رؤساء الأحزاب المصرية دشنوا نظرية السلطة المُعمرة.. النحاس زعيما للوفد ربع قرن وخالد محيى الدين للتجمع 27 سنة.. وشكرى رئيس "العمل"حتى وفاته..ومفارقة بـ"الوطنى المنحل"مبارك 30 عاما وطلعت السادات 3 أيام

الأربعاء، 22 أبريل 2015 09:17 ص
رؤساء الأحزاب المصرية دشنوا نظرية السلطة المُعمرة.. النحاس زعيما للوفد ربع قرن وخالد محيى الدين للتجمع 27 سنة.. وشكرى رئيس "العمل"حتى وفاته..ومفارقة بـ"الوطنى المنحل"مبارك 30 عاما وطلعت السادات 3 أيام فؤاد سراج الدين باشا
كتب محمد رضا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تتميز الحياة السياسية والحزبية بكثرة الحراك والتغير فى مجريات الأمور، فلا تلبث أن تمر ليلة وضحاها إلا بوجود اختلاف فى شأن داخلى ما لحزب، أو تطور لافت فى ترتيبات تحالف سياسى، سواء بتغير مواقف أو أشخاص وقيادات، وهو الأمر الذى يحافظ دائمًا على حالة الزخم ويثرى الحياة السياسية فى مراحل تطورها المختلفة.

ويعد موقع رئيس الحزب- وهو المنصب الأعلى فى الكيان الحزبى- أهم ما فى تلك التغيرات التى تطرأ على الحياة الحزبية منذ نشأتها فى مصر مطلع القرن العشرين، خاصة فيما يتعلق بالمناصب القيادية فى الأحزاب السياسية المصرية البارزة، حيث برز استمرار عدد كبير من رؤساء الأحزاب فى منصبهم لسنوات طويلة متواصلة تخطت الربع قرن، ليكرسوا بذلك مبدأ "السلطة المُعمرة" فى الحكم العام للبلاد.

وهنا نجد تفاوتًا ملحوظًا بين رئيس حزب وآخر فى الفترة التى قضاها على رأس الهرم الهيكلى لحزبه، ففى الوقت الذى نجد فيه رئيس أو زعيم حزب مستمرًا فى موقعه لفترة تصل أحيانًا إلى 3 عقود متواصلة، يوجد سياسيون آخرون لم يكملوا فى مناصبهم كرؤساء أحزاب بضعة أشهر قليلة، بل وفى أحيان أخرى عدة أيام فقط، لنخرج من تلك التجربة الحزبية الطويلة إلى أحزاب حديثة النشأة طورت فكرة السلطة المُعمرة من البقاء فى المنصب لسنوات طويلة، إلى مرحلة أكثر خطورة وهى "توريث المناصب" أو حصر المناصب على عائلات القيادات، لنجد كثيرًا من الأحزاب الحديثة بها زوجات وأبناء القيادات فى المواقع المختلفة بالحزب، بل وعلى رأس مرشحى الحزب للانتخابات البرلمانية، دون النظر إلى توافر أى مؤهلات لممارسة العمل السياسى، سوى صلة القرابة من أحد قيادات الحزب.

النحاس باشا صاحب أطول فترة رئاسة لحزب الوفد بـ"ربع قرن" يليه فؤاد سراج الدين بـ22 عامًا


البداية مع حزب الوفد وهو حزب ليبرالى، أسسه سعد زغلول عام 1918، وتولى رئاسته حتى وفاته عام 1927 بما يعادل 9 سنوات، وخلفه فى رئاسة الحزب مصطفى باشا النحاس الذى استمر زعيمًا للوفد لمدة 25 عامًا متواصلة منذ تاريخ وفاة سعد زغلول وحتى عام 1952، حيث قامت ثورة 23 يوليو التى أنهت النظام الملكى وحولت البلاد للنظام الجمهورى، لتتوقف معها الحياة الحزبية التى لم تعد إلا فى عهد الرئيس محمد أنور السادات بعد سماحه بالتعددية الحزبية.

ومع عودة الحياة الحزبية لمصر عام 1976 فى عهد الرئيس الراحل أنور السادات تولى فؤاد سراج الدين باشا رئاسة حزب الوفد، بعد إعادة تأسيسه عام 1978، واستمر فى موقعه هذا لمدة 22 عامًا متواصلة حتى وافته المنية فى شهر أغسطس عام 2000، ليخلفه بعد ذلك نعمان جمعة فى رئاسة الحزب لمدة 6 سنوات حتى عام 2006، ويعقبه محمود أباظة حتى عام 2010، وصولاً لرئيس حزب الوفد الحالى الدكتور السيد البدوى.

خالد محيى الدين مؤسس حزب التجمع وزعيمه 27 عامًا


أما حزب التجمع الوطنى التقدمى الوحدوى، فهو أحد أبرز الأحزاب اليسارية المصرية، الذى تأسس بعد حل الاتحاد الاشتراكى العربى-الذى كان يمثل الحزب السياسى الوحيد فى مصر- ومع إعادة تأسيس الأحزاب فى مصر عام 1976، يعتبر خالد محيى الدين المؤسس والزعيم التاريخى للحزب، الذى استمر فى رئاسته للحزب حتى عام 2003، لتصل فترة رئاسته لحزب التجمع 27 عامًا.

وخلف خالد محيى الدين فى رئاسة حزب التجمع منذ عام 2003 الدكتور رفعت السعيد، الذى استمر فى رئاسة الحزب لمدة دورتين رئاسيتين بلغتا 10 أعوام متواصلة، لتنتهى فترتا رئاسته للحزب عام 2013، وذلك طبقًا لتعديلات اللوائح الداخلية للحزب حيث أصبحت فترة رئاسة الحزب لمدة 5 سنوات متواصلة فقط، ويمكن لرئيس الحزب أن يترشح لدورتين متتاليتين فقط، ليخلفه فى رئاسة الحزب عام 2013 سيد عبد العال، والتى تنتهى فترة رئاسته للحزب عام 2017 المقبل.

الحزب الوطنى الديمقراطى مبارك ثانى رؤسائه لـ30 عامًا وطلعت السادات الأخير لمدة 3 أيام


وبالانتقال للحزب الوطنى الديمقراطى المنحل، الذى كان الحزب الحاكم فى الماضى القريب، وهو من أوائل الأحزاب السياسية التى تشكلت مع إعادة تأسيس الحياة الحزبية بعد حل الاتحاد الاشتراكى العربى، أسسه الرئيس الراحل محمد أنور السادات عام 1978 واستمر فى رئاسته لمدة 3 سنوات حتى عام 1981، وهو تاريخ اغتياله فى حادث المنصة الشهير.

وتأتى أطول فترة رئاسة للحزب الوطنى المنحل للرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك، الذى ظل على رأس الحزب لمدة 30 عامًا متواصلة من عام 1981 وحتى عام 2011، حيث ثورة 25 يناير التى أسقطت نظام الحكم فى مصر وانهار على إثرها الحزب الوطنى الديمقراطى، ليصبح الرئيس الأسبق مبارك، بمثابة الرئيس الثانى والأخير فعليًا للحزب قبل حله، حيث لم يتول رئاسة الحزب من بعد عزل مبارك عن الحكم، سوى طلعت السادات، الذى ترأس الحزب لمدة 3 أيام فقط، بدأت يوم 13 أبريل 2011، وانتهت بحكم القضاء الإدارى بحل الحزب يوم 16 أبريل 2011.

الحزب الوطنى المصرى أسسه الزعيم مصطفى كامل وترأسه 4 أشهر فقط حتى وفاته


وبالعودة لبذور نشأة الحياة الحزبية المصرية، ومع أولى هذه التجربة السياسية تأسس الحزب الوطنى الديمقراطى، وزعيمه الراحل مصطفى كامل باشا، الذى أسسه فى 22 أكتوبر 1907، واتفق أعضاء الحزب الوطنى على أن يكون "مصطفى كامل"، رئيس الحزب مدى الحياة، لكنه مات بعد تأسيس الحزب بفترة زمنية قصيرة بلغت 4 أشهر فقط وتحديدًا يوم 10 فبراير 1908.

وانتخب الزعيم محمد فريد رئيسًا للحزب خلفا لمصطفى كامل، وشهدت فترة رئاسته للحزب التى استمرت قرابة 11 عامًا، خلافات جسيمة بينه وبين فهمى كامل، شقيق الزعيم الراحل مصطفى كامل، على رئاسة الحزب، حتى مات محمد فريد ومن بعده أغلب قيادات الحزب، الذى ظل يفقد شعبيته حتى تم حل الأحزاب بعد ثورة 23 يوليو عام 1952.

حزب العمل المصرى ترأسه إبراهيم شكرى لمدة 30 سنة حتى وفاته عام 2008


وفيما يخص حزب العمل المصرى فهو امتداد لحركة (مصر الفتاة) التى تأسست عام 1933 على يد أحمد حسين، وتحولت إلى الحزب الوطنى الإسلامى عام 1939، ثم إلى الحزب الاشتراكى عام 1949، الذى تم حله فى أعقاب ثورة 23 يوليو، ليعود مرة أخرى مع عودة الحياة الحزبية فى عهد الرئيس الراحل أنور السادات، ويعاد تأسيسه عام 1978 تحت اسم حزب "العمل المصرى" برئاسة إبراهيم شكرى، الذى استمر فى رئاسته لمدة 30 عامًا حتى مماته عام 2008، ورغم نشأة الحزب باعتباره حزبًا اشتراكيًا إلا أنه تحول إلى حزب إسلامى باسم حزب العمل، فيما حافظ بعض القيادات على استمرار وبقاء نشاط الحزب باسمه "العمل الاشتراكى"، الذين رفعوا بدورهم دعوى قضائية على الحزب الجديد لتخليه عن الاسم المشابه للحزب الأصلى.

وصدر فى الفترة الأخيرة لرئاسة إبراهيم شكرى، حزب العمل، قرار من لجنة شئون الأحزاب عام 2000 بتجميد نشاط الحزب وجريدته الشعب، وذلك حتى قيام ثورة 25 يناير 2011، حيث عاود الحزب مزاولة نشاطاته برئاسة مجدى أحمد حسين، تغير خلال اسم الحزب إلى "حزب الاستقلال"، بحكم من المحكمة الإدارية العليا، لتشابه الاسم مع حزب العمل الاشتراكى، واستمر مجدى أحمد حسين، فى رئاسة الحزب حتى نهاية عام 2014، وهو العام الذى صدر فيه حكم من القضاء الإدارى بحل الحزب لانتمائه لتحالف الإخوان الذى يدعو لأعمال العنف.

حزب الأحرار الاشتراكيين المصرى تزعمه الراحل مصطفى كامل مراد 21 عامًا حتى وافته المنية


وأخيرًا حزب الأحرار الاشتراكيين المصرى، الذى أنشئ كمنبر سياسى عام 1976، ثم تحول إلى حزب سياسى باسم حزب الأحرار الاشتراكيين عام 1977، بزعامة الراحل مصطفى كامل مراد، أحد الضباط الأحرار، ليكون واحدًا من ثلاثة أحزاب مصرية بعد عودة الحياة الحزبية هم حزب التجمع "يسار"، حزب مصر "وسط"، حزب الأحرار "يمين"، والذى صدرت عنه أول صحيفة معارضة فى مصر تمثل الحزب هى جريدة الأحرار.

توفى رئيس الحزب مصطفى كامل مراد يوم 14 أغسطس 1998، أى بعد 21 عامًا من رئاسته للحزب، أعقبها خلافات وتنافس على رئاسته عدد من المرشحين هم طارق درويش، عبد السلام الواحاتى، حلمى سالم، ياسر رمضان، رجب هلال حميدة- انتقل إلى حزب الغد فيما بعد، فريد زكريا، وطلعت السادات- مفصولين من الحزب، الحمزة دعبس، الأمر الذى انتهى فى أكتوبر 1998 بإغلاق المقر المركزى للحزب مع بقاء المقرات الإقليمية بقرار من الدولة، وذلك على إثر الصراع الذى احتدم بين رجب هلال حميدة، وطلعت السادات، للاستيلاء على المقر الرئيسى للحزب.

وفى 6 ديسمبر 2004، تم اختيار حلمى سالم رئيسًا لحزب الأحرار بقرار من لجنة شئون الأحراب فى 22 ديسمبر 2004، واستمر فى موقعه لمدة شهرين فقط انتهت فى 22 فبراير 2005، حيث تم استبعاده من رئاسة الحزب بحكم محكمة، أغلق على إثره المقر المركزى للحزب مرة أخرى، وفى أعقاب تنفيذ الأحكام القضائية الصادرة من محكمة القضاء الإدارى بعدم الاعتداد بـ"حلمى سالم" رئيسًا للحزب، تم اختيار طارق درويش، رئيسا للحزب، فى المؤتمر العام المنعقد فى 23 فبراير 2006 بمقر الحزب بكوبرى القبة، وفى شهر يونيو 2009، اتهم طارق درويش، بانتحال صفة رئيس الحزب فى دعوى قضائية انتهت بحكم يؤكد رئاسته للحزب.


موضوعات متعلقة:


- "الجبهة المصرية" تجتمع مع المنسحبين الأسبوع الجارى لتوسيع الائتلاف.. "المؤتمر" يكشف عن لقاء قريب يجمع كل الأطراف.. والمجلس الرئاسى للتحالف: فرصة كبيرة لعودتهم.. والتجمع: تواصلنا معهم لتكوين جبهة موسعة











مشاركة

التعليقات 3

عدد الردود 0

بواسطة:

مهندس/ عصام عبدالحميد المتولى

اراد السادات عام 1978 ان يكون هناك حزبين كبيرين هما الوطنى والعمل لتبادل السلطة ولكن ماذا حدث ؟

عدد الردود 0

بواسطة:

YOSRY

نعيب على الزمان و العيب فينا!!!

عدد الردود 0

بواسطة:

hamdy.fadala

حزب ديقراطي تبقي البلد ديمقراطي

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة