أكرم القصاص - علا الشافعي

محمد هاشم يكتب: أمة ضحكت من جهلها الأمم

السبت، 25 أبريل 2015 03:05 ص
محمد هاشم يكتب: أمة ضحكت من جهلها الأمم ورقة وقلم - أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لقد ثبت عدم دوران الكرة الأرضية ومثال على ذلك أنك إن كنت تريد الذهاب إلى اليابان ستتخذ الشرق جهة لك فى السفر فإذا كانت الكرة الأرضية تدور فإنك ستظل وراء اليابان ولم تصل لأنك تجرى وراءها، وبما أن الأرض تدور فلم تصل إليها ولكن لأن الأرض ثابتة فإنك تصل إلى اليابان . وقال آخر فى مناظرة مع ملحد إن من أدلة صحة الإسلام أن المؤمن بالإسلام تظهر له علامة صلاة ويكون فى وجهه نور. هذا كلام بعض شيوخ ودعاة الإسلام فى هذا العصر فى القرن الواحد والعشرين فكيف لهؤلاء أن يدعوا إلى دين الله فى هذا العصر دون أن يكون لهم دراية بمفاتيح العصر بمستحدثات العصر لقد حث الله فى كتابه الكريم على اتخاذ العلم وسيلة لكى تكون إنسانا سويا فى هذا العصر فإن أول كلمة نزلت فى القرآن هى (اقرأ) وأيضا قال الله سبحانه وتعالى ﴿يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ﴾ إن العلم ربط لتحقيق ما يفيد الإنسان فى دنياه وأخراه. فقد فرض الإسلام التطور على أهله فرضًا، حين حثهم على الأخذ بأسباب العلم، وتوجيه العناية إليه توجيهاً خاصاً، لأن الشخصية الإنسانية لا يقوّمها ولا يرقيها شىء غير العلم المجلل بالتقوى. قال تعالى فى الحض على العلم "قُلْ هَلْ يَسْتَوِى الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الأَلبَاَبْ" كما قال تعالى "شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ" كما قال تعالى (يُؤْتِى الحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ وَمَن يُؤْتَ الحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِى خَيْراً كَثِيراً وَمَا يَذَّكَّرُ إلاَّ أُوْلُوا الأَلْبَاب( كما أيضا قال سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم- عن أبى الدرداء قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول(من سلك طريقا يطلب فيه علما، سلك الله به طريقاً من طرق الجنة، والملائكة تضع أجنحتها رضا لطالب العلم، وإن العالم يستغفر له من فى السموات، ومن فى الأرض، والحيتان فى الماء، وفضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب، إن العلماء ورثة الأنبياء، إن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهما، وأورثوا العلم، فمن أخذه؛ أخذ بحظ وافر) كما قال السلف أيضا الإمام أحمد بن حنبل - رحمه الله - قال: «العلمُ لا يعدله شىء لِمَن صحَّت نيَّته» هكذا حث الدين الإسلامى على العلم وهكذا قال اتباعه عن أهمية العلم وتأثيره فى حياة الفرد والشعوب – فكيف لشيوخ هذا العصر أن يدرءوا فتن وشبهات هذا العصر لو لم يكونوا على دراية ومجاراة العلوم الحديثة والاختراعات كيف يستطيعوا أن يتعاملوا مع شبهة نظرية التطور الداروينى أو نظرية الأكوان المتعددة أو فلسفة الحرية والجبرية وغيرها من الشبهات التى تطارد الإسلام لو لم يعرفوا تلك النظريات من الأساس .

إن الإسلام رسالة عالمية ولم ينزل الإسلام على قوم دون قوم آخرين ولكن رسالة للعالمين فلابد من يريد أن يدعوا للإسلام أن يواكب العصر الحديث فى أفكاره وطريقة تفكيره والنظرات المختلفة للكون من الفلسفات المختلفة، وأن يرى أن زمن المعجزات انتهى ونحن فى عصر أدواته هى العلم والمنطق والدليل فلابد أن يمتلك الأدلة الموضوعية العصرية لإثبات صحة ما يقول وألا يقتصر على إحساسه وإيمانه فى إثبات صحة ما يدعو إليه وهكذا يدعو الله فى كتابه العزيز فى الحكم الى ما تحكم به الأدلة الموضوعية فإن الله احتكم إلى العقل والفطرة والدليل والعلم فقال الله فى أكثر من موضع فى القرآن(افلايعقلون) (أفلا يتفكرون) ( أفلا يتدبرون) كلها إشارات إلى احتكام الفكر والعقل، وقال ( أفلا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ) وفى الآية الدعوة إلى النظر إلى الدليل على صحة القرآن، وقال أيضا "قل سيروا فى الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق" دعوة أيضا الدليل على صحة حديث القرآن، فدعوة الله فى القرآن دائما كانت موضوعية لتناسب جميع العصور القادمة، ولكن نحن فى هذا الزمن لم نعمل على تلك الآلية واكتفينا فقط باجتهادات القرون التى سبقتنا ونسينا أنهم رجال ونحن رجال ولكل زمن أدواته وأفكاره التى يجب أن تأخذ فى الاعتبار فى الحديث إلى الدعوة إلى الله .

لقد كانت معجزة الرسل عليهم السلام فى علم العصر الذى هم فيه فإن سيدنا موسى عليه السلام بعث فى زمن السحر فى عصر فرعون فلما نزلت معجزة سيدنا موسى عليه السلام نزلت فى علمهم الموجود فى عصرهم، وأيضا سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- نزل فى عصر كان الشعر والبيان والبلاغة هى علم أهل قريش فنزل بالمعجزة القرآنية التى جعلت من الكفار من يقول إنه شاعر وإنه ليس بشاعر -- ونحن فى عصر العلم والمنطق فلابد من مواكبة العصر والدعوة إلى صحة ما ندعو إليه أن تكون فى علم هذا العصر فلابد من يتصدر إلى الدعوة أن يمتلك ثقافة هذا العصر -عصر العلم .

إن الإسلام فى هذا العصر مظلوم ظلما شديدا، الإسلام فى هذا العصر يمكن تشبيهه بإنسان يملك الحق، ولكن لم يستطع التعبير أو الحديث لأنه إنسان لا يستطيع الكلام ولا يستطيع الحركة وهكذا الإسلام فى هذا العصر بسبب ما فعلناه به من تأخر علمى وثقافى واقتصادى جعل الأمم الأخرى ترى أنها حق فقط لأنها قوية فهل من يستطيع أن ينقذ الإسلام من تلك الأمراض التى تلاحقه بمواكبة العصر والعلوم الحديثة والشبهات الحديثة التى تطارد الدين الحنيف .








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

خالد أبو النياق

صح الصح

التعليق فوق

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة