وإن كان فى تاريخ أمتنا ليس بالجديد أن يخرج مثل هؤلاء فقد كان حتى فى زمن النبوة من تطاول وأساء وكأنها منهجية الانحراف تتواصل فكيف وقد وصف القرآن الكريم بعض المنافقين الذين أساءوا وحتى الخوارج والفرق التى توالت فى أزمان تالية وانتشرت والشخصيات التى حملت أذاها عبر التاريخ فكيف ومن أدعى حتى النبوة مثل مسيلمة الكذاب وسجاح وغيرهم وكأن هناك منهجية الأذى تختلف وتتنوع من يسىء ومن يدعى ومن يلحق شره بأمة تتحمل وتواجه كل ذلك.
ويظن بعضهم أنه ينال من هذه الأمة فى فترات تكون متأزمة فيها وتواجه تحديات كثيرة فيخرج علينا بمزيد من إشعال الفتن ولعل أحدهم الذى يتناول قضية مثيرة تكون محركة للرأى والنفوس فيأتى على خلاف المألوف ويطلق فتواه التى تكون فى الغالب الأعم بها حالة من الغرائب والعجائب.
إن الذين يصطادون فى الماء العكر والجو المزدحم بالأفكار واللغط ويظنون أن المجتمعات مسلوبة الإرادة وأنهم يستطيعون أن يدلوا بدلوهم المسموم هم موهمون فبلادنا متينة لاتهتز وفيها أهل الدراية والوعى ولايستطيع احد أن ينزعها ما تملك من إرادة وقوة، وإذا كان المتنطعون قد تسببوا فى إلحاق الإساءة ووجلبوا لنا تشويه وتعكير صفو فما جروه إلا على أنفسهم لأن الدين أنصع وأجمل ولايشوبه شائبة مما تسببوا من إساءة وتصدير للكراهية بدلا ما كان يجب أن يكون لو كانت نواياهم صادقة ولكنهم مغرضين حاملين لفيروسات الكراهية والمصالح الذاتية وأنهم ليسوا من أهل الصفاء ولكنهم جلبوا هموما ومشاكل كانت الأمة والأوطان فى غنى عنها.
فمن يطلق فتواه بلا ضابط ولارابط ومن يتطاول على أمر من الدين وينشر الجدل حوله ثم يحدث بلبلة ولغطا كالذى أطلق كلامه فى الحجاب ليثير الناس ويحرك الجدل ويحدث اللغط فأمثال هؤلاء يجب أن يكفوا عن فتنتهم وأن يستوقفهم المجتمع حتى لايشتتوا أفكار المجتمع والناس فمن يلبس حجابا فهو حر ومن يتركه فهو وشانه وأن المجتمع لايمنع الناس لباسهم ولاينزعه عنهم ولايفرضه عليهم إنما ما تعارفت عليه المجتمعات ومالا يخدش حياء ولايتسبب فى إلحاق الأذى وأن المجتمع صاحب الفصل فى تلك الأمور وفق معاييره وقوانينه وصحيح دينه فلا يتحدث فى أمر الدين إلا من هو أهل لذلك وله إجازة وريادة ومشهود له بالعلم ومأذون له بالفتوى هكذا كان العلماء فليكف الجهلاء عن قتلهم بغير سكين بفتاوى فيها حرج فى الدين ومضرة للمجتمعات وجهالة فى التعاملات فالنبى صلى الله عليه وسلم بنى مجتمعه وأمته على روح الحب والإيمان واحترام الآخر ممن كانوا يعيشون فى كنف الأمة واحترام الصغير للكبير والمتعلم يتأدب مع العالم فيجب أن يتقدم للفتوى أهلها من الائمة والعلماء ويكف من ليس على قدر يؤهله لذلك.
وإن أصحاب إشعال الصراعات من المأجورين والمتكسبين أو من يتقاضون أجرا جراء فتنتهم التى ربما يكونون تابعين لأعداء الوطن والأمة وما يطلقوها إلا لفتنة يريدونها ليحدثوا بلبلة وفتنا ويجب استوقافهم والتحقيق معهم طالما أنهم يحركون نوازع المجتمع ويشعلون المشاكل المتعمدة مما يعرض الناس للضرر وأن يتحاوروا مع أهل العلم والدراية من الدين الوسطى الصحيح كأزهرنا الشريف بشامته وقامته، وإننا لنحزن لغياب دور تلك المؤسسات والتقليل من دور ونشاط أهل العلم والدين الوسطى فهذا شجع على نمو تلك النداءات ونشر تلك الانحرافات دون تصحيح أو تدقيق فإن الوقت أن يعود درس الآزهر والعلماء فى مساجدنا ودور علمنا ونشر ورح الآخوة والتراحم والتلاحم وعدم إيقاظ الفتن بل نشر السلام الاجتماعى والحب والآخوة واحترام الآخر والحنان على أبناء الوطن ومساعدة الضعيف ومراعاة المحتاج والوقوف بجوار صاحب الحاجة والتعاون والكف عن دعوات السوء والفتن والتحزب والتعصب وخلق جو من الصفاء والنماء والانتماء. إننا أصبحنا فى مرمى الأعداء من كل صوب وحدب ويجب أن نجمع صفوفنا ونقوى أرادتنا ونوحد صفنا وننسى الجراح ونضمدها ونبحث عن كل مايجمعنا ولانترك الخلاف يدب فينا ونعتصم بحبل الله ولانطيل النظر فى مواطن الخلاف ولكن نسدد ونقارب ونوحد الصف ونلائم الجراح فهل نحن حقيقة على أهبة الاستعداد؟
مجدى بكر أبو عيطا يكتب: الفتنة نائمة لا تيقظوها
الجمعة، 24 أبريل 2015 12:07 ص
إسلام البحيرى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة