حسن صادق هيكل يكتب: آفـة التطرف والتمييز وكلمة لابد منها

السبت، 25 أبريل 2015 12:12 م
حسن صادق هيكل يكتب: آفـة التطرف والتمييز وكلمة لابد منها صورة ارشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إن ظاهرة التمييز العنصرى تتعارض وتتنافى مع تعاليم الدين الإسلامى الحنيف الذى حرم التفرقة بين العربى والأعجمى إلا بالتقوى والأعمال النافعة والصالحة وكذا حرمتها جميع الأديان السماوية الأخرى، كما تتعارض مع الفطرة والطبيعة والنفس البشرية والإنسانية التى خلق الله الناس عليها والتى تهفو وتنشد الحرية والاستقلال وعزة وسمو وارتقاء النفس البشرية، كما تتعارض مع حقيقة خلق الإنسان وجميع المخلوقات البشرية التى يرجع نسبها جميعاً إلى أب واحد وأم واحدة هما آدم وحواء عليهما السلام، كما تتعارض ظاهرة التمييز والعنصرية مع جميع معايير وقوانين حقوق الإنسان العربية والدولية التى تجرم التفرقة والتمييز العنصرى بجميع مظاهرها وأشكالها، علماً بأن ظاهرة التمييز والتفرقة العنصرية قد سادت جميع مظاهر الحياة بين الدول والشعوب وفى المجتمعات العربية فقد تجلت مظاهر التفرقة والتمييز العنصرى حتى أخذت مظهراً عالمياً وذلك صنفت الدول العظمى والكبرى كدول للعالم الأول والمتقدم كما صنفت جميع الدول العربية وغيرها بدول العالم الثالث أو المتخلف، كما صنفت الدول النفطية والخليجية بدول الأغنياء والأثرياء والمانحين وباقى الدول العربية بالدول الفقيرة والممنوحة، كما تجلت أخطر مظاهر التفرقة والتمييز العنصرى بالتصنيف الطبقى للمجتمعات العربية بين طبقة الأغنياء والطبقة الوسطى وطبقة الفقراء، وكذا بين فئات النخب وفئات الوسط والعوام وفئات الأميين والجهلاء.

إن مكافحة العنصرية والتمييز فى العالم العربى يأتى من خلال نشر وتعميم وتطبيق تعاليم ومبادئ وروح الدين الإسلامى الوسطى السمح والمعتدل دون تصادم مع جميع الأديان السماوية الأخرى، وكذا تحاور وتعايش وتسامح جميع الأديان السماوية فى ظل تعميم ثقافة وقاعدة لكم دينكم ولى دين، وكذا نشر وتعميم وترسيخ قواعد ومبادئ ومفاهيم المواطنة والعدالة الاجتماعية وحرية الرأى والتعبير المسئولة، فضلا عن تحريم وتجريم جميع مظاهر التفرقة والتمييز العرقى والدينى وغيرها، وتطوير وتحديث الخطاب الدينى الذى يقبل الآخر المختلف.

إن وسائل التواصل الاجتماعى لا تزال قاصرة ومغيبة عن محاصرة جميع الظواهر الخاطئة فى المجتمع المصرى والعربى، وهذا يرجع لغياب القيادة والمرجعية الراشدة والحكيمة وكذا غياب الرسالة الإعلامية الموحدة والموجهة والهادفة التى يتبناها المجتمع أو الدولة لمواجهة جميع الظواهر الخاطئة فى المجتمع المصرى والعربى ومنها الإفتاء فى الدين بغير علم وكذا اعتلاء منابر الإعلام والخطابة وحلقات المحاورات الثقافية والتعليمية والدينية وغيرها من قبل رجال ونساء غير متخصصين وغير مؤهلين يتطاولون على الرموز الإسلامية والدينية وعلماء الأمة التاريخيين كما يخاطبون ويضللون الجماهير والمشاهدين بغير علم وهذا ما يخلق ويصنع رأيا جماهيريا وشعبيا عاما موجها ومضللا ومغيبا عن تعاليم الدين الصحيحة، من هنا فإن جميع المجتمعات والشعوب والمسئولين ورجال الدين ووسائل الإعلام والتعليم المختلفة فى المجتمعات العربية بحاجة ماسة للتأهيل والتثقيف والإعداد المتجدد لمواجهة ظاهرة التفرقة والتمييز العنصرى والتطرف الدينى فى المجتمعات العربية.












مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة