ونفى محمد على مالك (27 عاما) أنه كان المسؤول عن سفينة الصيد التى كانت مكتظة بالركاب وانقلبت قبل منتصف ليل السبت بقليل وعلى متنها مئات المهاجرين من أفريقيا وبنجلادش كانوا متكدسين فى طوابقها السفلية.
ويستشهد ممثلو الادعاء بأقوال ناجين أكدوا أن مالك هو قبطان السفينة لكن محاميه ماسيمو فيرانتى قال الليلة الماضية أن موكله سيبلغ القضاة أنه كان مجرد راكب ضمن الركاب.
ولم يظهر التونسى مشاعر تذكر عندما بدأت الجلسة الإجرائية فى محكمة بمدينة كاتانيا فى صقلية حيث يرجح أن يلتقى وجها لوجه مع عدد من الناجين الذين سيدلون بشهاداتهم.
ونفى سورى يبلغ من العمر 25 عاما يدعى محمود بخيت ويعتقد المدعون أنه أحد أفراد الطاقم تورطه واتهم مالك بأنه كان المسؤول عن المركب عندما اصطدم بسفينة تجارية جاءت لتقديم المساعدة وانقلب فى البحر، وقد يواجه بخيت اتهامات بالعمل فى الهجرة السرية ولكن ليس بقتل عدد من الأشخاص.
ونجا 28 شخصا فقط من الكارثة التى يعتقد أنها أسفرت عن أكبر خسارة فى الأرواح فى البحر المتوسط منذ عقود وسلطت الضوء على حجم أزمة المهاجرين التى تواجهها أوروبا.
والبحر هو أحد الطرق الرئيسية لدخول الاتحاد الأوروبى بالنسبة لعشرات الآلاف من المهاجرين معظمهم من الآسيويين والأفارقة الفارين من الحرب والفقر حيث وصل ما يقرب من 40 ألف شخص هذا العام بالفعل.
وشكلت الخسائر الفادحة فى الأرواح أيضا ضغوطا على دول الاتحاد الأوروبى التى تعهدت هذا الاسبوع بتكثيف عمليات البحث والإنقاذ فى جنوب البحر المتوسط.
وبعد إجراء مقابلات مع الناجين خلص المدعون إلى أن من المحتمل أن يكون هناك أكثر من 750 شخصا على متن قارب الصيد البالغ طوله 20 مترا. ولم يتم انتشال سوى 24 جثة فقط، كما طلب المدعون أن توجه إلى مالك تهم بالخطف بالإضافة إلى القتل المتعدد والتسبب فى تدمير سفينة وتسهيل الهجرة السرية.
إضافة..
كما كشفت التحقيقات القضائية حول تفاصيل مأساة غرق مئات المهاجرين غير الشرعيين فجر يوم الاحد الماضى بالقرب من السواحل الليبية بأنقلاب قاربهم فى البحر المتوسط , عن كوارث إجرامية بشعة إرتكبها قبطان القارب قبل الحادث ،حيث تم قتل صبي وإلقاء جثته من فوق متن القارب المطاطى فى البحر، قبل وصوله الى القارب الكبير،وكان ذلك عقابا ابديا له لوقوفه على قدميه دون إذن !!..
وأوضحت مذكرة المدعي العام الايطالى روزالبا ريكوبيدو في مدينة كاتانيا بجزيرة صقلية بأن تم التعرف على كلا المشتبه بهما من قبل معظم الشهود، الذين أجمعوا على مرتكبيها القبطان التونسى ومساعده السورى , أما بشأن انقلاب قارب الصيد الليبي الذى كان يقل المهاجرين ، فقد أشارت مذكرة النيابة فى ضوء تطورات التحقيق الخاص به الى أن "إفادات الكثيرمن الناجين تحدثت عن ثلاثة صدمات للقارب ناجمة عن مناورات القبطان التونسي، التي تسببت بإرتجاجات حادة"، مما "أدى بالتالي الى غرق القارب"، فضلا عن السبب الثاني فى غرقه وهو " اكتظاظ القارب بالأشخاص وتحميله بأكثر من قدرته على الإستيعاب"، جاء ذلك فى الجلسة التى عقدتها المحكمة صباح اليوم الجمعة فى كاتانيا والمعنية برفع تقرير قضائى ايضا الى رئاسة الحكومة الايطالية وفقا لطلب رئيس الوزراء " ماتيو رينزى".