كرم عبد الفتاح حجاب يكتب: الإعلام وتدعيم الأخلاقيات

الثلاثاء، 28 أبريل 2015 08:06 م
كرم عبد الفتاح حجاب يكتب: الإعلام وتدعيم الأخلاقيات وسائل الإعلام

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لأجل أن تكون هى القناة التليفزيونية المتميزة، ولأجل أن تحظى برامجها بأكبر نسبة مشاهدة، ولأجل تحقيق السبق الإعلامى اتخذت بعض القنوات الفضائية خيار الجرأة بحثا عن المكاسب الربحية، حتى ولو كان المقابل هو انهيار النظام الأخلاقى، الذى يحدث جراء هذه الجرأة التى تنتهك محارم الأفراد والأوطان، وتضيع المصلحة العامة بين غوغائية البحث عن مسميات وأفعال تنخر كالسوس فى خاصرة المجتمع وتقوض لبناته الخلقية، وأصبح طرح قضايا المخدرات والجنس وزنا المحارم بطريقة قائمة على أساس الإثارة بدلا من البحث عن حلول علمية مستمدة من قيم المجتمع والأديان السماوية، وأنا لست ضد مناقشة هذه القضايا لأن العلم بالأشياء فريضة واجبة، والجهل أمر خطير على كيان الإنسان لأنه ضد حركته فى الحياة ومناهض لسعادته، لذا يجب البعد عن جانب الإثارة المتعمدة والجرأة غير الواعية بهدف المعالجة عند مناقشة هذه الأمور حتى لا تساهم هذه البرامج فى توسيع دائرة القلق فى مكامن النفس البشرية لمشاهدى هذه البرامج، أن الأطفال والشباب ـ خاصة فى مرحلة المراهقة ـ يزداد الخطر من تعمق معرفتهم بهذه الأمور، التى تمس نواحى أخلاقية أو جنسية ـ وذلك لأن مداركهم عندما تصل إلى أعماق هذه القضايا ـ فإن الشباب دائما لا يكتفى وهو فى سن المراهقة بالشرح النظرى ـ أو البيان غير التطبيقى ـ إنما دائما ينشد التطبيق فيما عرفه، لذا يجب معالجة هذه القضايا بالإتزان والجدية بعيدا عن الإثارة، التى تترك الشباب فريسة للصراعات النفسية ،ولنا فى القرآن الكريم الأسوة الحسنة حيث عالج هذه القضايا (بالكناية والتورية )، قال تعالى: ( فلما تغشاها) ـ الأعراف (189) ـ أى جامعها، وقال تعالى على لسان مريم (ولم يمسسنى بشر ) آل عمران (47) أى يجامعنى، وقوله تعالى (فأتوهن من حيث أمركم الله ) البقرة (222) ـ أى جامعوهن، وهكذا كنى عن الجماع بالتغشى والإتيان والتماس، أن عرض هذه الموضوعات بالجرأة والإثارة يترك الشباب فريسة للصراعات النفسية المحتدمة، وليس من الحكمة أن نعطى المراهق السلاح الحاد القاتل ونقول له: لا تضرب، إننى لست ضد مناقشة هذه القضايا ولكنى ضد مناقشتها بهذه الإثارة المتعمدة، أن وسائل الإعلام وعلى رأسها التليفزيون قد وُجدت من أجل تدعيم الأخلاقيات وليس انهيارها، ولأجل بناء الشخصية السوية وليس هدمها.















مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة