرار الضريبى بعيدًا عن الواقع سواء فى الدخل الحقيقى أو الإنفاق الفعلى وإصرار قانون الضرائب على جعل حد الإعفاء العائلى لا يتناسب مع الواقع كلها تعبر عن حالة من إهمال الواقع والاعتماد على التغطية الشكلية التى تطمس الحقائق وتضيعها. نحتاج إلى وقفة صادقة نلمس فيها الواقع ونعيش الحقيقة.
أشرف مصطفى الزهوى يكتب: مؤسسات خاوية على عروشها
الجمعة، 03 أبريل 2015 03:58 م
ورقة وقلم - أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة