المصرية أكثر جمالا أم قبحا
هل المصرية فى الوقت الحالى أصبحت أكثر جمالاً أم قبحًا من عهد الستينيات والخمسينيات؟ هل الفتاة المصرية يمكن أن تنافس أى فتاة أو سيدة من دولة عربية أو أجنبية فى مستوى الجمال؟ هل فنانات وممثلات القرن الواحد والعشرين فى مصر أكثر جمالاً مما مضى فى القرن العشرين؟!!.
ليه أنا سألت الأسئلة دى، علشان الزميل كريم عبد السلام، مدير تحرير اليوم السابع، طرح سؤالاً فى عدد "اليوم السابع"، الصادر أول أمس تحت عنوان: "لماذا تراجع مستوى جمال البنات فى مصر؟؟!!! وقال: "أيام زمان كانت الفتاة والسيدة المصرية أكثر جمالاً من الوقت الحالى"، حضرتك ممكن تتفق معاه، لكن أنا عايزة أفهم إيه هى فكرتك عن الجمال، هل هى صورة جمال الوجه فقط؟؟، الفلاسفة عندما تحدثوا عن القيم الكبرى تكلموا عن "الحق والخير والجمال" كمبادئ أساسية، بالطبع عندما تناولوا هذه القضايا لم يتطرقوا إلى فكرة الشكل والقوام والمفاهيم الضيقة التى يفكر بها مجتمعنا وتنطوى على ثفافة ذكورية "متطرفة" فى مجتمع حصر قيمة الجمال فى "الوجه والقوام".
الارتباط والحب والزواج
أمر طبيعى أن يكون جمال الشكل مرغوبًا وممتعًا، ولا توجد فتاة لا تتمنى أن تكون جميلة.. ولكن هل الجمال من وجهة نظرك هو فقط جمال الشكل؟ هل بالضرورة أن تكون الأجمل شكلاً محبوبة من الجميع أو أكثر سعادة ونجاحًا من غيرها؟، كثيرات كن يتمتعن بجمال مبهر، ولكنهن لم ينجحن فى نطاق العلاقات الشخصية ولا فى كسب قلوب الناس، ولم ينجح بعضهن حتى فى الارتباط والحب والزواج.
ومن الحاضر إلى الماضى لا أحد يستطيع إنكار الجمال الربانى للمرأة المصرية منذ عهد الفراعنة حتى الآن وكان السؤال الأشهر، هل كانت الملكة كليوباترا جميلة؟ سؤال أثاره العلماء، ولكن الذى لم ينتبهوا إليه أن "مقياس الجمال" التى يحاكمون به كليوباترا وغيرها هو مقياسهم هم، وليس مقياس البشرية فى كل زمان ومكان.
الإعجاب فى عيون الرجال
أنا لا أنتقد السيدة والفتاة المصرية فى الماضى بقدر انتقادى من يقولون إنها فقدت جمالها فى الوقت الحاضر.. بالطبع هذا كلام غير صحيح، للأسف الشديد مقاييس الجمال تحركت من وجهة نظر البعض تجاه "النحافة" وارتبطت هذه النحافة بتحول مهم فى وضع المرأة فى المجتمع من كونها أمًّا بالأساس إلى كونها موضوعًا جنسيًا مثيرًا للشهوة وباحثًا عن الإعجاب فى عيون الرجال.
فنموذج النحافة والرشاقة الغربى المرسخ له كمثال لجسد المرأة الجميلة ليس النموذج الوحيد فقط، الجمال ليس سلعة وليس ذوقًا استهلاكيًا ليتم إخضاعه لقوانين العولمة، أى امرأة مصرية لا يمكن محاكمتها وفقًا لموديل، فالمقاييس الجمالية متغيرة ومختلفة بتغير المجتمعات والثقافات، ولو نظرنا إلى أوروبا ذاتها لوجدنا أن مقاييس جمال المرأة عند الرومان كانت تكرس للبشرة البيضاء والبدانة، وهو ما يرفضه الإيطاليون حاليًا.
زبيدة ثروت
صحيح أن العظام من نجوم الزمن الجميل والذين اعتمد عليهم زميلى كريم عبد السلام ، أمثال زبيدة ثروت، ومريم فخر الدين، وهند رستم ، وسعاد حسنى، وشادية، وشويكار، لا أحد يختلف معه ومعى على جمالهن، لكن هذا لا يعنى أن بعدهن مات واندفن الجمال والإحساس فى المرأة المصرية.
فى اعتقادى أن هذه النظرة "متطرفة" بأنك حصرت الجمال فى الشكل فقط، فكل النظريات تؤكد أن الجمال لدى المرأة لا يكون فقط جمال شكل بقدر جمال الروح والإحساس، فكثيراً ما أرى من يتم اختيارهن ملكات جمال لا يتمتعن بالشكل الجميل الذى يتم توصيفه وفقاً للقب "ملكة جمال"، اتفق معك أن جمال الشكل مطلوب لكنه ليس المعيار الأول والأخير للتقييم، لكن هذا الهوس بجمال المرأة تجاوز حدود المعقول.
الجمال نسبى
فى النهاية لابد أن تعلم أن الجمال نسبى وهو زائل لا شك، ولكن يبقى جمال الجوهر والروح والرقى بالفكر هو الشىء الوحيد الدائم مع المرأة مهما تقدم بها العمر، وهنا حتى وان لم تتوافر الخلطة السحرية التى تمزج بين الشكل والجوهر ، فما تراه العين من جمال جسدى هو السطح الخارجى من الجمال، أما القلب فيرى الأعماق التى لا تظهر على السطح الخارجى "الزائف"، وهذا ما لا تراه العين التى يحجب السطح عنها هذه الحقائق.
موضوعات متعلقة
- كريم عبد السلام يكتب: لماذا تراجع مستوى الجمال فى مصر؟.. زمان كانت المرأة المصرية نجمة سينما بجد سواء كانت تحترف التمثيل فعلا أم لا وسواء كانت من طبقة ميسورة الحال أم من وسط شعبى
عدد الردود 0
بواسطة:
أسامة عبد الحميد
أتفق معكى وأختلف
عدد الردود 0
بواسطة:
مصطفى النجار
الانصاف بالمنطق هو...