خارطة طريق للقوة العربية المشتركة

أمس الأول استضافت جامعة الدول العربية الاجتماع الأول لرؤساء أركان الدول العربية برئاسة الفريق محمود حجازى، رئيس أركان القوات المسلحة المصرية، لبحث الخطوات الفعلية لتطبيق قرار القمة العربية الأخيرة بإنشاء قوة عربية مشتركة، وبالفعل أصدر الاجتماع بيانا ختاميا وضع خارطة طريق تقوم على أساس مهم وهو ضرورة العمل الجماعى المشترك لإيجاد حلول عربية لقضايا المنطقة، خاصة ظاهرة الأرهاب، خارطة الطريق تبدأ بدعوة فريق رفيع المستوى ليعمل تحت إشراف رؤساء أركان القوات المسلحة للدول الأعضاء لدراسة كل الجوانب المتعلقة بهذا الموضوع والإجراءات التنفيذية وآليات العمل والموازنة المطلوبة لإنشاء القوه العسكرية العربية المشتركة وتشكيلها، فضلا عن الإطار القانونى اللازم لآليات عملها، على أن يعقد الفريق اجتماعه فى غضون الأسابيع القليلة المقبلة، على أن تعرض نتائج أعمالها على الاجتماع المقبل لرؤساء الأركان.

اجتماع رؤساء الأركان الذى يعتبر تاريخياً بعث برسالة للجميع بأن العرب ماضون فى تنفيذ ما اتفقوا عليه بإنشاء القوة العربية المشتركة، خاصة أن البعض حاول التشكيك فى هذا الأمر وبدأ فى طرح عدد من المعوقات التى تجاوزها القادة العرب فى قمتهم الأخيرة بشرم الشيخ، إنشاء القوة العربية المشتركة وهى الفكرة التى طرحها الرئيس عبد الفتاح السيسى تتمثل أهميتها فى أن العرب سيكون لديهم القدرة على التعامل مع أزماتهم الداخلية دون طلب التدخل الخارجى، ولعل عاصفة الحزم خير دليل على أن العرب إذا اتفقوا على هدف سيحققوه دون مساعدة من أحد، وما يؤكد أهمية هذه القوة ما ذهب أليه أمس وزير الدفاع السودانى الفريق أول عبد الرحيم حسين، خلال اجتماعات وزراء الدفاع ورؤساء الأركان لإقليم شرق أفريقيا، بأن الإقليم فى حاجة إلى قوات مشتركة لتوطين السلام، معتبرا ذلك هدفا مشتركا لدول القارة الأفريقية، انطلاقا من التحديات الكبيرة التى تواجه القارة الأفريقية، بما يشير إلى أن فكرة السيسى ستكون ملهمة لتجمعات أقليمية ودولية أخرى لتنفيذها ليكون القرار والتحرك بيد هذه التجمعات وليس بيد غيرها.