شنودة فيكتور فهمى يكتب: الخروج من النفق القديم

الأحد، 26 أبريل 2015 10:08 ص
شنودة فيكتور فهمى يكتب: الخروج من النفق القديم عاطلين - صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عاشت مصر طيلة الأربعين عاما الماضية بمنهج وسياسية وفكر واحد سارت عليه كل الحكومات المتعاقبة طوال تلك السنوات ولم تحد عنه أو تخرج من عباءته أى منها.. وهو الإطار التقليدى والروتينى للدولة المصرية من السبعينيات وحتى وقت قريب والذى يمكن أن نخلصه فى كلمتين سياسة "المجارى والكبارى".

حقيقة كان التركيز طوال هذه الفترة على هذين القطاعين والمتمثلين بالطبع فى البنية الأساسية بمختلف فروعها وتطويرها والتى شبعنا كلاما عنها من الرئيس الأسبق مبارك فالبنية الأساسية والخطة الخمسية الأولى والثانية والثالثة كانت التركيز الأولى والأسمى للدولة خلال تلك المرحلة.

لا أود تجاهل أهمية تلك البنية ومدى احتياج مصر لها فى هذا التوقيت تحديدا خصوصا بعد خروج مصر من ثلاث حروب متتالية استنفذت فيها كثيرا من ميزانية وطاقات البلاد، ولكن ومع هذا الاحتياج لها ودون الخوض فى سلبيات فساد وترهل الحكومة المصرية آنذاك.. دعونا نترك هذا كله ونتحدث عن الأهم.. عن صانع النجاح أو الفشل.. عن المواطن المصرى.

فهل كان لدينا تعليم حقيقى متطور مرتبط بخطة الدولة؟. هل كانت هناك ثقافة وتنمية للعقول المصرية بعيدا عن مجاملات المشاهير وعالم الفن والإعلام؟

الإجابة.. لا أعتقد فإن كان لدينا تعليم فهو بلا فكر أو توجه أو إبداع هو مجرد حشو للعقول للنجاح والمرور من مرحلة تلو الأخرى تستنزف فيها ميزانية الأسرة المصرية حتى نصل للجامعة وبعد أربع أو خمس سنوات تفتح لك طوابير البطالة أحضانها وترحب بك عضوا جديدا بها، وتترك كل ما درسته وتنحيه جانباَ لتبدأ البحث عن لقمة العيش المتاحة... وهى بنسبة 90% بعيدة كل البعد عما درسته وتخصصت فيه، حتى وإن كنت من المحظوظين وامتهنت ما درسته، فالراتب آخره يوم 7 أو 10 فى الشهر على أقصى تقدير ومرحبا بالواسطة والمحسوبيات والمعارف فقط لا غير والبسطاء يمتنعون.

جرفت الثقافة وطفحت المجارى فى العقول وتحولت المكتبات إلى سوبر ماركت أو معارض بيع السيراميك والأدوات الصحية وسوق الفجالة ليست ببعيدة عن هذا.

فقدنا كثيرا من أخلاقياتنا ومثلنا العليا التى كنا نتباهى بها بين الأمم وأصبحت الحداقة والمفهومية من متطلبات المرحلة.

انهارت الأخلاق بالتدريج مع مصطلحات الانفتاح والاستيراد فقط.

استيراد أى شىء وكل شىء مبهر والبيع والتنازل عن كل ما يميزك من ثقافة وتراث وأدب حتى وصلنا لما نحن فيه الآن نبحث عن الأخلاق ونبحث عن القيم والمثل العليا فلا نجدها! إلا فى الكتب والندوات والخطب الرنانة.

ونتساءل دائما وبكل بساطة لماذا وصل المجتمع المصرى إلى هذا المستوى؟
كما قلت مسبقا أنه فعل رؤساء وحكومات متعاقبة تُسأل عنه أمام التاريخ وأمام الله.

لما أصبح الشعار هو "اللى تغلب به ألعب به" واختلط الصالح بالطالح علماَ وعملا وخلقا وثقافة وفكرا.

إن إصلاح أكثر من أربعين عاما من العوار العلمى والأخلاقى والثقافى بكل تأكيد ليست مسئولية أو خطة حكومة حالية أو سابقة أو حتى مستقبليه
حتى لا نحمل الآخرين والذين يجتهدون حاليا أخطاء وكوارث الماضى.

وإنما يجب أن يكون فكر دولة يتحد مثقفوها وأدباؤها وكتابها وعلماؤها ومبدعوها (الحقيقيون).. مع العلم أن هناك الكثير منهم شبابا ليضعوا الأطر والخطوات الأساسية للتطوير والتنمية والتخطيط العلمى.. ويعيد لنا القدر إنسانا ورئيسا ليحدثنا مرة أخرى بمكارم الأخلاق وثوابت الأديان.. وحقيقة نلمسُ فى كل خطايا لسيادة الرئيس خلقا وأدبا وقيما رائعة، ولكن عفوًا سيدى فإن المجتمع ينبهر بها وقتيًا للتو وتنسى بعدها بقليل وسط هموم الحياة ومشاغلها.

سيدى الرئيس ما زال هناك من يفكر بعد كل ما مررنا به بمبدأ (بناء على تعليمات وتوجيهات سيادة الرئيس)، وأعتقد سيدى أن هذا النموذج ليس هو ما تربو علية وتنشدة سيادتك لبناء الوطن الذى تحلم بة ونحلم بة نحن معك سيدى نرُيد تحويل الكلام الرائع إلى واقع ملموس معاش على الأرض.

وأعتقد أنه ليس أمامك سيدى إلى هولاء من أخلصوا لأوطانهم ولكنهم فى أطر النسيان.

فهل لنا أن نخرج يوما من هذا النفق القديم؟

هل يأتى يوما ليقود مصر مبدعوها وشبابها ومثقفوها ومفكروها وعلماؤها..
أظنه قريب










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة