محمد نصيح الجابرى يكتب: عندما يحتفل القتلة بعيد الحب

الثلاثاء، 28 أبريل 2015 06:00 م
محمد نصيح الجابرى يكتب: عندما يحتفل القتلة بعيد الحب صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ليس القاتل هنا الذى يستل سكينا ويقتل به شخصا ما، ولكننى أعنى بالقاتل هنا، الذى يقتل كل ما بداخلنا من معاملات إنسانية من حب وصدق وصداقة، لا اعتقد أننا لم نقتل مئات المرات من أشخاص كانوا لنا مثلا أعلى فى حياتنا بل لا اعتقد إننا لم نقتل آلاف المرات من أشخاص قدمنا إليهم المعروف والخير، وكنا لهم المنقذ عند اختفاء المسعفين، وكنا لهم النور عندما أظلمت عليهم الطرقات، وكنا لهم المصباح عندما ابتعدت عنهم العقول، وكنا لهم القلب الشجاع عندما تكاثرت القلوب الضعيفة، وكنا لهم اليد التى تسارع بالمساعدة فى وقت تقطعت عنهم الأيادى، لست أتفاخر بما فعلنا من أجل الآخرين ولكننى اذكرهم بأننا نأتى مرة واحدة فقط ولا نتكرر مرتين، أقول لهم أننا القلوب الرحيمة فى وقت كثرت فيه القلوب الغليظة.

أقول لهم سيأتى اليوم الذى تقولون فيه أعيننا أعصابنا قلوبنا دماؤنا يبحثون عنكم بين معترك الحياة، أما أنا سوف أصرخ بكل قوة بين جنابات صدرى وأقول: ااه أزلتنى طيبتى أخرصتنى وأعمتنى!

تعالى معى سيدى القارئ نتجول فى بعضا من القلوب ولكننى أنصحك أن تسير معى ببط ولا تسرع الخطوات فربما صادفنا سلوكا ومعاملة جديدة تترفع بنا إلى مرتبة العلماء. ها نحن دخلنا إلى قلب مكتوب علية لافتة كبيرة بعنوان ( النفاق ) تبا ما هذا المنظر البشع أتشاهد معى ما أشاهده رجلا ( يكرر عبارات الحب والثناء ) لجميع الأشخاص الذين يتعامل معهم وفجأة تركناه ووجدناه فى مكان أخر بجوار شخصا آخر يسرد له مساوئ الشخص السابق.. اعتقد أنك لم تتأثر بكل قوة تعالى معى نسير إلى قلب آخر وها نحن ندخل قلب مكتوب عليه لافتة كبيرة بعنوان ( الغدر) تبا ما هذا المنظر البشع شخص له (قلبان) يتعامل يهما مع الأشخاص ففى البداية يعاملهم بكل صدق وإخلاص وفجأة عندما لم يجد فى هؤلاء الأشخاص نفعا غدر بهم فى منتصف الطريق. انظر معى أنهم أشخاص أعمياء لا يرون لقد تركهم ( الغادر). أسرع معى نلحق بهم قبل أن تصدمهم سيارة الحياة.

ذهبنا إليهم وجدناهم يبكون ويقولون أرشدونا للطريق الصحيح فلقد غدر بنا شخصا وكنا نسمع ونرى والآن كما ترون لا نرى من صدمتنا. تلك نماذج يا سيدى القارئ من قلوب نتعامل معها فى حياتنا. ولكنى أجد سيدى القارئ يصمم إلا يترك ذلك المكان قبل أن يدخل إلى غرفة بعيدة مكتوب عليه لافتة كبيرة بعنوان ( الصداقة) وأجده يجذبنى من يدى بكل قوة كى نشاهد. فجأة نرى الشخص الذى يدعى الصداقة يسمع إليك ويتجاوب معك ويشاركك فى أفراحك ولكنه يبتعد عنك فى آلامك يشاركك الحياة فى معانيها الجميلة ويبتعد عنك فى معانيها السيئة. يدعى أنه الأخ الشقيق لك وعندما يأتى اختبار (الأخوة) تجده يهرب ويدخل إلى اختبار ( النذالة) يتركك فى بعض الأحيان لمجرد سماعه بعض من الإخبار السيئة عنك ويتركك أحيانا كثيرة عندما يرتقى به سلم الحياة إلى المناصب العليا. نعم لا تتعجب فأنت أصبحت لا تصلح لتلك المرحلة. والفاجعة من وجهه نظرى ليس الصديق ولكن من يدعى الصداقة. فالمعنى الأوحد للصداقة هو( شخصان لأسم واحد) ولكن هيهات أن نرى ذلك فى حياتنا إلا قليلا. أجد صديقى يجذبنى بشدة إلى الغرفة الأخيرة والتى تقع على مشارف طريق عودتنا إلى حيث كنا مكتوب عليها لافتة بعنوان ( قاعة الاحتفالات ) لا أصدق ما أشاهده.

أرى ذاك الجمع من الأشخاص. الغادر والمنافق والنذل يتقاسمون مائدة طويلة يجلسون عليها ويضحكون بكل قوة ويثرثرون بأصوات مهموسة ويتحاكون فيما فعلوه بقلوب الأشخاص وآراهم يفتخرون بما فعلوا وأشاهد الآن شخصا منهم يتوسط المائدة وبيده ورقة كبيرة يتلو عليهم أسماء الضحايا وإذا به الآن ينتقل إلى قراءة الأسماء الأخرى المرشحة كى تدخل إلى قائمة الضحايا الجدد وفى النهاية يشربون ويتقاسمون الكئوس باسم ( عيد الحب). فأمسكت بيد قارئى واقتربنا أكثر لعلى أسمع اسمى فأخذ حذرى. نعم نعم سمعت أسمى وإذا بى أجرى مسرعا إلى الخارج لا أصدق ما شاهدته هل هو خيال أم حقيقة.

يقول الشاعر : يمد نحو النجم كفا له ويحسب النجم قريب المنال








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة