أسامة مصطفى عبد ربه يكتب: قعدة الخزانة ولا جوازة الندامة!

الثلاثاء، 28 أبريل 2015 08:00 ص
أسامة مصطفى عبد ربه يكتب: قعدة الخزانة ولا جوازة الندامة! امرأة حزينة ترتدى فستان زفاف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بمجرد وصول أى بنت فى مصر إلى المرحلة الجامعية أو ما قبلها حتى ينهال عليها وابل من الجُمل والكلمات الحمقاء مِن نوعية "مش هنفرح بيكى بقى!" فترد الفتاة وهى تمتعض- ولسان حالها يُجيب على هذا الكائن "وأنت مالك أنت!"- "كل شىء نصيب... لسه ربنا مأردش".. ثم يتردد على أذنيها جُمل أكثر سخافة من سابقتها "ما أنتى لازم تشدى حيلك شوية... مينفعش كده!" والسؤال المحورى الذى يطرح نفسه فى هذه القضية كيف تتمكن الفتاة من شد حيلها وما السبيل إلى ذلك؟

وكأن الهدف الرئيسى من حياة أى أنثى فى مجتمعنا هو الزواج فهى تكبر وتنشأ فى بيت أبيها وتتعلم وتدخل الجامعة وتشتغل لا لتصبح فردًا ذا قيمة وتأثير فى وطنه ولكن "عشان تلاقى ابن الحلال اللى هيستتها"، المصيبة الأكبر أن المشكلة لا تنتهى حتى بمجرد زواج البنت لأن فيه مرحلة ما بعد الزواج بشهرين أو تلاتة، فتُعاود تلك العبارات السخيفة الظهور مرة أخرى مثل مصاصى الدماء ليتكرر الموقف ثانيةً بنفس التفاصيل ولكن مع اختلاف التوقيت ليأتى هنا بشكل مختلف قليلاً "ها مفيش حاجة فى السكة!" متبوعة أيضاً بنفس العبارة القميئة "ما تشدى حيلك شوية" و"ما تفهمش ايه الرابط العجيب اللى موجود فى أذهاننا بين الارتباط وإيجاد شريك الحياة المناسب والحمل والإنجاب وبين شد الحيل!".

يا سادة الزواج والإنجاب وكل هذه المسائل هى رزق بالإضافة لكونها توفيقًا من الله... ببساطة شديدة هناك فتاة قد وجدت الإنسان الذى ستشعر معه بالسعادة الأبدية وقررت الموافقة على إكمال باقى حياتها بجواره وهناك أخرى لم تجده فالموضوع مُنتهى أصلاً، فضلاً عن أن محكمة الأسرة مكتظة بقضايا الطلاق والخلع نتيجة زيجات فاشلة لا حصر لها بسبب التسرع الشديد من الأهل وعدم التريث وكأن الموضوع من البداية هو "جوازة والسلام" والحقيقة أن الزواج فى الأصل هو مشروع حياة فإن لم تخطط له جيداً فحتماً ستجد عواقب غير حميدة وأخيراً كما يقول المثل العامى فى مصر "قعدة الخزانة ولا جوازة الندامة!".








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة